عرض مشاركة واحدة
قديم 09-14-2011, 09:26 PM   #378
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

م موقف ابن تيمية من التكفير

إن تلك النفس المؤمنة العظيمة هي التي أثرت في ابن تيمية
في تعامله مع الطوائف والفرق المخالفة،

فابن تيمية -أولاً وقبل كل شيء- باحث عن الحق،

ومن مهمة الباحث العلمي أن يعري ويكشف حقائق الأفكار وزيفها وصدقها،

لأنه يقوم بمهمة علمية يفترض فيه

الأمانة والصدق والصراحة مع العدالة والرحمة،
ومع ما يوصف به ابن تيمية من الحدة والقوة في الجدل،

إلا أنه أنصف أشد الطوائف بُعداً عن عقيدة أهل السنة.

فحينما تناول شيخ الإسلام

الجهمية والخوارج والشيعة بالنقد والتحليل،

لم تمنعه مخالفتهم والرد عليهم ونقض أصولهم

أن ينصفهم ويعدل معهم،

ونصوصه في ذلك كثيرة.
فقد تحدث عن طائفة الخوارج، ومما قاله فيهم:

(والخوارج المارقون الذين أمر النبي

- صلى الله عليه وآله وسلم- بقتالهم،

قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-

أحد الخلفاء الراشدين

واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم،

ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص

وغيرهما من الصحابة -رضي الله عنهم-

بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم،

ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين،

فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفار،

ولهذا لم يسب حريمهم، ولم يغنم أموالهم.

وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا

مع أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسم- بقتالهم

فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق

في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم).
  رد مع اقتباس