عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2008, 01:16 PM   #14
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

اقتباس :
ماهوالجدل الذي أثارته القصيدة ؟ بدعوى أن التفاصيل ليس لها مجال لمناقشتها في كتابه أحالنا الدكتور شهاب غانم إلى كتاب شعراء العامية في اليمن للدكتور عبد العزيز المقالح ..... رغبة القمندان واضحة في التحرر من الإرتباط بصنعاء وفن صنعاء فما هو أصل الخلاف بين الثنائي السقاف ... وهما علمان بارزان من أعلام الثقافة والفكر في اليمن ؟

حظيت بالإطلاع على كتاب شعراء العامية في اليمن للدكتور عبد العزيز المقالح المستشار الثقافي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية ...


آخر طبعات الكتاب الجديدة والمنقّحة صدرت عام 1986 ( أي قبل قيام دولة الوحدة اليمنية ) ، وبالنظر في المضمون يكتشف القارىء أن الدكتور المقالح سبق غيره من كتاب الخلط التاريخي والفني لليمن وإخراجه في قالب موحّد ودمج ما عاشته بلادنا قبل وحدتها المباركة أو قبل قيام ما عرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من أحداث تاريخية منفصلة عن بعضها بعضا وما تكتنزه رقاعها الجغرافية من فنون وموروث ثقافي متباين في كتاب واحد ، وانتقد مالا يتوافق مع رؤآه ( كشخصية تنتمي للشطر الشمالي من الوطن اليمني ) من نزعات سابقة أيام السلاطين لإبراز موروث ثقافي في سلطنات الجنوب منفصل تماما عن اليمن كحقيقة واقعة ...


كون الشيء بالشيء يذكر يجب عدم إغفال أن كاتب كــالأستاذ بدر جعفر بن عقيل يأبى وعلى خطى كتاب السلطة الحضارم ( المودرن الملكيون أكثر من الملك ) إلا المزج بين شعر الهجرة والإغتراب الحضرمي وغيره من شعر الإغتراب في بقية رقاع الوطن اليمني ليخرج لنا بعد ذلك كتابا بعنوان زائف أسماه الهجرة والإغتراب في الشعر اليمني ، ولو دققنا المحتوى سنلاحظ أن النسبة الكبرى من أحداثه السردية والقصائد الواردة به ذات صلة مباشرة بمعاناة إغتراب المهاجر الحضرمي وما قاله الشعراء المهاجرون من أشعار في مواطن الإغتراب تلك تضمنت حنينا للوطن ( حضرموت ) وليس عن الهجرة والإغتراب اليمني في عمومياته بإعتبار أن الحضارم هم أكثر من اغتربوا من أبناء اليمن في جغرافيتها الراهنة وليس عامة اليمنيين ، ووحدة الأرض اليمنية لا تعطي لأي كاتب من كتاب السلطة القبلية الجهومية المناطقية ومؤرخيها الحق في تكييف الأحداث التاريخية حسب الهوى والمزاج أو فرض الإقرار القسري على القارىء للتسليم بموجة اليمننة في الموروث الثقافي وطغيانها على ماسواها من موروث محلي اقليمي يوجب علينا أخلاقيا عدم إغفاله ... ومن هذا المنبر نحيي دار حضرموت للدراسات والنشر وغيرها من دور النشر في محافظة حضرموت التي تتولى نشر أبحاث ودراسات المؤرخين والمفكرين الحضارم ( سابقها ولاحقها ) والتعريف بالموروث الفني والثقافي والتاريخي وخصوصية حضرموت .... تلك الخصوصية لم تكن قصرا على حضرموت منفردة وتميزت عدة مناطق أخرى بالخصوصية الفنية والثقافية والتاريخية ذاتها أيضا ونوجد الحق بموجبها لإبناء لحج وصنعاء وشبوه لتوثيق موروثهم الثقافي وتاريخهم في الحقب السابقة مستقلا والمفاخرة به بعيدا عن إضفاء طابع اليمننة ( القسرية ) عليه .


يستعرض الدكتور المقالح في أسلوب ثوري أيدلوجي مقزز حياة القمندان ويصفها بالمثيرة لموجة الخلافات بين الأوساط الأدبية اليمنية ويعزي ذلك إلى إنتمائه بالنسب أوالمشاركة الوجدانية أو الفعلية إلى أسرة السلطان البائدة التي حكمت جزء صغيرا وحيا من جسد الوطن (1) نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وشاءت الظروف أن يلعب هذا الجزء في الخمسين أو المائة عام الماضية دورا لم تنافسه فيه سوى عدن المستعمرة الإنجليزية التي حظيت من المحتلين بما لم يحظ به غيرها من المدن اليمنية المحتلة (2) ولعل أشهر خلاف دار حول حياة القمندان وربما كان أكثر هذه الخلافات موضوعية هو ذلك الذي كشف عنه الحوار الدائر بين ناقدين بارزين هما عمر الجاوي السقاف وأبوبكر السقاف ... ويرى الأول في عنوان بحثه الذي كتبه عن القمندان أنه شاعر / عاشق / فلاح أحب الأغنية وأحب الأرض وانه كان أميرا لا يمارس الامارة من الناحية الإجتماعية والأخلاقية وفضل امارة من نوع آخر بقيت وستظل وهي امارته على مملكة الفن والطرب وكتابة الكلمات التي تصنع البهجة والسرور في قلوب البشر الذين يفهمونها .... والقمندان كشاعر حسّاس كان يتأثر بما يعانيه الشعب لذلك فقد سأل أخاه السلطان بعد عودة الأخير من رحلة إلى أوروبا فقال :

كيف اوروبا وما شاهدتمو
اسويسرا لندن وحش كاليمن ؟
أجياع أعراة أهلها ؟
في شقاء ذل وبؤس ومحن


أهم من هذا وذاك يرى الجاوي أن أجمل ما كتبه القمندان في هذا المجال نثرا وشعرا هو إحساسه العميق بوحدة الأرض اليمنية رغم حبه الشديد للفن في منطقة لحج والذي فسر في بعض الأحيان بالإقليمية (3)


هكذا كان القمندان يبدو في نظر الجاوي ... فماذا راى فيه أبوبكر السقاف ؟


ذلك ما سنتعرض له لاحقا .

تحياتي .



(1) يلاحظ التحقير والتصغير والتهميش المتعمد في لهجة الدكتور المقالح لكل ما يشذ عن الإرتباط باليمن في ظل العهد السلاطيني الذي كان يضم كيانات ذات تاريخ وتراث منفصل عن تراث وتاريخ اليمن وبصفه بالبائد الذي يجب شطب مقوماته السابقة .
(2) يقر المقالح على استحياء بوجود دور للحج في المورث الفني اللحجي وينسب الفضل فيه لمستعمرة عدن .
(3) منظور الجاوي المتشبث بالوحدة اليمنية كخيار منذ ما قبل الإستقلال وقول القمندان إستشهادا باليمن لا يسقط بالمقابل رفضه ( أي القمندان ) للربط بين لحج وصنعاء اليمن ( حسب ما أوردناه أعلاه ) حين قال :
غن ياهادي نشيد أهل الوطن
غن صوت الدان
ما علينا من غنا صنعاء اليمن
غصن من عيقان
مرحبا بالهاشمي يجلي الشجن
يذهب الأحزان
.....

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الدكتور أبوبكر السقّاف

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الراحل عمر الجاوي السقاف
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )

التعديل الأخير تم بواسطة مسرور ; 11-14-2008 الساعة 01:53 PM
  رد مع اقتباس