عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2011, 03:17 PM   #375
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

موقف ابن تيمية من التكفير
ثم يبسط ابن تيمية كلامه
في بيان منهج أهل السنة في عذر المخالف،
وبيان أنهم من أرحم الناس بالمخالفين،
ويقول راداً على أهل الخلاف
ومبيناً لهم المنهج الوسط العدل لأهل السنة:
(قلت لهم
وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد
يجب أن يكون هالكاً،
فإن المنازع قد يكون مجتهدا مخطئا يغفر الله خطأه،
وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم
ما تقوم به عليه الحجة،
وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته).
وقال:
(وأما التكفير،
فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد
-صلى الله عليه وآله وسلم-
وقصد الحق فأخطأ لم يكفر،
بل يغفر له خطأه،
ومن تبين له ما جاء به الرسول
-صلى الله عليه وآله وسلم-
فشاق الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم-
من بعد ما تبين له الهدى
واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر،
ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق
وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب،
ثم قد يكون فاسقاً
وقد تكون له حسنات ترجح على سيئاته.
فالتكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص
فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال
يكون كافراً
بل ولا فاسقاً بل ولا عاصياً).
وقال:
(الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده،أو لم يتمكن من فهمها،
وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها،فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ؛فان الله يغفر له خطأه كائناً ما كان،

سواء كان في المسائل النظرية أو العملية،هذا الذي عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -وجماهير أئمة الإسلام).
ثم يبيّن -رحمه الله-
موقف أهل الخلاف من أهل السنة والجماعة، وموقف أهل السنة من أهل الخلاف،فيقول:
(والخوارج تكفر أهل الجماعة،وكذلك المعتزلة يكفرون من خالفهم، وكذلك الرافضة، ومن لم يكفر فسق، وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا
ويكفرون من خالفهم فيه.وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق).
وقال:
(الخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم،ويستحلون دمه وماله.

وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها،وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيتبعون الحق ويرحمون الخلق ).
  رد مع اقتباس