عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2011, 11:11 PM   #380
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

موقف ابن تيمية من التكفير

وحينما تحدث ابن تيمية عن الشيعة رد عليهم مخالفاتهم بأسلوب علمي رصين، قائم على البراهين والأدلة العقلية والنقلية، ومع مخالفتهم الكبيرة لأهل السنة، ومباينتهم العظيمة لأهل الجماعة؛ إلا أن ذلك لم يمنع ابن تيمية من إنصافهم والعدل معهم


فيقول وهو يتحدث عن طائفة الشيعة الجعفرية الإمامية:

(كثيراً منهم ليسوا منافقين ولا كفاراً،بل بعضهم له إيمان وعمل صالح،ومنهم من هو مخطئ يغفر له خطاياه، ومنهم من هو صاحب ذنب يرجى له مغفرة الله) .
وقال: (والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد) .

وقال منصفاً الشيعة:
(وينبغي أيضاً أن يعلم أنه ليس كل ما ينكره بعض الناس عليهم يكون باطلاً، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعضهم، والصواب مع من وافقهم).

وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن لهم جهوداً في دعوة الكفار إلى الإسلام فدخل على أيديهم أُناسٌ من الكفار، هذا مع إيمانه وتصريحه باشتمال مذهبهم على جملة من الضلالات والمكفرات في الإسلام

ويبيّن ابن تيمية نقطة هامة جدًّا في أخلاقيات السلف الصالح أهل السنة والجماعة مع مخالفيهم، وهي الرحمة بهم والعدل معهم
أكثر من رحمتهم لبعضهم البعض!

قال ابن تيمية:
(فأهل السنة يستعملون معهم -أي المخالفين-العدل والإنصاف، ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام مطلقاً، كما تقدم، بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض،بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض،وهذا مما يعترفون هم به،ويقولون:
" أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضاً.. "ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض) .
  رد مع اقتباس