[فريحات]

لِمن الـشَّـوارعُ جُسِّـدَتْ أنْـصـابُــهــا
لِمن الملاهــيْ فُــتِـحــت أبــوابُـهــــا
لِمن الـنِّـسـاءُ تَـزيَّـنَــت وتـبَــرَّجَــتْ
والـمـائِــلاتُ تَـكَـشَّـفَـتْ أقــتــابُــهــا
ما شـأنُ عِـيـدٍ والحَـرائِـرُ تُـغْـتَـصَبْ
والـسَّــاتِـــراتْ تَـمَـزَّقَــتْ أثــوابُـهــا
مـــاذا أعـــدَّ الـنَّـاس من أزيــائِـهـــم
رَكِبوا المَراكبَ عُجِّـبَـتْ أَضْرابُـهــا
فــإذا الـَّـذي سـيـجــارُهُ عَـجَّـتْ بـــه
قــد ظَـنَّهـا رِيْـحاً يُـغِـثـهُ سَــحـابُـهــا
ذاك الَّـذي ما صـامَ شَـهْـرَ صِـيـامِـه
وبَـدا بِـعـيـدِ الـمـؤمـنـيـنَ عُـجـابُـهــا
لا خـيـرَ فـي مُـتَـزَهِّــدٍ يُـفـتـي وقـــد
مـلأ الـبُـطـونَ طَـعـامُـهـا وشَـرابُـهـا
يـا أيُّـهـا الـعُـقَـلاء هـلْ طـابَـتْ لـكـمْ
تـلك الـمَـطاعِـمُ أو صَـفَـتْ أَحلابُـهـا
تـأتـيْـكُـمُ الأعْـيــادُ مِــثــلَ سَـحـائِـبٍ
أمـطـارُهــا سِـجِّــيْـلُـهــا وعَـذابُـهـــا
بِـقـنـابـِلٍ لـلـمــوت يَــفـتِــكُ بأسُــهــا
فَـتْـكُ الـحَـمـيـمِ دَمـارُها وخَـرابُـهــا
كَـمْ مِـن قـتـيـلٍ أو جَــريْــحٍ جُــرِّدوا
حَـقَّ الـحَـيـاة ونُـغِّــصَـت أطــيــابُها
والـويــلُ فـي كـلِّ الأماكِـن كــامـــنٌ
وتـرى الـطُّـفـولـةَ تَـنْـعِـهـا ألعـابُـهــا
فـإذا المَـنـايــا في الـمَـدائِـنِ خَـيَّـمَتْ
مِـن كُـلِّ بَـيـتٍ قَـد جَـنى مِـخْـلابُـهــا
والـمـارِقــون تَـلـعـلـعـتْ أشـداقُـهــمْ
ولُـصوصُها قـد أصبحَـتْ أربـابُـهــا
وجَـرى الـطُّـغـاةُ بِـما جَـرى آسادُهـا
عـنـد الـضَّـغـيْـنـة كُـشِّـفَـتْ أنـيـابـهـا
هَـدَموا المساجِدَ والمَعـابِـدُ أغـلِـقَـتْ
قــد أرْهَـبَــتْـهـمْ قُــبَّــةٌ ورِحــابُــهـــا
يـا عِـيـدُ عُـذْرا فـالـمَـناسِـكُ عُـطِّـلتْ
والـقُـدسُ في قـيـدٍ بَـكى مِـحـرابُـهـا
مـا طَـعْـمُ عِـيـدٍ في الـشَّـآم أيـا تُـرى
فلمن سَـتـشـكـوْ أو يُــصاغَ عِـتـابُـهـا
صارت حروب العرب في آكـامِـهـمْ
حَـربَ الطَّـوائِـفِ والـفَـسـادُ عُـبابُهـا
إبـلـيـسُ والأعــداءُ مِن أمِـمِ الـخَـنـــا
راقَـتْ لهـمْ تِـلكَ الـوَغَى وضِـرابُـهـا
يـا لـيــتَ أمَّي لـمْ تَـلِـدْنـي كــيْ أرى
سُـؤلَ الـكـرامــةِ لا يُجـابُ طِـلابُـهـا
يـا أمَّــةَ الأنـســابِ والـمَـجْــدِ الـَّـذي
أذكى الـقـرونَ عُـلـومُهــا وكِـتـابُـهـا
وتـشَـرَّفــتْ بالــدِّينِ تَـنْـشُـرُ هَــدْيَــهُ
هَـــلّا أعــيْــدَتْ لـِلأُلى أنْـــسـابُهــــا
وأُعــيْــدَ لـلأعـيَـادِ مَـظهـرُ حُـسْنِهــا
وبُـيــوتُـنـا لا يَـنْـقَـضـي تَـرحـابُـهــا
فَـبِـنَـخْــوَةٍ وعـقـيــدةٍ سُــدنــا بــهـــا
تَـحْـيـا العِـظـامُ رَمـيْـمُـهـا وتُـرابـُهـا
والله فـــوقَ الـخـلْـقِ يَـفـعَــلُ فِـعـلَــهُ
فَـلـهُ الـنَّـواصيْ تَـنْـحَـنـيْ ورِقـابُـهــا
يا ربّ فارحمْ ضَعـفَـنـا والـطُـفْ بنا
واقـصِـمْ ظُهـوراً قـد قست أحْـدابُـهـا
وأعِـدْ لـنـا الـبَـسَمـاتِ في أفـراحِـنــا
والأرضَ خِـصـبـاً والـبُـناةُ شَـبـابُـهـا