عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2011, 02:16 AM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وجيز تاريخ حضرموت السياسي (2)

الإثنين , 26 ديسمبر 2011

هذه الحلقة الثانية من موضوعنا الذي نستعرض فيه تاريخ حضرموت السياسي معتمدين في النقل على مؤلفات الشيخ المؤرخ الفقيه / محمد بن علي زاكن باحنان وعلى وجه الخصوص كتابه الموسوم بالوجيز في تاريخ الاحقاف السياسي ولقد توقفنا في الحلقة الماضية عند جمل من تاريخ حضرموت السياسي وعلى وجه التحديد وقوفنا عند أول ما عرفت حضرموت وعاد الأولى و ملوك حمير و دولة قبيلة حضرموت و مذحج ثم عرجنا على دولة كندة وملوكها وادوار حكمها وقاعدة ملكها خلال هذه الأدوار المتعاقبة وأخير عن الإسلام بحضرموت , وهنا نواصل الموضوع مستعينين بالله ونبدأ موضوع حلقتنا الثانية وكما وعدنا في الجزء الأول بخلافة الصديق رضي الله عنه وحرب زياد بن لبيد رضي الله عنه لكندة :



خلافة الصديق وحرب زياد لكندة



من تدبر ما ورد فيها علم ان زياد بن لبيد كان أميرا على حضرموت حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيعونه ويؤدون إليه صدقاتهم ولا ينازعونه فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج زياد لأخذ صدقة بني عمرو بن معاوية من كندة فوقع بينه وبينهم خلاف على بكرة وقع عليها ميسم الصدقة إما غلطا لكونها لأخي المصدق أو كوما أريد استبدالها فأبى زياد واعلظ القول على شيطان بن حجر وأخيه العداء فتصايحت كندة وغضبت حمية وغضبت السكون و حضرموت لزياد وتوافى عسكران عظيمان فاقتتلوا قتالا شديدا كانت الغلبة فيه آخرا لزياد وأسرت كندة فلما مرت الاسارى بالأشعث استنصروا به فانجدهم فالتحم القتال بينهم ثم تحصنت كندة بالنجير ولاذت به فحصرهم زياد حتى خضعت نفوسهم وطلبوا الأمان والصلح فلم يؤمن إلا من كان مستسلما لم يرضى ما فعل قومه ممن منع الزكاة أو أبى البيعة للصديق وهم سبعون فيهم الأشعث بن قيس وامرء القيس ابن عانس وشرحبيل بن السمط وابنه , ولهذا روي عن شرحبيل وابنه أنهما قالا لبني معاوية \" انه لقبيح بالأحرار التنقل عن الكرام ليلزمون الشبهة مخافة العار فكيف الانتقال من الأمر الحسن إلى القبيح ومن الحق إلى الباطل اللهم إنا لا نمالئ قومنا على ذلك وقتل زياد الباقين وكبل الأشعث ابن قيس والسمط ابن الاسود وبعث بهما إلى أبي بكر رضي الله عنه .



ملخص تحليل القضية



إنما فعل بهما زياد رضي الله عنه ذلك لنصرهما بني عمرو ابن معاوية أو خوفا من إعلانهما بالحرب ثانيا ولعل ذلك قد شرط عليهما في الأمان و ليرى ابوبكر رضي الله عنه رأيه فيهما , فلما واجه الأشعث ابابكر وكلمه وأنبه اعتذر إليه فقبل عذره وامتلك ضميره وزوجه أخته أم فروة بنت أبي قحافة وأولم الأشعث يوم ملاكه وليمة لم يسمع بمثلها .

من مجموع ما لهج به المؤرخون فيها والحقيقة إنها حرب بغاة لا ردة كما علمت مما سبق وإنما لم يدعوا بهذا الاسم في ذلك الزمان خصوصا لدخولهم في غمار أهل الردة فأضيف الاسم في الجملة إلى الجميع إذ كان أعظم الأمرين وأهمهما وأرخ قتال أهل البغي في زمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ كانوا منفردين لم يختلطوا بأهل الشرك والله اعلم .



حضرموت في عهد الخلفاء الراشدين



ظلت حضرموت في عهد الخلفاء الراشدين وأكثر ملوك بني أمية ساكنة من الاضطرابات بعد هذه الحرب تابعة لهم مع بقاء نفوذ كندة ولما استنفر ابوبكر وعمر الناس للجهاد كان أهلها في اوائلهم وكانت لهم الوقائع التي شهد لهم التاريخ الخالد في الشام والعراق وغيرهما وتولى الكثير منهم الأعمال الحربية والجبائية والقضاء والإفتاء ولم يزالوا على ذلك إلى أن والى عبدالملك بن مروان ووزيره الحجاج ابن يوسف وولى عليهما الحكم بن مولى الثقفي وتوالى الولاة من ثقيف على اليمن جميعا من ثقيف واحدا بعد واحد وفعلوا في أهلها الأفاعيل الشنيعة إلى أن كان أخرهم والى اليمن القاسم ابن عمير الثقفي فاظهر في عهده من الجور الظاهر والعسف الشديد والسيرة القبيحة ما لا مزيد عليه وكان على الحضارم واليا إذ ذك إبراهيم بن جبلة بن سعيد الكندي فنقم الحضارم على ابن عمير سيرته وما يفعله فانتهضوا لعزله وللاستقلال و أول مبرز لذلك طالب الحق .



الأمير عبدالله بن يحيى \"طالب الحق \"




هو الأمير عبدالله بن يحيى بن عبدالله الملقب الشيطان بن الحرث بن معاوية الكندي الذي عرف بطالب الحق نابغة عصره علما و ورعا وعبادة وتقوى وشجاعة وثقافة وفصاحة وكرما وبعد نظر .

في قصة ذكرها بعض المؤرخين عن طالب الحق قال فيها رأيت في اليمن جورا ظاهرا وعسفا شديد وسيرة في الناس قبيحة \" فعندها قال أي طالب الحق لأصحابه ما يحل لنا المقام على ما نرى ولا يسعنا الصبر عليه فنهض لذلك وتبعه الحضارم جميعا وبايعوه بالخلافة وبائعته الاباضية بعد أن وافى أبا حمزة المختار بن عوف الازدي البصري ورآه يدعوا إلى خلافة مروان وال مروان ففتح اليمن ومكة والمدينة ثم عادت الكرة عليه بعد ما يقرب ثلاث سنين وانتصر عليه مروان عبدالملك بابن عطيه السعدي من قبل مروان واستعاد المدينة ومكة وصنعاء وقتل عبدالله بن يحيى بتبالة .



توجيه مروان ابن عطية إلى حضرموت



وجه مروان ابن عطية إلى حضرموت وفتحها واستخلف عبدالرحمن بن يزيد بن عطية على صنعاء وبحضرموت حينئذ عامل لعبدالله بن يحيى هو عبدالله بن معد الجرمي فاقتتل الفريقان بضواحي شبام وغلب ابن عطية وانتصر عليهم وجعل يقتل من يقدر عليه وينهب الأموال وأراد ابن عطية أن يرسل جيشه إلى سيئون وتريم و دمون ولكن مروان بن محمد بعث إليه كتابا يأمره بالتعجل إلى مكة ليحج بالناس فجمع ابن عطيه أعيان شبام وصالحهم على أن يرد لهم ما عرفوا من أموالهم ويولي عليهم من يختارون فأجابوه إلى ذلك وسار مسرعا في جماعة من قومه ولما بلغ ارض مراد ليقه جماعة من الاباضية وقتلوه وقيل إنما قتله جمانة وسعيد أبناء الاخنس في جماعة من قومهما ورجل من نهد يقال له رمانة وثلاثة من مراد وخمسة من كندة فلما بلغ عبدالرحمن بن يزيد ابن عطية خبر مقتل عمه وهو بصنعاء وجه إليهم شعيبا البارقي في جيش كثير اغلبه أجلاف قساه همج من سكان جبال اليمن وجاءوا حضرموت من طريق الكسر فقتلوا الرجال والنساء والصبيان ونهبوا الأموال واخربوا دور هينن وقعوضة والمخينيق وحوره وكثيرا من دور شبام ولم يبق احد من قتلة ابن عطية إلا قتلوه .\" وللحديث بقية \"


[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس