[خذني معاك]

هناك الكثير من الأسر يعانون من الوحدة العائلية في وقتنا الحاضر ولعل واحدة من مآسي العالم الحديث هي تحطم وحدة الأسرة ، وإذا نظرنا خلفنا إلى أوائل القرن العشرين مثلاً - سواء لترى الأيام الخوالي الرائعة والأيام التعيسة - فسترى في الحالتين قوة رهيبة وخيراً عظيماً مصدره وحدة الأسرة التقليدية . وأغلب القرى والشوارع والمدن كانت تسكنها عائلات ظلت هناك لأعوام طويلة ، وربما على بعد خطوات قصيرة ستجد منازل الجد والخال والإخوة والأخوات والأقارب . وهذا بفعل حكمة الكبار، كانت العديد من المشاكل يتم حلها ، وكان يتم توجيه الأطفال وتهذيبهم ، وحتى مع وجود عجز في الأموال آنذاك كان المجتمع يتأزر لتخطى المحنة . وكانت البنات بعد الزواج تقابلن آمهاتهن بانتظام ، فكانت المخاوف والضغوط تتشارك وتقل ، بالإضافة إلى الحصول على استشارة أو نصيحة حكيمة . وكان نادراً ما يشعر أي شخص بالوحدة ، لأن هناك فرداً ما من الأسرة يمكن الحديث معه ومشاركته الأفراح والمخاوف ، لا يمكن أن نقول اليوم الجوالات أصبحت تقرب البعيد ! فهناك فرق شاسع بين اللقاء وجهاً لوجه . وبين المحادثة تلفونياً .. ولهذا كانوا أغلب العوائل على مقربة من بعضهم البعض ، ولبعد الأسر اليوم كانت النتيجة هي تحطم الوحدة التي تشكلها العائلة الكبيرة والممتدة . *********************************************** علمتني الحياة :: أن أجعل قلبي مدينـــــة :: بيوتها الحياة :: وطريقها التسامح والعفو ::