عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2011, 12:13 PM   #3
نبيل العوذلي
حال جديد

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يتمكن الكثير من الجنوبيين حتى اللحظة ان يفهموا ان الناس بين

اولا

اناس يأخذوا بظاهر الامور ويحكمون على اساسها ويتبنون المواقف على اساس الظاهر الحرفي لان هذا هو علمهم واناس يميلون الى معرفة كنه الامور والعلل المتصلة بها من خلال معرفة بواطنها ومآلاتها ولعل في قصة العبد الصالح مع موسى عليه السلام في سورة الكهف خير دليل واضح على ان هناك اناس يأخذون بظاهر الامور ويحكمون بحرفية المواقف واخرين لهم من العلم والفهم لبواطن الامور وهذا لايقتضي ان لهذا الفريق والفريق الاخر ايدلوجيتين متناقضتين مالم يتم التصريح بذلك

ونحن حينما نرجع الى مواقف الجنوبيين منذ بدايات الثورة نجدهم بين من كان يدعوا الى الاخذ الحرفي والتطبيق الحرفي لكل افكار تصل اليه سواء اكانت قومية او اشتراكية معتبرا ان اي محاولة اجتهاد تجعل المجتهد على ايدلوجية مناقضة للاخر كما يتوهم وبين من يرى انها قابلة للتكييف بحسب الواقع اليمني الجنوبي فمثلا كان هناك من يرى ضرورة ابقاء العلاقات مع بريطانيا لانها مكثت اكثر من مائة عام ومن غير المعقول الاستغناء عن تركتها الثقافية والادارية بين يوم وليلة ومن كان يرى ضرورة الاستقلال القطعي عنها من جميع النواحي وايضا من كان يرى ان الجنوب بلد زراعي ومن الافضل الاخذ بتجربة الصين الاشتراكية وبين من كان يرى ذلك انحرافا ولابد من الاخذ الحرفي بتجربة الروس العمالية وبين ايضا من كان يرى ان الانفتاح على دول الجوار اقتصاديا واستثماريا لايؤثر على ايدلوجية الجنوبيين الثورية ذلك الوقت وبين من اعتبر ذلك خروجا عن التعاليم الحرفية للاشتراكية وهو ذات الداء اليوم في شأن الجنوب والقضية الجنوبية

هذا هو نفس الخطأ الذي وقع فيه القاعدة حينما ظنوا انه مطلقا كل من كان له اجتهاد يقتضي نوع من الحكم مراعاة للتعليل والبحث عن عللها ومقاصدها بغض النظر عن وسائلها طالما انها مباحة

وهذه مسألة جدا

ثانيا

ان الناس ايضا بين ذكاء يريد ان يصل الى تحقيق المقصود بأقل الخسائر مع تنازلات لاتضر بجوهر المبادىء واناس شجعان لايتنازلون ابدا ويصبرون ويثبتون

وقد بينت قصة النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق انه عليه الصلاة والسلام اراد بذكاءه ان يدفع شر احد القبائل بقليل من التنازل وذلك بمنحها ثلث ثمار المدينة المنورة ليخفف الضغط على المدينة بعد ان تكالبت عليها قريش واوباشها ولكن احد سادة الانصار الشجعان رفض هذا الطلب وفضل الثبات والاستمرار في المقاومة حتى النصر باذن الله وقد تم وعد الله تعالى ولكن هذا لايعني ان رأي النبي صلى الله عليه وسلم المحمول على الذكاء ناقصا او ان ايدلوجية الرجلين صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه متناقضتين

هذاما لايريد ان يستوعبه كثير من الجنوبيين ويفصرون اصحاب بروكسل بالوطنيين الشجعان الذين لايخشون لومة لائم ازاء قضية شعبهم ويعرفونهم باصحاب الاستقلال الواضح والثابتين والمبدئيين بينما اصحاب القاهرة بااصحاب الاستقلال الغير واضح واللامبدأيين مع ان رأي اصحاب القاهرة يتعاطى مع كون الاستقلال الاقتصادي من خلال سيطرة الجنوبيين على ثروة الاقليم الجنوبي كفيلة بالتلازم لتحقيق السيادة المنشودة دون خسائر كبيرة وبطريقة ذكية مراهنين على قوة الراسمال الجنوبي في الخارج الذي حينما تتاح له الفرصة في ظل اقليم جنوبي قوي ومنظم سيبتلع قطها ان شاء الله الجنوب والشمال

ولكن هذا ما لايريد ان يستوعبه الاخوة ويرون ان هناك فريقين فريق وطني صادق اصحاب بروكسل وفريق يريد ان يقبل بالفتات اصحاب القاهرة وعليه لاننسى ايضا ان وجود فريق متشدد يساعدنا ايضا على تحقيق افضل المكاسب للجنوب وشعبه وبالتالي يظل رأي اصحاب بروكسل الشجاع والذي يحكم على الامور من خلال الظاهر وحرفيته بمحل من الاحترام خصوصا مع وجود طبقة من الاخوة الشماليين الذي يكتمون عقيدة ان الجنوب فرع عاد لاصله ولكن لابد من التعاون بيننا وتنسيق المواقف

ثالثا

ان النبي صلى الله عليه وسلم قال --ان الله ليلين قلوب رجال حتى تكون الين من اللبن فيه وليشدد قلوب رجال فيه حتى تكون اشد من الحجارة-

وذلك حينما كان رأي الصديق اطلاق سراح اسرى بدر الكفار بينما رأى عمر اعدامهم رضي الله عنهم

وهذا نوع من التغاير بين الشدة واللين في المواقف لاتقتضي ان تجعل الشديد مع المخالف وطنيا او مؤمنا بينما اللين مداهنا ومنافقا وهذا الذي نجده في مواقف الاخوة حينما يجدوننا نراعي الصداقة والحب الذي بيننا وبين بعض الاصدقاء الشماليين ممن حقيقة قد نثق بأحاد منهم افضل من كثير من الجنوبيين الذين لايفقهون فقه الخلاف ويدركون من الاحاطة بالامور نصيبها المعقول او المطلوب بل قد يتحول لك الى خصم يقاتلك ويدعوا الناس الى هجرك كما حصل معي في بعض المواقع الالكترونية ويسبب لك الضر والشر بنية ان الموقف موقف ثوابت ومبدئي وهو ذات الموقف الذي اودى بنا الى الهاوية منذ بدايات الثورة

فشدة فريق ولين فريق لايقتضي ان هذا وطنيا والاخر خائنا

بل هي مكاملة ومناسبة-والله اعلم-

أ

.
  رد مع اقتباس