عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2010, 01:10 PM   #13
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]
فترة الثلاثينات والأربعينيات تعتبر فترة ذهبيه لحضرموت حيث أُدخلت الأنظمه الإداريه كنظام البلديه والمحاكم المدنيه والجنائيه والبرقيات ايضا إنشاء الجمعيات الإجتماعيه ، كما أُنشئت في تلك الفتره القوات العسكريه النظاميه بينما كانت باقي أنحاء اليمن تغط في أنظمه ظلاميه متخلفه بإستثناء المناطق الواقعه تحت الإحتلال البريطاني كعدن تحديدا وبعض المناطق المحيطه بها !!
في تلك الفتره ايضا كانت هناك صحف تصل لحضرموت من جاوه ومن مصر مما يدل على المستوى الثقافي الذي بلغته بعض شرائح المجتمع الحضرمي آنذاك !!
وكما يقال الشاعر مرآة عصره ، لذا نرى ذلك ينعكس على إبداعات شعراء تلك الحقبه ومنهم شاعرنا محمد البحر والمقتبس أعلاه جزء منها !!
خلال آخر رحله لي لأرض الوطن وأثناء تصفحي لبعض الكتب والصحف القديمه فوجئت بوجود صحيفه قديمه جدا من تراث المرحوم جدي علي بن أحمد بالربيعه ، والذي كان يساهم بكتاباته في تلك الصحف فيما بعد، لم أكن لأصدق انها طبعت قبل 100 عام وهي صادره من جاوه !!
هناك أيضا صحيفه أتذكرها وكنت حينها طالبا في المرحله الإبتدائيه في شبام واذا لم تخني الذاكره إسمها اللطائف المصوره ، كنت مذهولا وانا ارى رسومات ملونه لرسام الكاريكاتور المصري (( صاروخان )) ، وغيره !!
لقد كانت تلك الفتره الزمنيه التي مرت بها حضرموت ذهبيه بمعنى الكلمه ، وبالتالي يجب ان يكون الشعر فيها ايضا يتحدث عنها وبنفس المستوى !!
أبوعوض لآ يسعني إلا ان اشكرك ومن الصميم ، سأحاول مستقبلا ان أقوم بنسخ تلك الصحف او بعضها الكترونيا وتوثيقها هنا في سقيفتنا العامره !!

[COLOR="Blue"]الحديث متصل فما اشبه الليلة بالبارحة ، خاصة حين استذكر ما قرأته ، وما اضافه الاخ ( عقيل ) حين يكون تحت يدي نصوص من الشعر الشعبي ، منها هذا النص الذي نشرته ( مجلة الترجمان 1357هـ ) والتي كان يرأس تحريرها السيد محمد بن عقيل بن يحي ، النص كتبه شاعر من تريم بعنوان ( يارحمة حضرموت ) والعنوان يأتي ضمن سياق النصوص السابقة وهو التمرد عن النمطية الحضرمية في صياغة شكل القصيدة الشعبية الحضرمية فالشاعر يستهل القصيدة بالخطاب المباشر لرئيس مجلة الترجمان ( بن عقيل ) فيقول له :


بعض الناس فرحو من بن عقيل= يوم لقالهم ورقة خبر
شفنا غصت في بحر اللول= جيت منه بالجواهر والدرر

نعم ؛ ما اشبه الليلة بالبراحة ..!! إذا كان (( بن عقيل )) شيخ الصحافة الحضرمية قد خلده الشعر الشعبي حين (( لقالهم ورقه وخبر )) كناية لمجلة الترجمان ، فإن ( عقيل ) بالربيعة ، شيخ المنتديات الحضرمية ، قد القا ايضا بعد سبعين عاما موقعا الالكترونيا ضمن الشبكة العنكبوتية الهائلة اسمه (( سقيفة الشبامي )) ورسالة هذه السقيفة هي إمتداد لرسالة (( مجلة الترجمان ))..!!

وقد اعجبتني قصيدة الشاعر التريمي الذي لم يشأ كتابة اسمه الصريح ، اعجبتني لما حوته من صور جميلة ورائعة تضمنها خطابه الشعري ، وهي تحمل في ثناياها احالات دلالالية ربما تتوافق في اسقاطاتها لكلا الإثنين (( بن عقيل )) صاحب مجلة الترجمان ، و (( عقيل )) صاحب موقع سقيفة الشبامي ، من هذه الصور قول الشاعر:

ومعي بنايه فوق الستره تبتني = وين طينك والمدر هيا نشر
إن هو مبقل عطب في المغزل= في قنبوسنا ما يصلح منه وتر
ما نا مداهن ولا بسكت وبإجلس = في طريق الضيق باقولك شبر
داوي دوا في الراس ما قط إمتسك= معي ومعي للترجمان غرفة خبر
على ذاك لي خلا الدباه يبست= وراح يسقي شجيرات العشر
ان زليت في وحده وكه= فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر


البيت الأخير على حد علمي حتى الأن لم اقرأ او اسمع بشاعر نظم مثله (( إن زليت في وحده وكه ..... فموسى بعد ثلاث فارقه الخضر )) ، فيه إشارة لطيفة جاءت ضمن توظيف جيد وببراعة جميلة ، استمدها الشاعر من نص قرآني مما جرى بين النبي موسى والرجل الصالح ( الخضر ) . ففي هذا الخطاب الشعري تتضح خصوصية شاعرنا (( التريمي )) فالشاعر أشتغل على منحى الاشتغال السردي والاشتغالات السردية تعني محاولة الظفر بأكبرمساحةأنتقائية من التعبير منها تضمين القصص القرآنية للشخوص الى رموز معروفة .


ثم يمضي الشاعر في صياغة النص بمفردات جميلة ينسجها من واقع الافراح والتطلعات نحو تحقيق أماني ( الصلح واحلال السلام في حضرموت ) على يدي أولي الفضل ويشير اليهم والى دورهم وربما كان عنوان القصيدة ( يارحمة حضرموت ) اشارة الى السيد ابوبكر بن شيخ الكاف الذي سعى الى توطيد دعائم السلام في حضرموت واد وساحل ، يقول الشاعر:

ياطائر الانس شل = كتابي مختوم من عندي وفر
الى الغنا تريم إذا جيت= رباها والدويرات ثمّ وفر
وكرر بالسلام على رجال الجود= والعفه وفي طريقك تو سر
بذي الابيات الى ابن شيخ ابوبكر= ومن عنده من اخوانه حضر
هو الباسل الضرغام لي= حاتم وكل باذل دونه قصر
هو لذي التمهيد قد مهد= وذللها بعد ماصارع قدر
وفك الأغلاق وبتـّـاها = بعد ما كانت صيم في شعر
شرق للناس شمس شارقه= في حالك الليل مظلم غدر
يارحمة حضرموت وماسك= سكان الفلوك لي مشحونه درر
لولاك ما انزاحت هموما= معسره ولا حالي في الحلق عبر
ولا سارت بالوادي جمال= راتعه ولا رفعو خفر
ولا كانت هتون الأمن هاطله= كما هطلت على الارض المطر
هنيئا بذا ياخالد الذكر= هنا وفي الجنات نعم المستقر
خليت ذي الشاه لي ترعى همل= ترعى مع الذيب هو والنمر
والله ما با امدح فعالك وهي= صبابه علينا في العشيه والبكر
بذلت الروح في ذي السفوح= ولعنه على الجاحد ولي نكر
بك الارض طابت وطاب= بها المسكن وابليس اندحر


من قراءتنا لهذا الخطاب الشعري علينا استقراء الألفاظ التي جاءت ضمن سياق النص والتي تعد مادة لغوية مهمة وظفت ضمن إبداع أدبي يهيمن فيه السلام ودعاته على محور النص (( وكرر بالسلام )) (( هتون الأمن )) (( بك الأرض طابت )) ومن نتاج هذا السلام أن نرى (( الشاة الهمله ترعى مع الذيب والنمر )) [/COLOR](( ولاسارت بالوادي جمال راتعه ولا رفعو خفر )) .

الملاحظة الاولى : ن هذه القصيدة جاءت كصفعة قوية للرد على قصيدة صلاح الاحمدي والتي سماها البعض قصيدة الغضب وهي في الواقع قصيدة ( العطب ) ذلك ان صلاح الاحمدي وجه نقدا واتهاما مبطنا للسيد ابوبكر بن شيخ الكاف حين قال:

هم حضرو البيعه وهم وقعو على البيعه شهود=

لهذا جاء رد الشاعر التريمي وقال:

على رغم الحسود والشيطان= وذاك لي بغا الناس طير


الملاحظة الثانية : في مستهل القصيدة وجه الشاعر انتباه السيد محمد بن عقيل بن يحى رئيس تحرير مجلة الترجمان بأن بعض الناس من شاكلت الشاعر صلاح الاحمدي فرحو ان (( القالهم ورقه وخبر )) حين نشر صلاح الاحمدي الشاعر المغمور والمقيم بحيدر آباد قصائده باسمه الصريح تارة ، وباسمه المستعار ( الفرزدق ) تارة أخرى

الملاحظة الثالثة : استثمر الشاعر مدح السيد ابوبكر بن شيخ الكاف لمدح السلام والصلح والذي اعاد الفضل لأياديه البيضاء والتي سعت وبذلت لتحقيقه الغالي والنفيس ولهذا لاعجب ان يطلق عليه الشاعر ( رحمة حضرموت ) التي جاءت بعد عذاب وفوضى واضطرابات دامت قرون وحروب اهلية عشائرية افنت الأخضر واليابس وعطلت الحياة السياسية والاقتصادية والتعليمية في البلاد.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس