عرض مشاركة واحدة
قديم 07-23-2018, 11:45 PM   #65
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



إلى متى سيظل الجنوب رهين التبعية المقيته!!!


الاثنين 23 يوليو 2018 06:33 مساءً
علي عسكر

منذ نيل الاستقلال في 30 من نوفمبر 1967م الذي شهد قبلها صراع دموي بين اخوان الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني الجبهة القومية وجبهة التحرير والتي أفضت إلى انتصار الجبهة القومية لتتصدر المشهد السياسي بالجنوب وتدخل بمفردها في مفاوضات مباشرة مع الانجليز الذي سلمهم مقاليد الحكم في الجنوب..ولم يكتفي ثوار الجبهة القومية بكل تلك النجاحات بل عملوا على متابعة وتصفية قادة جبهة التحرير الذين كانوا معهم في خندقآ واحد ضد المستعمر . ذلك التهميش والاقصاء المتعمد سبب شرخآ عميق في جسد الدولة الوليدة ليتواصل بعدها سطوة المراهقين الجدد في الساحة السياسية باصدار العديد من القرارات والقوانين الطائشة كانت وبال على الجنوب وشعبه الذي كان يتوق لحياة كريمة بعد نيل الاستقلال المجيد.. قانون التأميم الأرعن كان بمثابة رصاصة الرحمة لمدينة عدن ومينائها الشهير حيث كانت عواقبه وخيمة أدت إلى هروب الشركات الأجنبية ورجال الأعمال في خطوة غبية لا تزال عدن تدفع الثمن إلى يومنا هذا .


استمرت مرحلة المد الثوري لتنسلخ الجنوب من محيطها العربي والاقليمي وتنتهج النهج الاشتراكي دون مراعاة الشعب وحقة الشرعي في اختيار شكل الدولة .. لم يتوقف التخبط عند هذا الحد بل انتقل الصراع بين الرفاق فتظهر تسميات لكل طرف فهذا يميني رجعي وذاك يساري انتهازي فيتطور الصراع إلى صدام عسكري دموي ذهب ضحيته كوكبة من رجال السياسة وخيرة القادة العسكريين. وهكذا سار الجنوب دون هدى وراء التبعية الروسية التي تتحكم بكل شؤون البلاد وعلى الرفاق السمع والطاعة لهذه الهيمنة المقيتة والتي رافقها دورات متعاقبة من التصفيات الدموية كان الاتحاد السوفيتي ضليعة فيها ، وخلال 20 عام أثبت الجنوبيون انهم ليسوا رجال دولة ولا يستطيعون ادارة أمورها بعيدآ عن قبضة السيطرة السوفيتية.. هذا الواقع كان ظاهرآ للعيان مع انهيار الاتحاد السوفيتي ليجدوا الرفاق أنفسهم في مأزق حقيقي وهي انهم بدون روسيا لا شيء يذكر فضاقت بهم الارض ما رحبت .

الرفاق حائرون لا يمتلكون من السياسة سوى الشعارات الجوفاء وهذه الشعارات لا تبني وطن. هنا تتجلي عظمة الرجال عند الأزمات ووقت الشدائد.. فإذا كانوا يؤمنون بنهجهم وبأنفسهم لماذا هربوا للوحدة؟ هل لتلبية رغبة الشعب!! ومن متى كان للشعب في الجنوب رأي.. هربوا لانهم جبناء هربوا لانهم متعودين على تلقي الأوامر وليس هم من يصدر الأوامر. هربوا للشمال وسلموهم الجمل بما حمل. بحثوا لهم عن مخرج آمن ولم يبحثوا عن مصلحة وطن وشعب. باعوا الجنوب بيعه سارق ووثيقة الوحدة لم تعمد حتى في الجامعة العربية او الأمم المتحدة ، وهكذا ينتقل الجنوب من التبعية السوفيتية إلى تبعية الشمال ليواصل البيض الخرف شطحاته المتهورة ويدخلنا مغامرة فاشلة لفك الارتباط لتنتزع من الجنوب ما تبقى لديه كرامة وتعمد الوحدة اليمنية بالدم ويصبح شعار المرحلة القادمة الوحدة او الموت فيهرب البيض مع رفاقه كعادتهم ويتركون شعب الجنوب يواجة مصيرة المحتوم بينما الرفاق كلآ ذهب وراء مصالحة الخاصة فامتلكوا الشركات والعقارات في دول الخليج الرجعية (سابقآ) ليواصل الجنوب مشواره الطويل في ظل التبعية ل25 سنة حتى حرب الحوثي 2015 والتي انتصرنا فيها بدحر القوات القادمة من شمال الوطن واستعدنا شيئآ من كرامتنا المفقودة لتصبح جميع المحافظات الجنوبية بيد أبنائها وكل المناصب من الغفير إلى المدير جنوبية خالصة ، وأصبحت الفرصة مواتية لنثبت للعالم أن الجنوب لدية القدرة على قيادة دولة والانتصار لقضيتنا العادلة في تقرير المصير واستعادة الدولة ما قبل الوحدة وأن المعطيات اختلفت بعد هذه الحرب. ولكن وآآآه من كلمة لكن!!! شدنا الحنين للماضي البعيد ليس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بل لدولة اتحاد الجنوب العربي وهذه للعلم تسمية بريطانية وتلك الدولة تأسست في عام 1962م ان لم تخني الذاكرة .

أي تخبط وأي مفارقة وتناقض عجيب في الشارع الجنوبي فالعلم المرفوع هو علم جمهورية اليمن الديمقراطية والدولة الجنوب العربي!!!. المهم تولى الجنوبيون زمام الأمور من عدن إلى المهرة وظلت الاوضاع على حالها حيث لم نستطيع ادارة محافظة كعدن فما بالكم بدولة. لذلك أنتظر الشعب الجنوبي خطوات جادة لحلحلة الأمور وتحقيق اشياء ملموسة على أرض الواقع لتأتي اﻹمارات وتواصل دور من سبقوها وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي وتعود حليمة لعادتها القديمة ويظل الجنوب يدور في دائرة مفرقة فكل الطرق تؤدي إلى التبعية المقيته لسبب بسيط أن الجنوبيون لا يمتلكون مشروع دولة...


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس