عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2003, 08:39 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

Thumbs up الحــمــار في الشــعر العــربي ...!!!

.
إذا كان الحيوان قد ورد له ذكر في القرآن الكريم والسنة المطهرة في مواقف محددة فإنه بالمثل قد ورد في الشعر العربي وفي الأمثال وفي المأثور من القول على نحو يصعب حصره أو تحديده وسبب ذلك ان العربي كان يعيش مع الحيوانات وحشها ومستأنسها وكانت جزءًا من مقومات حياته فلذلك تمثلها في مختلف المواقف وعبر عنها في صور كثيرة شعرًا ونثرًا.

كتبت موضوعا سابقا عن ( التيس في الشعر العربي ) فأستعنى من ظن أنه المعنّى بالموضوع وغضب معه من ظن نفسه فحلا وتيسًا في السقيفة الشبامية ... واليوم أكتب عن ( الحمار في الشعر العربي ) ولا يستبعد من يستحمر ويظن أنه المعنى بالموضوع أو أن هناك علاقة بين موضوعي السابق ( حمار السادة ) وحمار الشعر العربي...!!!!

جاء في القرآن الحكيم ذكر الحمار في وصف بشاعة الصوت ( إن انكر الاصوات لصوت الحمير ) وجاء مثلا للذي لا يفقه ولا يعلم ( كمثل الحمار يحمل على ظهره اسفارا ) والحمار لو حمل على ظهره ( كمبيوتر ) لا يفقه ولا يتعلم ولا يعلم شيئا ( انظر الصورة المرفقة اسفل الموضوع )
وجاء ذكر الحمار في قصة ( العزيز وحماره ) الذي أماته الله مائة عام ثم احياه وخاطبه لينظر الى القدرة الالهية وله في حياة حماره آية ..
والحمار من الحيوانات التي استأنسها الانسان وتحمل سلوكه الذي وصف بالبلادة والغباء وكذلك تميزه بالطيبة والصبر .
قال الشاعر العربي:


وقد عدلت العرب عند تسميته في الشعر عن ذكر الحمار إلى ذكر ( العير ) لأنه في الشعر أخف واسهل مخرجا ..
إلاّ أنه قد يلتبس الأمر و يختلط على البعض معاني ما يقصده بعض الشعراء العرب حين يذكرون ( الحمار ) أو ( العير ) أو ( جوف ) فجاء في المثل العربي :

أخلى من جوف حمار و أخرب من جوف حمار
وجاء في شرح هذا المثل أن ( حمارا ) هو رجل من قوم عاد اسمه ( حمار بن هويلع ) وكان يحل في واد اسمه وادي جوف وكان هذا الوادي ذو ماء وشجر فخرج بنوه للصيد فأصابتهم صاعقة فأهلكتهم فكفر فقال لا اعبد ربًا فعل ذا ببني ثم دعا قومه للكفر فمن عصاه قتله فأهلكه الله وأخرب واديه ( جوف ) فضربت العرب به المثل في الخراب والخلاء وقالوا أخرب من جوف واخلى من ( جوف حمار ) واكثرت الشعراء في اشعارهم ذكر ذلك فمن ذلك قولهم:

وقال الشاعر الجاهلي امرئ القيس الكندي:


أما الشاعر العباسي بشار بن برد فيروى له هذه النادرة قال بشار:

رأيت حماري البارحة في النوم فقلت له :
ويلك لم تمت ؟
قال الحمار: أنسيت أنك ركبتني يوم كذا وكذا وأنك مررت بي على باب الاصبهاني فرأيت أتــانـًا ( حمارة ) عند بابه فعشقتها حتى مت بها كمدًا ثم أنشدني:


فقال رجل من القوم :
وما الشيفران يا ( ابامعاذ ) ؟؟
قال بشار: هذا من غريب الحمار فإذا لقيته لكم مرّة ثانية سألته...

وكم من شعرور وشويعر بيننا مدعي الشعر له من الغرائب كغريب ( حمار ) بشار بن برد ...!!
ولن نسألهم عن ( الشيفراني ) ولن نكرر القول عليهم بأن يهجروا الشعر لأن التكرار في القول قد يعلّم الحمار ولن يعلمهم..!!!

أشتهر الخليفة الأموي العاشر بلقب ( مروان الحمار )
أما في الأدب الحديث فقد اشتهر ت مسرحية ( حمار الحكيم ) للكاتب الساخر توفيق الحكيم
واشتهر ( حمار جحا ) في باب الطرائف والنوادر التي تروى عن جحا وحماره .

وفي المأثورات الحضرمية اشتهر ( حمار الهجرين ) بالصبر وكمضرب المثل في صعوده محملاً ونزوله محملاً.
أما الحمار ( عيران ) حمار السيد علي بن حسن العطاس ( صاحب المشهد ) فقد اكتسب شهرة من خلال تلك القصائد التي قالها يخاطب فيه حماره ( عيران ) منها:

وقال ايضا:


لنا لقاء مع الحمار في الشعر والمأثورات ...!!
( الحمــار حمـار ولو وضع يده على الكي بورت أو حمل على ظهره الكمبيوتر )
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-28-2003 الساعة 08:50 AM