.
ماهو النعيش ؟
النعيش هو تحريك خصلات ذوائب وظفائر شعر الرأس يمنة ويسرى على ضرب
ايقاعات الطبول السريعة . ورقصات النعيش لازمت المرأة الحضرمية جنبا مع جنب مع رقصة (( الزفين )) وفي الأعراس الحضرمية بعد أن تؤدى المرأة رقصات الزفين
يبدأ النعيش ، إذ كلما تطيل المرأة الحضرمية مدة النعيش يدل ذلك على قوتها ، وبل أن فيه مفاخره بين النساء لمن تطيل في ذلك ، وايضا مفاخرة و استعراض لغزارة ونمو وطول شعر المرأة .
ولكن هل الرجال في حضرموت يؤدون رقصة النعيش ؟؟
الجواب لا تعجب إن قلت لك نعم !! ولكن محصورا فقط عند فئة أو طبقة في المجتمع تسمى البقارة ..
من هم البقارة ؟؟
هناك قولان أو رأيان حول البقارة
الأول : قيل أن البقارة طبقة من طبقات المجتمع الحضرمي معروفة في نواحي حضرموت مركز تواجدها واستقرارها كان ولازال في تريم وشرق تريم ، وكانت هذه الطبقة تتولى حرفة
ومهنة حراثة الارض بواسطة الأبقار و لذلك سميت بالبقارة. وهم لا يعدون انفسهم من الفلاحين بل يعدون انفسهم طبقة أعلى من الفلاحين من ناحية موقعهم في السلم الطبقي في حضرموت.
أما الراي الثاني : يقول اصحابه ان البقارة هم افراد قبيلة عربية تسمى ( البقاره ) كانت تهتم بحراثة الأرض بواسطة الابقار وتهتم ايضا باقتناء وتربية الأبقار .
و أن من هذه القبيلة افراد هاجرت قديما الى السودان لجلب الابقار الى حضرموت ومنهم من استوطن بالسودان وعرفت بقبائل البقاره ولا زالت هذه القبيلة تعد من أهم قبائل عرب السودان.
تميز البقاره كطبقة من طبقات المجتمع الحضرمي ، لهم عاداتهم ، منها انهم يطلقون شعورهم حتى تصل الى فوق اكتافهم و لهم رقصاتهم الصاخبة ذات الايقاعات الخاصة بها
ومن هذه الرقصات رقصة نعيش البقاره.
ويصا حب (( رقصة نعيش البقاره )) ايقاع خاص وهو من الايقاعات الحضرميةالراقصة والجميلة ، وهذه الطبقة أو الفئة (( البقارة )) هم الوحيدون الذين يؤدون هذه الرقصة .
وصف للبقارة ورقصتهم :
كتب الدكتور روبرت سرجنت في كتابه نثر وشعر من حضرموت ( PROSE AND POETRY FROM HADRAMOUT ) أنه في يوليو سنة 1947م شاهد اثناء
بناء العمال سد النقره في منطقة قسم رقصة نعيش البقارة التي كان يؤديها العمال من البقاره وقال : (( في وسط الدائرة هناك بعض الشلالين ومعهم حوالي ثلاثة من البقارة ( الحرث )
على الجانبين ، ويحرك البقارة اجسامهم من منطقة الخصر ( الوسط ) ويحركون رؤوسهم فيتحرك الشعر .... وليس هناك ترتيب في وسط الدائرة ويمكثون ثابتين ثم يدوسون بأرجلهم بقوة
ويقفزون ويهزون الأرض بانسجام ولا يتحرك المحيطون بالدائرة كثيرا وتبى حركتهم متناوبة إلى الأمام وإلى الخلف أثناء الرقص ويبدو المغني (( الشلال )) وكأن له خطوات منتظمة
مع نظم الشعر ويحرك البقارة رؤوسهم مع ايقاعات اللحن ، وقد كانت الأغنية في هذه المناسبة (( هــــا النبي )) أي يانبي ، نظرا لأن ذلك هو موسم زيارة النبي هود ، وتستغرق كل
رقصة من خمس إلى عشر دقائق قبل أن يتقدموا نحو الدائرة ويضربوا بأقدامهم على الأرض ...))
ويقول سرجنت (( وقد جاء البقارة من تريم وهم يختلفون في ملامحهم عن ملامح (( الفلاحين )) وتبدو ملامحهم أقرب إلى الملامح البدوية ، شعورهم طويله متموجه .. ويتقدم البقارة دائما
رقصات الرزيح ويمشون متميزين في صف طويل يتقدمهم ( الأبو) يحركون رؤوسهم من جانب مع حركة وتمايل الشعر إلى اليمين وإلى اليسار تبعا لإيقاع الموسيقى وعادة
ما ينشدون اشعار كهذه :
تسلا ياقليبي = شف الدنيا مخلاه
وكم من مال يمسي = لمولى غير مولاه
وكلنا يذكر أنه سمع هذه الأغنية (( تسلى ياقليبي )) التي غناها ابوبكر سالم بلفقيه ، ولكنه قد لا يعلم أنها من التراث الحضرمي لطبقة البقارة ، وهناك كثير من ايقاعات
رقصات نعيش البقارة تسربت الى الأغاني الحضرمية وتم تركيبه مع ايقاعات حضرمية أخرى.. وقبل عدة أعوام تم في تريم احياء هذا التراث من جديد وشاهدت فرقة في تريم
تقوم بأداء رقصة نعيش البقارة ولكن بشعر مستعار ومتواضع وحركات مختصرة للخصر..
ومن وجهة نظري أن ايقاعات رقصة نعيش البقارة هي ايقاعات راقصة وجميلة ولعلها تواكب ايقاعات سرعة العصر ورغبات الشباب وتتماهى مع اغاني (( الفيديو كليب )) الصاخبة....!!!
.