عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-2007, 09:57 AM   #32
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

وقفـة جـادّة


أعتقد أن عواطفنـا غلبت ، ذلك أننـا أسرفنـا كثيرا في إطنـاب الشخصية الحضرمية وأثقلنا على حضرموت حتى بالقصيد ، وجاء هذا الموضوع ليقول شيئـا مغايرا ... جاء كوقفة نقدية .. دراسية .. تحليلية مما يتطلب بعض التّجرّد والوقفات الجادّة التي يحكمها بالطبع العقل والبحث العلمي.

سؤال أوّل:
أين هم الحضــارمـة ، في الداخل وفي المهجر؟

لندع من هم في الداخل ، فهم صفحـات مقروءة ، وليسوا خير خلف لخير سلف لأسباب ذاتية وأخرى خارجة عن الإرادة.

حضــارمة المهجر

ليسوا على قالب موحد في الفكر والسلوك والتصرف ، فالذين في شرق أفريقيا يختلفون عن الذين في الهند وجزر الملايو ، وهم أكثر اختلافا عن الذين في الأقطار العربية.

إلى أين أوجه القصيدة عندما تكون مديحا أو ذمـّا؟

السؤال الثاني:
من هو المادح ومن هو الذي يذم؟

إنّه الحضرمي يمدح الحضرمي ، وبإستثنـاء صفوة شعراء المهجر الشعبيين أمثال: صلاح أحمد القعيطي ( في الهند ) ـ بلقار ( ابن ماضي ) ـ التميمى[ في جاوة ] ، وفي وقت متأخّر الشاعر خميس سالم الكندي [ في الحبشة ] ، ممن كانوا معنيين بالشأن الحضرمي كوطن وكيان إجتماعي وشخصية مستقلّة تقابل المديح وتتعرض للذم ، معنيون كولاء وتعلق ووجاهة ، فإن الأغلبية ابتعدت رويدا رويد عن مركز الدائرة ، شيء بفعل شعور اللامبالاة منطلقين من شعار: ( أرضك حيث تخلق لا حيث ترزق ) ، ومن هم في الداخل: ( من خذ أمّنـا هو عمّنـا ) ، وشيء بفعل الإنصهار والذّوبان. إن من يوجه خطابه إلى حفيد سلالة حضرمية في الهند أو إندونيسيا أو أيّ مكان بعيد بشيء من الفخر والاعتزاز فهو كمن يخاطب ظلّه أو كمن يطلب دينا [ قرضة ] قديمـا ، ويقول المثل الحضرمي: ( طالب دين قديم ، طالب عرّهْ ) ، والعرّه: الخصام الذي يؤدي إلى عراك وفتنة واقتتال.
المهم:
الحضارمة اسم لامع ـ تاريخيا ـ تعرّض للغباروالرطوبة والأكسدة وأشعّة الشمس الحارقـة ـ تاريخيا ـ ، فلا يحلمنّ أحدا ببقاء اللمعة ، أي لا مكان للمديح ، وهذا قدره.
من التاريخ

أحد المهاجرين قدم من جاوة في الأربعينات من القرن العشرين [ ابن شهاب ]، وقدم مشروعه الجبّـار: ( تأسيس شركة مساهمة للأسماك ).
أحد المهاجرين في جاوة أو سنغافورة شق طرق أول طريق ( الساحل ـ الداخل )
أحد المهاجرين ، حيّ يرزق ، نسأل الله أن يمتّعه بالصّحة ، قدم من جاوة للعمل الوطني وهو توحيد السلطنتين بحضرموت ).
أحد المهاجرين( الشيخ: سالم با حبيشي ، قدم من الحبشة إلى سيئون في الخمسينات من القرن العشرين وأقام مشاريع ، وليس السر في المشاريع بل في التعلّق بالبلاد وما يعنيه ذلك من جانب ثقافي ، سلوكي.
هنــا: عطاء .. هنا: مواطنة .... هنا: لمعة ... هنا: مديح.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 11-26-2007 الساعة 10:04 AM
  رد مع اقتباس