عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2011, 01:53 AM   #20
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الاعتراف الدولي بالقضية الجنوبية .. منعطف هام لابناء الجنوب

الجمعة , 23 ديسمبر, 2011, 04:30

بقلم أبو نائف الحضرمي

في 30 نوفمبر 2011م ولج النضال السلمي لأبناء الجنوب منعطفاً هاماً بل ربما يكون المنعطف الأخير المؤدي إلى الوصول للهدف الرئيسي لنضال أبناء الجنوب ألا وهو الاستقلال الثاني واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن ..

إن الحشود الجماهيرية التي خرجت في 30 نوفمبر لتملأ كل الساحات العامة في المدن الرئيسية والأرياف في عموم مدن وقرى الجنوب تعبر تعبيراً واضحاً بان قضية الجنوب هي قضية كل أبناء الجنوب كافة .. وأن هذه الحشود الهادرة هي التي أوصلت قطار النضال السلمي إلى المنعطف الهام وفرضت على المجتمع الدولي التعاطي مع قضية هذا الشعب المكافح من اجل الحرية والاستقلال والذي اختار النضال السلمي طريقاً لتحقيق أهدافه .. وبذلك يكون شعب الجنوب هو من فجر ثورات الربيع العربي السلمية .. رغم التعتيم الإعلامي المفروض عليه .

إن إطلاق سراح زعيم النضال الجنوبي المناضل حسن أحمد باعوم ولقاءه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الأوروبية ثم زيارة بن عمر إلى مدينة عدن ولقاءه قيادات الحراك السلمي مؤشر أولي لأبناء الجنوب بان قضيتهم قد ولجت المنعطف الهام منعطف المجتمع الدولي .. وذلك ما يفرض جملة من التحديات الكبيرة أمام أبناء الجنوب وأمام قيادة الحراك السلمي خاصة .. وفي مقدمة هذه التحديات وحدة قيادة الثورة الجنوبية .. فبقدر ما نستطيع أن نوجد قيادة موحدة تعبر عن إرادة الشعب الجنوبي بقدر ما نعجل بتحقيق طموحات الشعب .. ولذا فان المهمة العاجلة اليوم أمامنا هي عقد مؤتمر جنوبي يمثل فيه كل أطياف الحراك الجنوبي في الداخل لخلق قيادة ميدانية موحدة تمثل أبناء الجنوب وتحدد أساليب ووسائل عمله وتمارس التواصل مع كل القوى الإقليمية والدولية لخلق دعم لمطالب أبناء الجنوب ..

ولنعلم جميعاً بان مستقبل أبناء الجنوب لا يمكن صياغته إلا من الداخل وفي الداخل فقط .. ونأمل إلا تتكرر تجربة الجبهة القومية في قيادة للداخل وأخرى للخارج مما يخلق التباين والاختلاف بل ويضع العقبات في طريق النضال .. مع عدم التقليل من دور مهم في الخارج لأبناء الجنوب ولكن مع العمل على قاعدة أن المصير يقرر في ساحات النضال الداخلي ويكون الخارج مكمل مساعداً لتحقيق مطالب الشعب .. وعاكساً لما يجري في الداخل .. وليعلم كل قادة الحراك الجنوبي وكل النخب الجنوبية بان أرواح الشهداء ودمائهم وعذابات الجرحى والمعتقلين المعذبين في زنازين سجون قوات الاحتلال ستظل تؤرق من يتنازل عن الهدف الأسمى الذي ضحوا من اجله وقدموا حياتهم في سبيله .. إلا وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة .

إن المنعطف الهام الذي ولجه الحراك السلمي الجنوبي يفرض على كل القوى الجنوبية الابتعاد عن البحث عن حديث أو حتى بحث عن طريق آخر غير طريق الاستقلال والتحرير واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة .. والابتعاد عن الحديث عن الفيدرالية أو الكونفدرالية لان ذلك بكل تأكيد يضع عقبات كبيرة وربما قاتلة أمام الثورة الشعبية الجنوبية .

إن أي عمل لابد أن تتوفر له الظروف الموضوعية والذاتية التي لابد من توفرها حتى يكتب له النجاح .. وعندما تم توحيد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية بدون توفر هذه العوامل تحولت الوحدة إلى احتلال واستعمار بعد فشلها المدوي .. فالقضايا الوطنية الكبرى لا يمكن أن تكون مرهونة بالرغبات الشخصية ولا حتى النخبوية ..

فالحديث عن أي شكل من أشكال التوحد بين الشمال والجنوب في مثل هذه الظروف الموضوعية والذاتية المعاشة الآن بكل تأكيد سيعيد لنا حرب صيف 1994م ويعيد لنا الاستعمار بشكل أبشع صورة .. وبنظرة سريعة إلى واقع الأمر في الجنوب والشمال ستظهر لنا الفوارق الشاسعة والكبيرة والتناقضات السياسية والاقتصادية التي لا يمكن التعايش بينهما بل ستكون في صراع دائم وربما متفجراً في أوقات كثيرة فالشمال يعيش مرحلة ما قبل الدولة وتحضا القبيلة والعشيرة بالدور السياسي الرئيسي وتظل العلاقات الاجتماعية والبدائية هي السائدة .. بينما عاش ويعيش الجنوب مرحلة متقدمة من العلاقات الاجتماعية فالدولة والقانون هو السائد في حياة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. ولذا فان القفز على الواقع المعاش الواقع الموضوعي لابد أن يؤدي إلى مخاطر لا يمكن تصورها .. ولنا في تجربة الاتحاد اليوغسلافي والاتحاد السوفيتي مثالاً واضحاً مع الفارق الكبير بين مستوى تطور العلاقات الاجتماعية بين التجربتين .

كما أن العامل الذاتي لم يعد قابلاً لأي شكل من أشكال التوحد بل لربما توجد درجة عالية من التباعد بين أبناء الجنوب وأبناء الشمال وهي نتيجة طبيعية لتجربة مريرة من العلاقة بين الشعبين خلال الفترة ما بعد الحرب الإجرامية التي شنتها الشمال على الجنوب وشارك فيها كل الشمال بمختلف شرائحه السياسية والقبلية ومنظماته الاجتماعية والرسمية .. إذاً فالحديث عن أي شكل من أشكال التوحد سيكون أكثر كارثية من نتائج 1994م .

إن المهمة الملحة اليوم بعد الزخم الثوري العظيم في 30 نوفمبر 2011م هي تكثيف النضال السلمي وتوسيعه رأسياً وأفقيا والحفاظ على ذلك الزخم الكبير .. ليعبر عن رفض أبناء الجنوب لما تسمى الانتخابات الرئاسية المبكرة .. التي يجب ألا تجرى في الجنوب بأي شكل من الأشكال وعلى قوى الحراك الجنوبي كافة أن تحشد كل طاقاتها لتوضيح الأثر السلبي لإجراء هكذا انتخابات على قضية الشعب الجنوبي .. ويجب دعوة أبناء الجنوب لمقاطعة هذه اللعبة .. التي إن جرت سيكون الشعب الجنوبي هو الخاسر الأول والأخير فيها .

ولنمضي جميعاً تحت قيادة جنوبية موحدة رمزها الوطني علي سالم البيض وبأسلوب نضال سلمي وهدف واحد لا غيره فك الارتباط واستعادة الدولة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ولا شي سواه .

وفي الختام .. شتان ما بين الثرى والثريا .. فالثرى يقع تحت الأقدام لتدوسه أقدام البشر والحيوانات ويتلقى النفايات والقاذورات البشرية والحيوانية .. بينما تقع الثريا في العليا في كبد السماء لتعطي نوراً وضوءً يهدي ملايين البشر في ظلمات الليل والمحيطات والصحاري والهضاب والسهول .. فشتان بين الاثنين وشتان بين العليين علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض فبينما يعيش علي سالم البيض في العليا وفي قلوب وأفئدة الملايين من أبناء جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يحملون صوره عالياً ويهتفون بحياته ويعدونه بطلاً قومياً حاملاً لقضيتهم الوطنية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً .. بينما يعيش علي عبد الله صالح في الثرى تدوسه أقدام الملايين من أبناء الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويتلقى بصقاتهم ويعيش شارد الذهن والعقل تلاحقه لعنات أبناء الشعب الذي كبس على أنفاسه 33 عاماً وتلاحقه لعنات الملايين ممن دمر حياتهم وأرمل نسائهم ويتم أطفالهم بجرائمه البشعة التي ارتكبها طيلة فترة حكمه .

فطوبى لعلي سالم البيض في علياءه .. الذي عاد مغدوراً به .. والى مزبلة التاريخ علي عبد الله صالح الذي وقع في شر أعماله .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس