عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2008, 10:13 PM   #9
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

أخي رياض باشراحيل

فوجئت بك وأنت تنقل سجالنا حول الشعر السياسي والإجتماعي للمحضار إلى هذه الصفحة ، وأرى في تصرفك بفتح جبهة جديدة مجرّد محاولة بائسة لتخفيف الضغط على جبهة أخرى نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وتشتيت الإنتباه عن القضية الأساسية المطروحه .... ورغم بترك لتسلسل الفكرة ودفعي لتأجيل ما عقدت العزم على إدراجه بهذه الصفحة للتنقيب عما كان يعتمل في عقل وفكر الأمير الشاعر أحمد فضل العبدلي ( القمندان) حول الفنون في ساحتنا اليمنية .... لكنها ملحوقه ياسيدي وسأرد على ديباجتك ردا شافيا ووافيا وأرجو أن يحمل ردي معه قناعة لك بموقفي مما حاججت به نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الشعر السياسي والإجتماعي للمحضار .. قناعة أم خدمة لأيدلوجيا سياسية ؟ - سقيفة الشبامي

هذا هو سؤآلك :

اقتباس :
يقول يسلم بن علي وزعت قلبي عالمحبين *** ياعدن مابا حلالك جنة الدنيا عماقين

هل يسلم بن علي هنا يرفض التبعية لعدن رفضا قاطعا ؟؟
وهل يسلم بن على في زمنه كان ينادي بالانفصال عن عدن والجنوب ؟؟
وهل هذا الشعر او البيت يحسب كموقف سياسي , او تمرد شبوي .. يمكن التعبير عنه بــ نزعة " انفصال الانفصال" ؟؟

ماذا يرى اخي الحبيب مسرور في ذلك ....؟؟

ما أشبه الليلة بالبارحة ...!!

أخي الكريم .... لا اختلاف على حب الوطن والحب الإستثنائي الخاص لمسقط الرأس ضمن جزء من الوطن ... تلك مسلّمة لا تقبل الجدل وتوقعت منك محاججة أقوى في وقعها مما حاججت به .

حين خرج سيدي وحبيبي وقدوتي وقرة عيني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة التفت إلى مسقط راسه ومكان طفولته وصباه وموطنه الذي أحبه حبا جما مودعا فقال :

والله إنك لأحب الأرض إلي ، وإنك لأحب أرض الله إلى الله ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ماخرجت ...

يالدقة التعبير في التحسر على فراق مسقط الراس ( قرأناه في قول الحبيب المصطفى ) رغم أنه لم يخرج من أرض الحجاز ، ولكن المفاضلة بين مسقط الراس وما جاوره من مناطق تقع في نفس المحيط أمر وارد ولا غضاضة فيه ، فالنفس تميل وتهوى وتتوق إلى موطنها ولنقطة محددة منه ( لها ميزة وخصوصية ترتبط بالولادة وسنين الطفولة ) ، وبما أن يسلم بن علي باسعيد قضى جل حياته مغتربا فمن الطبيعي جدا أن يقارون بين عماقين التي شهدت صرخته الأولى حين وفد إلى الحياة وبين عدن الواقعة في ركن قصي من وطنه ويخرج بالمفاضلة الصحيحة ، ولا تعني مفاضلته أن عدن لا تساوي شيئا في ضميره أو أن نزعته عنصرية مناطقية ترفعية محكومة بموقف سياسي بل أخذ بأولويات المكانة في النفس من منظور العاطفة فقط ، ولن أغفل ( للأهمية ) أن يسلم بن علي قال البيت الذي نقلته قبل قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية حين كانت عدن ميناء عاليما يربط بين قارات ثلاث ولم ينخرط في ما أعقب الإستقلال من أيدلوجية سياسية سار في ركبها بعض الشعراء للغايات التي أوردناها في موضوعنا الأصلي ولا داعي لإستعراضها مجددا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، وبالنظر إلى حال مغتربينا ( وأنت أحدهم ) نراهم حين يشدون الرحال لزيارة الوطن يقصدون مساقط رؤوسهم بجبالها السوداء وأرضها المجدبة ولا يفدون خلال زيارتهم إلى ماجاورها من حواضر إلآ لماما ، وينطبق الشيء ذاته على أبناء المدن فإبن الشحر ( مثلا ) يذهب ضمن قطر دائرة إلى المدن المجاورة ولا يستهوي مدينة أخرى خلاف مدينته .

يقول الشاعر المهاجر خميس سالم الكندي ( يرحمه الله ) متذكرا موطنه :

قال الذي بيّت سمير الجاه والزهره = خايل بنفسي في سفوح القرن والشحره
والناس تحت الأشعّه في فرح يمشون = يارائدي غزو الفضاء هل عندكم فكره ؟
قلبي مولّع بالحبايب يشتهي نظره = متلفزه ترسل على الشاشه إلى سيوون


و يقول في قصيدة أخرى :

يامسافر على اليمدا(1) بلّغ سلامي = لأهل ودي وخلاني وغاية مرامي
في البريد الجوي السريع الصبح ودّيه = قل لهم بن كند لا زال قلبه معاكم
كل دقيقه ولحظه يتمنى لقاكم = كيف بانسى وطن جدي وأهلي نشو فيه
الدقيقه تمر عندي كما الشهر وأكثر = لكن الآدمي ياناس ماهو مخيّر
وأنتم أدرى بحالي والتعب لي أعانيه =

وفي شوق يبثه لوطنه اليمن لا ينسى الشاعر كندي تخصيص الغرفه مسقط راسه بالذكر ويتنبأ بسعد من يزورها أو يجاورها ، وبالغ في وضع مقارنة بينها وبين مدينة جنيف الشهيرة وفنادقها وبنوكها وأموالها وخلص الى تفضيل مسقط راسه وفي ذلك يقول :
يامسافر إلى أرض اليمن = سلم لي على أرض الوطن
من عند بن سالم عبود = ياغايب متى باتعود
بلّغهم سلام الغريب = يشتي لقاهم قريب
أرض آباءنا والجدود = ياغايب متى باتعود
الغرفه نعم الوطن = مسقط راس كندي ولن
ينساها لحتى اللحود = ياغايب متى باتعود
ياسعد كل من زارها = والا سكن جارها
في ظل نخلها والبرود = ياغايب متى باتعود
شوق قلبي عليها يحن = دايم لا ذكرها يئن
وأحلمها وأنا في الرقود = ياغايب متى باتعود
عشت في رباها صبي = حيث أمي وجدي وأبي
والعشره وكل الجدود = ياغايب متى باتعود
يامحلا ليالي الخريف = والجو النقي اللطيف
والغونه وظل البرود = ياغايب متى باتعود
راحه في شتاها وصيف = أحسن من فنادق جنيف
وبنوكها والنقود = ياغايب متى باتعود
كم شفنا وعشنا وكم = من بلدان والفرق جم
زايد تعدّي الحدود = ياغايب متى باتعود


ولم يكتف بالمفاضلة بين البلدان بل وفاضل بين أمهات الرجال الحضرميات وغيرهن من النساء فقال :

فيها خامرات البدن = والعفه ورقه وفن
وموردات الخدود = ياغايب متى باتعود


وعاد ثانية وطلب من المغترب العودة إلى بلاده حتى ولو كان العيش فيها شظفا يترافق مع الشعور بالسياده والعزة فقال :

عد إلى بلادك وعيش = ياسالم ولوفي عريش
سيّد ولا أنته مسود = ياغايب متى باتعود
عد لا بلادك أمير = تنعم وراسك كبير
حتى ولوفي المقود = ياغايب متى باتعود
عود لا بلادك وحل = بين أهلك عني أومقل
والمولى معك في الوجود = ياغايب متى باتعود
لا قد ساعدتك الظروف = عوّد لا بلادك وشوف
فيها استقر لا تعود = ياغايب متى باتعود
وتأسّف على الحاضرين = ليهم غيّبوها سنين
ما بين المدن والحدود = ياغايب متى باتعود


أما حسين بن أبوبكر المحضار فيقول مفاخرا بمسقط راسه الذي لم يفارقه ( وهنا تكمن الخصوصية في حب مسقط الراس وتفضيله على سائر أنحاء الوطن ولا يدخل قوله في الشعر السياسي والإجتماعي المأدلج ولكنه نابع من شعور تجاه مسقط الراس )
أمي الشحر والوالد جبل ضبضب = وابني الحيد لسود وابنتي ضبـــه
كل ماجيتهم قالو هلا مرحب=

وفي جانب آخر يقول :
فراق الشحر ماأصعبه وفراق اهلها اصعب = وان صدت وان جارات وقالت سير وتغــرب
وياما قد بطيت اشرب لبن من ضرعها = من عادنا الاطفل في الخوده
عسى عوده تقع في خير ومسرات يالله عسى عوده =

ولكن المحضّار ( من أجل خاطر الحبيبية ) يتنكّر لمسقط راسه وهذه هفوة تحسب عليه ونعذره في هفوته نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:
ان كان لابد من غـلبي ولاميل = حيا بالمـقدر
في الشحر ماباسكن = باحل في الغيل
قده افضل واخير = باصبرعابردها والحر
عند المحبين ارباب الوفاء والجميل =
سنواصل ما أنقطع ( لاحقا ) .

سلام .




(1) اليمدا : اسم الخطوط الجوية لليمن الديمقراطية سابقا .
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس