عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2007, 02:32 AM   #26
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي




اقتباس :
والمبدأ الذي قاله الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ( فتنة طهر الله منها سيوفنا فلنطهر منها السنتنا ) هو ايضا منهاج وسيط لجمع شمل الامة على اولويات كبرى تدعوها للوحدة دون الفرقة وللتقارب دون التحارب .. فان لم يصح نقل تلك العبارة عنه فقد صح معناها ..

لم يكن متفق على نقلها .. ولم يصح البتة معناها كما زعمت .. فمعناها خطير ويحمل تهمة صريحة وطعن في الصحابة بالجملة .. فهذه الرواية مختلف حول نسبتها .. فهناك من ينسبها للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .. وهناك من ينسبها لعمر بن عبدالعزيز رحمه الله .. وسوى كانت هذه الرواية لأحدهما أو لمن كانت .. فهي رواية متنها باطل ومردود .. ولا يليق ان نرددها كونها تحمل طعن وتهمة صريحة للصحابة بأنهم لوثوا سيوفهم وانفسهم ولطخوها بالدماء والقتل والآثام والذنوب ولم يطهروا انفسهم وسيوفهم .. فماذا يعني قولنا طهر الله منها سيوفنا ؟؟ هل كانت سيوف الصحابة ملوّثة ومدنّسة حتى نقول هذا ؟؟

هذه الرواية تثبت أن الصحابة تلطخت سيوفهم بالدماء وارتكبوا الآثام والذنوب وخاضوا في الدماء بالباطل .. فلا يليق بنا أن ننسبها لعمر بن عبدالعزيز أو لأحمد بن حنبل .. ولا يليق أن نقولها في حق الصحابة ( بالجملة ) .. ولكن يبدو لي أخي شيخ القبايل أنك تنجر أحيانا خلف مقولات يرددها الغلاة ولا تتوقف كثيرا عند مدلولات مثل هذه العبارات وإلى أين سيذهب بك مدلولها ؟؟ ولو كنت تتوقف عندها مليّا .. أزعم بأنك ستصل إلى ماذكرته لك ولا أشك مطلقا في فطنتك .. فلذلك أعذرك أخي ..

فالغلاة بالعادة لايتورعون عن نقل الأكاذيب والجهالات التي يسيئون بها على من يدافعون عنهم .. فهم يريدون ان يمدحون فيذمون .. ويريدون أن يدافعون فيتّهمون وهكذا فالمسألة جهالات في جهالات .. والغلو والجهل لايأتيان إلا بالتناقضات .. وهذه المقولة المختلف حول نسبتها قيلت بقصد عدم الخوض في ذكر الأحداث والوقائع التي حدثت .. فهذه المقولة إحدى الركائز الهامة التي يبني عليها البعض الأكذوبة الكبرى المسمّاة ( السكوت عما شجر بين الصحابة ) .. ولسنا في هذا المقام بصدد نقض هذه المرتكزات الهشة التي أقام عليها البعض هذه الأكذوبة .. وعندما تسنح لنا الفرص سننقضها بالدليل من الكتاب وصحيح السنّة ..

أما الإستدلال بالآية الكريمة : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .. فهذا ليس موضع إستدلال صحيح بها .. فالآية الكريمة تتحدث عن اليهود والنصارى وهذا واضح من سياق الايات التي قبلها .. وهذه الآية الكريمة من الأدلة التي تنقض تلك الكذبة الكبرى .. فماسبقها من الآيات تحدثت عن أحوال الامم الغابرة .. وسرد لنا القرآن الكريم تلك القصص بقصد إستخلاص العبر .. وهذه الاية تفيد بأن ماكسبته هذه الأمم لايقع علينا شيئا منه وما كسبناه لايقع شئ منه عليهم فقط .. ولم تنهنا هذه الآية عن قراءة ماحدث وما جرى لتلك الأمم الغابرة بل على العكس تماما فالآيات الكريمة السابقة لها سردتها وعرّفتنا ببعض ماحدث وجرى وبينّته لنا .. فحجة القائل بالسكوت عما جرى حجة ينقضها السرد القرآني الصريح فضلا عن أدلة أخرى ليس هذا مقام تفصيلها ..


شيخ القبايل ..

نتفق او نختلف هذا أمر تستوعبه المطارحات الفكرية ولكن قطعا تبقى دائرة ( لإله إلا الله محمد رسول الله ) وموجباتها تتسع لنا جميعا بإذن الله تعالى .. أما الإنسحاب من النقاش لا أرى ضرورة له فإن أبيت فلك ماشئت .. فلا نتوقع أنك ستسلم لنا ولا تتوقع اننا سنفعل ذلك .. فالمسألة هي مجرد بسط لمسائل وقراءات مختلفة لأحداث ووقائع لن نجبر من خلالها القارئ على تكوين قناعة تؤيد ما نذهب إليه .. فلنترك القارئ الفطن يصل إلى تكوين قناعاته بنفسه ..


سلام

التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 05-12-2007 الساعة 02:55 AM
  رد مع اقتباس