عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2010, 11:18 AM   #20
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر صالح فدعق [ مشاهدة المشاركة ]
دوما مانجد من يحبذ التمسك بالتراث وإتباع السلف في كثير من المضامير الإجتماعية كانت او الأدبية وهذا أمر مستحسن ! ولكن مايثير العجب ان هذا التأثر جزئي وهو إختياري من قبل أبناء اليوم ! وليس مفروض عليهم من قبل الآخــــــر ! أي ان التطور قد لامس كل جوانب حياتهم من طريقة عيشهم الى نوعية المسكن والملبس وتجاوز الى أمور أخرى شهدت جانب من التجديد والتمرد على الماضي ولم يبق الى الشعر الحضرمي لايكاد يراوح مكانه وهنا فقط يكمن الإستغراب في عدم التجديد !

يكاد يكون الطرح المتداول شبيه ببعضه الى حد كبير من المستهل الى المنتهى في أي طرح أدبـــي يتشابه كثيرا وتكاد الأخيلة ان تكون متشابهة ايضا ! مهما على شأن صاحب الطرح المتشابه مهما وصل الى أعلى المستويات سيكون نسخة مكررة ممن سبقه !

من خلال الإطلاع على القصيدة أعلاه ستجد انها ثنائية الصدر اي ان قافية الصدر تتشابه في كل بيتين وهذا الأمر أصبح غير مستحب في وقتنا من قبل الأغلبية ( رغم وجوده في أشعار أهل شبوه - حيث لايشترط فيه تشابه قافية الصدر ) وأصبح كل مايكتب على هذه الشاكلة يصنّف من قبل المتلقي في خانة الشعر الغنائي وإن لم يحتوي على تخميسة !

لاأعلم لماذا يشعر البعض بالخوف من التجربة من محاولة بناء إيقاعات لحنية جديدة يتم الكتابة على ضوئها في محاولة للتجديد والإبتعاد عن الرتابة ! حتى لايكون جيل الشعار المتواجد خلاّق وليس مجرد مستوعب للمتوفر من التراث ..

تحيتي وأحييك على هذا الموضوع الأكثر من رائع ..

.

.


الديسابورا ( Diaspora ) كلمة هي في الأصل يونانية ، وتعني الشتات أو التشتت ، استخدمت في المصطلحات السياسية والاجتماعية للدلالة على الأقليات العرقية الموجودة خارج اوطانها ، واستخدم الكتاب اليهود هذا المصطلح للدلالة على شتات اليهود والحلم بلم الشتات في دولة اسمها إسرائيل .

وفي الآونة الأخيرة قرأت لكتاب غربيين ومستشرقين استخدموا هذا المصطلح في الحديث او الكتابة عن هجرة الحضارم ، ومهما يكن من أن الكلمة تعني في الأصل : (( الشتات )) ، إلا أنه من الملاحظ هناك بون شاسع حول استخدام هذا المصطلح ( الديسابورا ) للمقارنة بين شتات اليهود ، وهجرة الحضارمة ، فالحضارمة لهم وطن قديم قدم الانسان وحضارته اسمه ( حضرموت ) ، وكانت هجرتهم نحو الأرخبيل الاندونيسي تهدف الى تحقيق هدفين رئيسيين:

الأول : الإقتصاد ، و يتمثل في البحث عن مصادر الرزق والاشتغال بالتجارة مع تلك الشعوب لرفع دخل الفرد وتحقيق الثراء المنشود.

الثاني : نشر الدين الاسلامي في تلك الاصقاع النائية .

نجح الحضارمة في التصدي للحملات التبشيرية المسيحية ، وتمكنوا من وقفها ، وبفضل من الله تمكنوا من نشر الدين الاسلامي بين أوساط السكان المحليين ، وساهموا في إرساء دعائم الإسلام وتعاليمه السمحاء بالدعوة الى الوسطية والاعتدال . ولهذا كان لهذا الدور الذي لعبه الحضارمة الأثر والتأثير الكبير ، فلاغرابة أن يكون مصدر حقد وحسد من بعض المستشرقين والمستغربين ، حين تصدر مؤلفاتهم في الآونة الأخيرة ويكتبون عن هجرة الحضارمة ويطلق عليها في عنوان كتاباتهم (( الديسابورا الحضرمية )) ( Tha hadarami Diaspora ) أي ( الشتات الحضرمي ) .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



فالشتات ليس مصطلحا جديدا في فقه اللغة الحضرمية ، إذ يعني التفرق القسري نتيجة العمل السئ والظلم الاجتماعي فقد قال الشاعر ربيع بن سليم يصف ما حاق بيافع حين انهزموا في تريم عام 1847م :

لكنهـم بالظلم والجــــور والهــــوى=رموا في مهاويها وهم يحذرونـهــــا
ولما عتوا وأستعظموا رفع شأنـهــم= وهلـكـوا رعاياهم ولم يرحمـونهــا
أتـتهم مصايب شتت جمع شــمـلـهـم=جــزاء تلكم الأفعال لي يفعـلونـهــــا

والشتات ايضا في الخطاب الشعري الحضرمي يحيل الى دلالات اجتماعية ، يعني بها التشتت والتفسخ الخلقي ، وهكذا كان شتات الحضارم في المهاجر البعيدة ، حيث كان للمال والثراء مردوداته السلبية على تربية النشئ ، وانحلال بعضهم وابتعادهم عن الانتماء والهوية الحضرمية ، حيت نجح الحضارمة بالعمل الدؤوب في السيطرة على المفاصل الاقتصاد في التجارة في تلك البلدان التي نجعوا اليها ، إلا ان لآثار زيادة الثراء مردودات سلبية على البنية الاجتماعية الحضرمية التي عرفت بصرامة القيود الاجتماعية في التماسك والترابط فيما بينها البين ، والسلوك الاخلاقي الاسلامي في تربية النشيء على التقاليد الحضرمية والاسلامية .

بين يدي قصيدة للشاعر ( عمر بامعرفة ) وجهها للسيد محمد بن عقيل بن يحيى بعنوان ( جرذان تقرط فلوس ) وقد نشرت مجلة ( الترجمان ) عام 1356م القصيدة ، وهي عبارة عن خطاب شعري قوي لنقد ظاهرة الانحلال الخلقي والانحراف التربوي عند حضارمة المهجر الاندونيسي الذين افسدتهم حياة الثراء والبذخ ، فشق على الشاعر ان يرى بني قومه اشبه بالفئران التي لاهم لها الا ( قرط الفلوس ) وجمعها بشتى الوسائل والطرق ، لهذا اطلق الشاعر ( عمر بامعرفة ) صيحة الإنذار المبكر بوجود الخطأ والإعتلال في السلوك وشبهه بنخر السوس في جسم المجتمع الحضرمي ، بينما هم في غفلة عن ذلك ، فحالهم كحال الشياطين المصفدة لنبي الله سليمان بن داود ، والذي حين قضى الأجل وهو جالس على كرسيه ، لم ولو دابة الأرض السوس نخرت في الكرسي حتى سقط وتهاوى لما علمت الجن والشياطين بموته ( والسوس فيهم ظاهر ومحسوس على الكراسي هم عليها جلوس )

ونلاحظ ضمن هذا الخطاب الشعري الاجتماعي نقد الشاعر لبني قومه في اسلوب تربيتهم لأولادهم والسماح لنساءهم بالتبرج ومزاحمة الصينيين والهنود الهندوس في الدكاكين (( التوكو )) قال الشاعر عمر بامعرفة

يابن عقيل الفكر صار معكوس= جرذان ذالوقت تقرط فلوس
كم من مقرفط له نصيب محسوس= وكم وكم عاقل تراه ممفوس
ان الحضارم قد أكلهم السوس= والسوس فيهم ظاهر ومحسوس
على الكراسي هم عليها جلوس= لا خير فيهم ولا فيهم مروة نفوس
قالوا عرب ! وين العرب ذلا تيوس= أهل السرف والخناء وأهل اللحوس
ذلا كرب أو جرب في ثالتها خموس= هم اللي غيروا أولادهم بالفلوس
يا ويلهم إن لم يحاربوا البوس= أولادهم تصبح جياع ( كوروس )
حريمهم ذا الوقت كاشفات الروس= يمشين في الغدرا يرمن الروس
يسرحن ( للتوكو ) لاجل اللبوس= مع الشين أو مع أبو الهندوس


وكما يبدو لي أن صرخة الشاعر ( عمر بامعرفة ) لم تلق آذانا صاغية في تلك الحقبة ، وكان من نتاج ذلك (( الشتات والتشتت )) الاجتماعي والخلقي أن نخر السوس تحت هيكل كرسي الحضارمة والذي كانوا يتربعونه قرونا في تلك المهاجر الشرقية ، فأنهار الكرسي بهم وتشتتوا من مهجرهم الإندونيسي الى مهاجر جديدة في الخليج والسعودية .






.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-15-2010 الساعة 11:49 AM
  رد مع اقتباس