عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2003, 06:04 PM   #1
المحضاري
حال نشيط

افتراضي سعاد في شعر السيد المحضار ...

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام علي الحبشي في احدى قصائده :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
علامة الإيمان حب الوطن = ولا على العاشق ملامة
[/poet]

ولا شك أن الشاعر حسين أبوبكر المحضار يرحمه الله هو احد قادة ورواد العشق لاسيما عشق الوطن ومسقط الرأس، فهو في حبه للشحر كان ومازال يقدم لنا أروع مثال في الحب والإخلاص والولاء الكامل.
ولم يكن فراق سعاد بالنسبة للمحضار شيء سهل، فحتى لو كان قادرا على فراقها فإن كل جوارحه وقلبه لم تكن لديهم رغبة غير البقاء فيها، قال المحضار :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
قريب بابدل بدراي دار معموره وديره غير ذا الديره= لكن قلبي مارضي يختار غير الشحر لاوليته الخيره
حبه وتقديره لها من سمح ولها العز والمقدار = دار الفلك دار وعزمت السفر دار الفلك دار

[/poet]

وحتى بعد أن غادرها مجبرا وعندما حان موعد اللقاء فإن حبه وعظيم شوقه لتلك الأرض جعله يعود إليها كالمجنون يسابق خطاه والدقائق والثواني وهو في كل ذلك لايلام :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
مشينا بها في الرمل مشي المجانين = على شان مافي القلب من شوق وحنين
لاحبابنا لي في سعاد الزبينة = ولاحد يلومه من يفارق ضنينه

[/poet]

وهو يكاد لايقوى على فراقها فكيف به إذا دعته فإنه يستجيب لها دون تردد :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
دعوة الأوطان = حين يدعيك ضبضب
أو جبل شمسان
استجب في الآن = يافؤادي المعذب
سيبك النسيان

[/poet]

والشحر للمحضار هي الأم والأب والابنة والابن كما يؤكد في قصيدته التالية :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
أمي الشحر والوالد جبل ضبضب = وابني الحيد الأسود وابنتي ضبه
كلما جيتهم قالوا هلا مرحب = عش هنا بيننا لاتنزل الرحبه
بانسايرك عاسيره وخبه = ظننا فيك طول الوقت مابايخيب

[/poet]

وكما أنها تدعوه فيلبي سريعا، فإنه يدعوها لمقابلته بكامل حلتها وأبها صورها، حتى يكون لقاء الحبيب بحبيبته بمثابة ليلة زفاف من ليالي العمر المعدودة :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
قابليني ياسعاد = والبسي ثوب السعادة
عد لك والخير عاد = عود الله كل عاده
يعد ماطال البعاد = بيننا والشوق زاد
واجتمعنا والتقينا واللقاء كان بالأحضان

[/poet]

وسعاد الزبينة عند المحضار كالماسة التي لايضاهيها شيء، فلا تتغير مهما عبث بها العابثون أو غطاها غبار العمر، ومن ذلك ماقاله المحضار في قصيدته التي كتبها عند زيارته لتشيكوسلوفاكيا في عهد الاتحاد السوفيتي والتي هي الآن جمهوريتي التشيك والسلوفاك يقول المحضار :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
لولا أشواقي لبين = الشحر متواليه
والسور والسدتين = وجبالها العالية
حيث الضبا يرتعين = وقرونهن حانية
اشتاق دايم لها = لو عشت بين النجوم

[/poet]

وكل جمال في العالم هو لدى المحضار عبارة عن ذكرى لاغير لوطنه الأم :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
كلما شفت في الهند المباني = مبنية بجد
تشوقت لادار البياني = ومثاوى عسد
ومآثر في الوادي اقاموها الجدود = قلي يازمان الوصل امتى باتعود

[/poet]

وحب المحضار وشوقه لاهل الشحر لايقل عن حبه وشوقه لها، رحمك الله ياأبامحضار :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
لو ماعرب في الشحر بعدي عيشهم ماصفا = ع يحسبون الليالي لي تعدي علي زام زام
لو ماعلايم شوق تبدي نورها مااختفا = تظهر علي من قدا سمعون في الليل وقت المنام
مرت علينا ليالي من ليالي الصفا = وأيام في المنطقة مني عليها السلام

[/poet]

وكما أن أبامحضار لم يزل يذكر بلاده ويتغني بها في كل محفل فإنها تبادله بديل الود ود بل واكثر، فآثارها تذكره وتحفظ له ماجرى بين جونبها معه من مواعيد ولقاءات، فهو يفتخر بحبها ويستشهد بها وهي كذلك :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ياحبيبي أنت قصدي أنت غايات الأرب = فيك هدمت المرابي
واسأل السده ودور الشحر مني والنوب = والسوح لي عند بن جوبان

[/poet]

وكما أن العشاق يسعد بسعادة معشوقته ويشقى لقائها، فإن تردي أحوال الشحر وبؤس حالها في كثير من الأحيان كان يفجر لدى المحضار براكين الإبداع والأسى في وقت واحد، فكان يواسيها ويشجعها وينتقدها إذا لزم الأمر :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
رغم الأسى والحزن قلبي ماتناسى الود = والجد يوصل ماانفصل ويقرب المبعد
ولا مع الإنسان غير الجبر والكلمة الحسينة = لا طال حزنك ياسعاد الشحر يا أرض الزبينة
******
مالك كذا يالشحر خليتي الصفا يفسد = أين الوفا والعهد ذي في قبلة المسجد
ياشحرنا مالك تصحرتي وقد كنتي مدينة = لا طال حزنك ياسعاد الشحر يا أرض الزبينة

[/poet]

ولأهل سمعون الكحيلة بعض من عتاب المحب :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
اشتقنا لهم بالعكس ... هم مااشتقوا لنا = تناسوا حديث الأمس ... لي دار مابيننا
ياأهل سمعون الكحيلة إذا عدنا = قدها لكم عادة لنا تخلقوا الأعذار
أنا مانسيت الشحر مهما فرقت مابيننا الأقدار

[/poet]

وليس هناك من هو أفضل من المحضار يتصدى للدفاع عن سعاد إذا احتاجت لذلك :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
المشاريع في الوادي وفي سقطرى = وأنت يالشحر لاجيتي عطوا بوش دفره
دايم الوقت يبغونش صبيه وزقره = في ثياب الطفوله وأنت سنك ثمانين

[/poet]

ولم يبرح حسين المحضار يوثق تاريخ الشحر بحلوه ومره أحسن توثيق، ومن ذلك قصيدته الشهيرة التي قالها في مطعم باحميش وغيرها الكثير :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
نوشه ورى نوشه ياكم باتنوش = الدوم مايشبع وسيعين الكروش
لي غلقوا في الشحر مطعم باحميش = اسكت ولا تنبش جروح الناس تنبيش

[/poet]

وبعد كل هذا الحب ألا يحق للشاعر حسين أبوبكر المحضار أن يعد نفسه احد رموز مدينة الشحر واحد آثارها الخالدة مادامت هذه الدنيا عسى حسن الخاتمة :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="skyblue" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
أنا سايره بالبنه وهو يشقع يلقي كل شقعه وار = أنا متحمله جدنه وهو ماهو بداري من هو المحضار
برح في الأرض ولا طار ... ولا ماروت عنه رموز الشحر والآثار

[/poet]

إن العلاقة بين الشعراء وبلدانهم علاقة من نوع خاص، فهي لاتتغير مع مرور الزمن ولا يزيدها البعد والاغتراب إلا قربا وشوقا، ولا يعكر هذه كلام الوشاة أو حسد الحاسدين، ولا تنتهي هذه العلاقة إلا بنهاية عمر صاحبها، إلا أن الشاعر حسين أبوبكر المحضار يرحمه الله لم تنتهي علاقته بمسقط رأسه حتى بعد وفاته، بل أن الخير ( القليل ) عم مدينة الشحر ربما يعود الفضل فيه – بعد الله – إلى هذا العشاق المخلص !!!


(( هذا المقال يعبر عن وجهة نظر خاصة لأحد عشاق شعر السيد حسين أبوبكر المحضار لا اكثر ولا اقل ))
تم بحمد الله تعالى
  رد مع اقتباس