عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2010, 10:05 PM   #16
سرحةالجامع
حال نشيط

افتراضي

أيها الأخوة الأحباب :
____________

قلت من قبل إن معرفة الله تعالى هي علة وجودنا في هذه الدنيا ,

ولا سبيل إلى معرفته تعالى معرفة مذاق إلا عن طريق الإيمان به ثم تقوية الإيمان بمتعلقاته من

صلاة وصيام وزكاة وحج ونوافل وقربات إلى الله بالعبادات الجسدية والمادية والمجاهدات النفسية 0

وقد كان صاحب الذكرى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله يهتم بإيمان أصحابه حتى لقد قال

يوما لسيدنا حارثة بن مالك الأنصاري : كيف أصبحت يا حارثة ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا يا رسول الله ,

قال : إن لكل قول حقيقة , فما حقيقة إيمانك ؟ قال : يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي

وأظمأت نهاري وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزا وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون ,

وكأني أسمع عواء أهل النار ,

فقال له مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : عرفت فالزم 000

ومن هنا جاء قولهم : فلان عارف , ولم يقولوا عالم , لأن العلم غير المعرفة :

فالعلم رواية , والمعرفة دراية ,

ويقول الإمام الغزالي رضي الله عنه :

فرق أن يعلم الإنسان حد الجوع والشبع وبين أن يكون صحيحا وشبعان 0

فالمذاق الروحي غير التحصيل الفكري 0

ويقول سيدي جلال الدين الرومي :

هل قطفتم وردا من الواو والراء والدال ؟ اذهبوا فابحثوا عن حقيقة المسمى 00

وها نحن قد رأينا كيف قطع حارثة رضي الله عنه بقلبه اليقظ مفاوز الآخرة

حتى كأنه رأى الجنة والنار معاينة , فما أسعده 0

وإذا كان الله تعالى يقول :

( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) 0

فقد جعل العلم وسيلة للخشية وليس غاية في ذاته , فمن لم يصل بعلمه إلى خشية الله لا يعد

عند العارفين عالما إنما هو في نظرهم من أوعية العلم فكانوا إذا أشاروا إلى واحد من هؤلاء :

يقولون حدثنا فلان وكان من أوعية العلم , ولا يقولون : وقد كان عالما , لأنه لم يتصف بالخشية التي تصاحب العلماء0

وهذا يفسر لنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

" والله إني لأتقاكم لله واخوفكم من الله " 0

ذلك بأنه كان أعلم العلماء الذين عملوا بما علموا , فهو أخشاهم لله وأعظمهم هيبة له سبحانه ,

ولذلك قيل :

على قدر علم المرء يعظم خوفه
فلا عالم إلا من الله خائف

فآمن مكر الله بالله جاهل
وخائف مكر الله بالله عارف

أيها الأحباب :
______


لا تظنوا أن التربية الدينية يقف أثرها عند أمور الآخرة الآجلة , بل هي كذلك تتصل بحياة الأمة

الدنيوية في نواحيها المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية ,

ولنقرأ في هذا المقام بعض الأبيات للسيد / محمد إقبال وهو الذي نهل من علوم أوروبا في

انجلترا وألمانيا حتى حاز أعلى الشهادات ولكنه تربى في أسرته المسلمة تربية إسلامية عالية

فلم يتنكر لدينه ولا لوطنيته فيقول في عبقريته العالمية التي يعتز بها المسلمون من عرب وعجم ,

وقد ترجم شعره إلى العربية الشيخ / الصاوي شعلان :

قال خير الخلق تاج المرسلين
كل أرض مسجد للمسلمين

أي محراب يضم الساجدين
إن تركت الأرض للمستعمرين

حرر الأرض لتبني المسجدا
لا تدع غيرك فيها سيدا

وما أروعه في توجيه المؤمن إلى الناحية الروحية التي تكسبه عز الدارين حيث يقول :

ودنيا الروح سكر بالمعاني
وصحو بالرقي والمعالي

فعش للروح في دنيا وأخرى
تفز بالعالمين بلا زوال

وإن أمسيت للأموال عبدا
فقدتهما معا في كل حال

وإن أصبحت في الأكوان حرا
فأنت من كمال إلى كمال

وكسب المال للمخلوق حق
ولكن لا تبع شرفا بمال

وإن المال قد يأتي ويمضي
وأنت وما ملكت إلى ارتحال

فهل آن لشبابنا المثقفين في الداخل أو الخاج أن يفيقوا من غفلة اللهو والمجون التي غرهم بها الشيطان

حين زين لهم حب الشهوات وجعل همتهم وقفا عليها فكأنه لا موت ولا بعث ولا نشور ,

وما أبدع ما يقوله إمامنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :

عجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله , وعجبت لمن شك في الموت وهو يرى الموتى ,

وعجبت لمن شك في النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى , وعجبت لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء 0

والكلام في تزكية الروح متسع , ويكفي أن نقول أن الله تعالى جعل الفلاح في تك التزكية ,

وجعل الخيبة في إهمالها فقد قال تعالى في سورة الشمس :

( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) 0

أيها الأخوة الأعزاء :
__________

نلم بعد ذلك إلمامة يسيرة بتاريخ المولد المبارك والسيرة العاطرة تبركا بالمولد وصاحبه

والسيرة وصاحبها صلى الله عليه وآله وسلم 0

أُختِلف في يوم المولد المبارك , فمنهم من قال إنه كان في 9 من ربيع الاول , ومنهم من قال

إنه كان في 12 منه , وقد حقق المغفور له محمود باشا الفلكي الخلاف وانتهى إلى أن المولد

كان في 9 ربيع الأول من عام الفيل , وهو يوافق 20 أبريل من سنة 571 م ,

وقال أبن عباس رضي الله عنهما إن المولد كان في عام الفيل 0

وأسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرة وهي تدل على شرفه ,

وأشهر تلك الأسماء محمد وقد سُمِي به في القرآن , وأحمد وقد سُمِي به في الانجيل ,

وأحيد , وقد سُمِي به في التوراة , ومعنى أحيد أنه يحيد بنا نحن المؤمنين عن النار ,

أما اسمه في السماء فمحمود , وأما كنيته فهي أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم 0

وقد سُئِل جده عبد المطلب : لماذا سميت الوليد محمدا وليس هذا شائعا في العرب ,

فقال في إلهام من الله : أرجو أن يكون محمودا في الأرض والسماء 0

وقد طاف عبد المطلب بحفيده بيت الله الحرام ودعا له وكان ينشد وهو يطوف به :

الحمد لله الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردان

قد ساد في المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذي الأركان

من حاسد مضطرب العيان
حتى أراه بالغ البنيان

وكان من عادة شريفات قريش أن يدفعن بأطفالهن إلى المراضع في البادية لتصح أجسادهم

وتفصح ألسنتهم , فكان من سعادة بني سعد أن الوليد الشريف استرضع فيهم ,

حيث دفعت به أمه السيدة آمنة بنت وهب القرشية إلى السيدة حليمة السعدية 0

وقد استقبل جده عبد المطلب السيدة حليمة حين جاءت تأخذ حفيده فقال لها :

مَن أنتِ ؟ قالت امرأة من بني سعد قال : ما اسمك ؟ قالت حليمة ,

فتبسم وقال بخ بخ , سعد وحلم فيهما خير الدهر وعز الأبد 0

وكانت حليمة ترقصه وتقول :

يارب إذا أعطيته فأبقه
وأعله إلى العلا وأرقه
وادحض أباطيل العدا بحقه

وتحكي حليمة من بركة الوليد الرضيع فتقول :

ألقى الله محبته في القلوب حتى أن أحدهم إذا نزل به أذى في جسده أخذ كفه صلى الله عليه وآله وسلم ,

فيضعها على موضع الأذى فيبرأ بإذن الله تعالى ومَن نزل به ضر في عينيه مسح عليهما

بكفه صلى الله عليه وآله وسلم فيبرأ بإذن الله تعالى ,

وكذلك إذا أعتل لهم بعير أو شاة أو فرس فيأخذون بيده , صلى الله عليه وآله وسلم , فيمرون بها

على موضع الأذى منه أو على كله فيبرأ بإذن الله عز وجل 0

وقد كان يمس ضرع الشاة للقوم فتحلب غبوقا وصبوحا 0

وقالت أيضا : أنبت الله ببركته صلى الله عليه وآله وسلم العشب فأعشب الوادي 0

وكانت الشيماء , ويقال لها أيضا الشماء وهي أبنة حليمة تساعد أمها في حضانته ,

وكانت تقول وهي ترقصه :

هذا أخ لي لم تلده أمي
وليس من نسل أبي وعمي

فديته من مُخول مُعِم
فأنمه الله فيما تنمي

كما كانت تقول :

يا ربنا أبق أخا محمدا
حتى أراه يافعا وأمردا

ثم أراه سيدا مسودا
واكبت أعاديه معا والحدا
وأعطه عزا يدوم أبدا

وقد جال فكري مرة في شأنه عليه الصلاة والسلام وعلى آله , فربطت بين أسمائه الجميلة

الدالة على كثرة حمد الناس له , وبين أسم أبيه عبد الله , وقد قامت الرسالة المحمدية على الدعوة

إلى توحيد الله , وبين اسم أمه آمنة ورسالة ابنها قامت على السلام وتحيتها السلام ,

وإنما كان حربه لإقرار الأمن والسلام , وبين اسم مرضعته حليمة , وقبيلتها بني سعد , وابنتها الشماء,

وبين اسم جاريته أم أيمن , وأخيرا قلت لا يتأتى كل ذلك مصادفة , وإنما هي عناية الله التي أحاطت

به من كل جوانبه مصداقا لقوله تعالى :

( فإنك بأعيننا ) 0

وقد تحلى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله من حداثته بمكارم الأخلاق ,

وباين أترابه في نشأته , فلم يجنح إلى لهو الصبا ولعب الشباب ,

ولم تستهوه الشهوات , بل شب طاهرا مطهرا , تزينه الإستقامة في أتم صورها وأعلى قممها ,

فتحلى بالصدق والأمانة والحياء والسخاء والتوكل والرضا والذكر والشكر والحلم والصبر والعفو

والصفح والرأفة والسكينة والوقار والتواضع والإنكسار والشجاعة والنجدة والهيبة

والخشوع والخوف والرجاء والدعاء والبكاء والعبادة والجهاد والحق ,

ويجمع تلك الصفات على كثرتها قوله تعالى :

( وإنك لعلى خلق عظيم ) 0

ويقول صلى الله عليه وآله وسلم متحدثا بنعمة ربه :

" أنا دعوة أبي ابراهيم " 0

ودعوة أبيه وردت تفصيلا في سورة البقرة حيث يحكي الله أمرها في قوله الكريم :

( وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم *

ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا

إنك أنت التواب الرحيم * ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك

ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ) 0

ويقول صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله مرة اخرى :

" إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم

واصطفاني من بني هاشم , فأنا خيار من خيار من خيار " 0

أيها الأحباب :
______

لقد تحمل صاحب الذكرى صلى الله عليه وآله وسلم مشقات عظمى في سبيل الله ,

فحمى دعوة الإسلام في الأرض بنفسه وماله , وحماها معه آله الكرام وأصحابه الأعلام ,

وقد كانوا أول الأمر قلة لكنهم لم يقبلوا في دينهم الذلة فهاجروا بدينهم إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة ,

وصبروا وصابروا ورابطوا حتى دانت لهم الأرض في المشارق والمغارب 0

ولقد تغنى ركب المهاجرين إلى الحبشة , وهم يقطعوا الفيافي والقفار ويعبرون البحار ,

فرارا بالعقيدة التي حرصوا عليها حرصهم على أرواحهم بل أشد ,

فماذا تغنى حاديهم في ذلك الركب المؤمن , إنه كان يقول بصوته الشجي الذي هون

عليهم التضحية مع عظمها :

الأهل والأوطان *** فراقهم صعب
لكنه الإيمــــان *** فداؤه القلـــب
والروح والأبدان *** فليقبل الـــرب
فليقبل الرب

ثم أنظروا كيف صور الله الصحابة الكرام في حربهم وسلمهم في كتابه الخالد

إذ يقول تعالى في سورة الفتح :

( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا

يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) 0

أرأيتم كيف كانوا أسودا على الأعداء ورحمة على الأصدقاء وُعبّادا في جوف الليل البهيم

حتى استنارت وجوههم من إشراق القلوب 0

ويقول تعالى في سورة الأنفال منوها بفضل المهاجرين والأنصار :

( والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آوو ونصروا

أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم ) 0

ومن ذلك نرى أيها الأعزاء أن الإيمان ليس كلمة تقال ثم تصحبها دعة واستكانة ,

وإنما الإيمان يقظة فوارة جياشة , وتضحيات يتلو بعضها بعضا فلا غفلة ولا بخل ولا جبن ,

إنه عمل دائب لا يني ولا يفتر , وشعلة متقدة لا تنطفئ ,

ورحمة واسعة كالطوفان الذي يقهر ما يعترضه وهو يزخر ,

وحيا الله فيلسوف الاسلام / إقبال إذ يقول :

أرى التفكير أدركه خمول
ولم تبق العزائم في اشتعال

وأصبح وعظكم من غير سحر
ولا نور يطل من المقال

وعند الناس فلسفة وفكر
ولكن أين تلقين الغزالي

وجلجلة الأذان بكل أرض
ولكن أين صوت من بلال

منائركم علت في كل جو
ومسجدا من العُبّاد خالي

أيها الأعزاء :
______

إن المسلمين الأوائل إنما ميزهم عن سائر المسلمين حرصهم على إقتفاء

أثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومحاكته والتأسي به , وكان زمه صلبا لايفل

ولا يقل بل يزداد على الأيام شدة وقوة , قام ليله فقاموا , وحارب الأعداء فحاربوا ,

وسالم أهل السلم فسالموا , ورحم اليتيم فرحموه , وواسى المصاب فواسوه ,

وعاد المريض فعادوه , وقال :

" المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا " 0

فاستمسكوا واتحدوا ولم يختلفوا ,

وما أحوج مجتمعنا اليوم لذلك وقد تفككنا فاستضعفنا الأعداء ,

وقد حذرنا منهم صاحب الذكرى حين قال بنور الله الذي آتاه :

" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ,

قالوا ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله , قال : لا بل كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل " 0

ويقول الشيخ / علي عقل رضي الله عنه في إلهامه الفوري الذي نقلناه عنه :

فيا أمة الإسلام مذا أصابكم
أترضون للإسلام أن يتأخرا

تركتم حدود الله وهي سلامة
وأهملتوا آثار مَن هذب الورى

زعمتم بأن الغرب فجر حضارة
وما الغرب إلا بالمآثم قد جرى

أباح الربا جهرا وما حرم الزنا
وقد حلل الصهباء واستعمر الورى

إذ نحن قلنا ليس في الغرب حكمة
تقولون لولا الغرب لن نتحضرا

أرى الغرب لو للعدل كانت حروبه
لما جال في أفيائنا وتبخترا

وما هتفت بالحرب يوما ديارنا
ولا شهرت سيفا وحشرت قرى

وليت بني قومي أقاموا على الهدى
وكانوا كأسلاف لهم حكموا الثرى

ولم يجعلوا التقليد فخر حياتهم
ولم يرتدوا اللذات تاجا ومئزرا

وكانوا رجالا يحسنون أمورهم
ولا حقروا قومية لن تحقرا

وليس بحرٍ من يصافي عدوه
ويطلب منه العون إن طارئ طرا

فهل لنا من عودة إلى مجدنا الذي بلغه أوائلنا بفضل التأسي برسول الله صلى الله

عليه وآله وسلم , فورثهم الله الارض وجعلهم خلفاء فيها مصداقا لقوله تعالى في سورة النور :

( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف

الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني

لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون *

وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون ) 0



اللهم ارزقنا بعونك طاعتك وطاعة رسولك حتى نلقاك تحت لوائه مع الذين قلت فيهم في سورة الحديد :

( يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم

جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم )0


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس