عرض مشاركة واحدة
قديم 09-20-2011, 11:38 PM   #379
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

موقف ابن تيمية من التكفير
وحينما تحدث ابن تيمية عن المعتزلة وبعض رجالاتها،تكلم فيهم بعدل وصدق وإنصاف، ولم يدفعه خلافه معهم إلى الكذب عليهم، أو ظلمهم أو التعدي عليهم.

فهاهو يقول عن أحد أبرز رجالات المعتزلة:
(فعمرو بن عبيد وأمثاله لم يكن أصل مقصودهم معاندة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال عن المعتزلة:
إنهم مع مخالفتهم نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار والملاحدة بحجج عقلية.
وقد عاب شيخ الإسلام ابن تيمية على ابن فورك الأشعري تكفيره المعتزلة،وتأليب الحكام عليهم.
يقول – رحمه الله- عن ذلك:

(قصد بنيسابور القيام على المعتزلة في استتابتهم وكما كفرهم عند السلطان، ومن لم يعدل في خصومه ومنازعيه ويعذرهم بالخطأ في الاجتهاد،
بل ابتدع بدعة وعادى من خالفه فيها أو كفره فإنما هو ظالم لنفسه، وأهل السنة و العلم و الإيمان يعلمون الحق،و يرحمون الخلق، و يتبعون الرسول –صلى الله عليه وآله وسم- فلا يبتدعون،و من اجتهد فأخطأ خطأ يعذره فيه الرسول –صلى الله عليه وآله وسم- عذروه) .

وهذا هو ابن تيمية يتحدث عن مخالفيه من أهل الكلام (الماتريدية و الأشاعرة) فيقول عنهم:


(إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف) .

ويتحدث عن الأشاعرة بالذات مع مخالفته لهم في كثير من الأصول والفروع، فيقول:
(إنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة،وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم،
بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم) .
  رد مع اقتباس