[اسد الشرق الخليفي]

تناقلت المواقع الالكترونية خبر كشف مصادر دبلوماسية يمنية واسعة الاطلاع عن وجود تحرك دبلوماسي

عربي لانتشال اليمن من الأخطار الداخلية المحدقة به في الشمال والجنوب، عبر التنسيق لحوار وطني يشمل

جميع القوى اليمنية في الداخل والخارج ، لحقن الدماء وحفظ الوحدة اليمنية وأن هناك تحضيرات لحوار

وطني يمني ( اكرر حوار يمني )

بداية أنه في حال صحة هذه الأنباء أو التسريبات أود أن أشير ومن فحوى الخبر إن الأمر شأن يمني أي

يخص اليمانيون ( حوار يمني ) ولا يعنينا نحن شعب الجنوب العربي ذلك الأمر .

إنني اطرح هنا وبكل تواضع وجهة نظري الشخصية والتي أجزم والى حد كبير بأنها تشكل رأي الغالبية من

شعب الجنوب العربي وتحديدا الغالبية الصامتة واحددها بالنقاط التالية :-

أولا


استشهد بقول النبي العربي الأمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المشهورة

( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه)

وبدورنا نؤكد أن لسان حالنا يقول والله لو وضعت العرب الشمس في يميننا والقمر في يسارنا ما تركنا

النضال والكفاح من أجل استقلال الجنوب العربي حتى يظهره الله للدنيا أو نهلك دونه وإننا على العهد ثابتون


ثانيا

إن مقولة بعض العرب من أن استمرار بقاء الوحدة اليمنية عامل في غاية الأهمية للحفاظ على تماسك

نظام الأمن القومي العربي ؟؟؟؟؟؟ في الأساس أين هو النظام القومي العربي حتى يقلقوا على نظام الأمن

العربي ؟؟؟؟؟ سبحان الله , نحن دائما نشكو من ظلم الدول الكبرى حين تكيل لنا بمكيالين عندما تتعاطى مع

قضايانا العربية وهذه حقيقة , غير أنه في المقابل أيضا يكيل إخواننا العرب بمكيالين أو أكثر في تعاطيهم

مع قضية الجنوب العربي المحتل من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية , فهل حقا أن الأمن العربي

مهدد بالانهيار بسبب أن شعب الجنوب العربي يكافح سلميا في سبيل الحصول على استقلاله ؟؟؟؟؟؟؟

لا اعتقد ذلك , نحن نتفهم جيدا الدوافع والأسباب والمنطلقات لتلك السياسات العربية والتي أبرزها الحفاظ

على المصالح الوطنية لكل قطر عربي و ذلك حق مشروع لهم , نتفهم ذلك جيدا مرة أخرى أؤكدها ,

ولكن في المقابل أليس لنا الحق كشعب الجنوب العربي أن نبحث عن مصالحنا ونعمل من اجل تحقيقها

والحفاظ عليها سؤال مطروح على الإخوة العرب بصفة عامة والقوميين منهم بصفة خاصة ؟؟؟؟؟؟

لقد حانت ساعة الحقيقة وحانت الساعة التي يجب أن نقول فيها , علينا أبناء الجنوب العربي أن نمارس

السياسة بعقولنا وليس بقلوبنا وبعواطفنا , وإن السياسة هي كيفية إدارة ورعاية مصالح الوطن ومصالح

الشعب ( وفن الممكن كما يقولوا ..... ) وبناء على ذلك يجب وضع وجعل مصالح شعب الجنوب العربي

فوق كل اعتبار آخر مهما علا شأنه وأهميته ذلك الاعتبار , وكفى شعارات نرددها ونتغنى بها مثل الوحدة

العربية , نظرية الأمن القومي العربي الجوفاء , إنها شعارات وشعارات وليست أكثر من ذلك

للأسف الشديد.

هل تعلمون أيها السادة إن مشروع السوق العربية المشتركة أقرت في خمسينات القرن الماضي

وعلى ما اعتقد عام 1957 , وقبل أن يرى مشروع السوق الأوروبية المشتركة النور بأشهر ؟؟؟؟ فانظروا

كيف هو حال مشروع الأوروبيين , والى أين وصل , وانظروا إلى مستوى الإنجازات الملموسة والمعاشة في

حياة الأوروبيين اليومية ؟؟؟

وابحثوا أين هو المشروع العربي؟؟ ستجدون إن المشروع العربي مازال حبيس أدراج الجامعة العربية لأجل

المزيد من الدراسة والبحث !!!!!!!!!!!!! تصوروا تحت ذريعة الدراسة المتأنية والواقعية وعدم الاستعجال

في اتخاذ القرارات المصيرية والإستراتيجية وتغليب العقل على العاطفة تستمر عملية الدراسة إلى اليوم أي

52 سنة دراسة للمشروع !!!!!!!!


ثالثا



إن الحوار المزمع إجراؤه وكما هو واضح من عنوانه ( حوار وطني يمني ) يخص اليمن , لذلك فان الأمر

لا يعنينا نحن شعب الجنوب العربي وقوانا السياسية , انه شأن يمني داخلي . (التكرار للتأكيد)



رابعا

إن الغالبية الصامتة من شعب الجنوب العربي تتمنى على العرب بأن يبادروا برعاية مصالحة جنوبية

جنوبية تاريخية كخطوة أولى وضرورية في طريق رعايتهم لإجراء مفاوضات بين قيادة الجنوب

العربي المنبثقة من المصالحة الجنوبية وقيادة الجمهورية العربية اليمنية للوصول إلى اتفاقية نهائية

للعودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل 22 مايو 1990 م , وإيجاد الترتيبات وتحديد الآليات لذلك



خامسا



نتمنى على الأخوة العرب أن يدركوا الحقائق التالية :-

أننا الجنوب العربي وهم اليمن وإننا شعب وهم شعب آخر ولنا ثقافتنا ولهم ثقافتهم

ولنا تاريخنا ولهم تاريخهم

حقا إننا شعبين مختلفين بكل معنى الكلمة ثقافيا واجتماعيا وسياسيا لذلك لانلتقي بشي من حيث التكوين البشري


لا يوجد شمال اليمن وجنوب اليمن , بل هناك الجنوب العربي وهناك اليمن


عاش الجنوب العربي الذي ظل وسيظل حاضرا في الوجدان والوعي والضمائر وإلى الأبد