[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو دجانه [ مشاهدة المشاركة ]

اشكر الاستاذ ابو عوض الشبامي على طرحة الاكثر من رائع والقيم عن الحضارم ووالله يكفيهم شرف انهم نشرو الدين الاسلامي باخلاقهم ومعاملاتهم الطيبه تقبل تحياتي

مع مرور الزمن اصبح التوسع في النشاط التجاري ميزة يتمتع بها الحضرمي ، وتراكمت خبرة واسعة ودراية كبيرة بالتجارة وإدارة شؤونها عند الحضرمي ، واصبح الحضرمي حلقة الوصل بين المواني التي تقع في ارخبيل الشرق الاندونيسي وموانئ جنوب الهند والخليج العربي وشرق افريقيا وموانئ البحر الاحمر ، وتولى التجار الحضارمة نقل بضائع الشرق من الغرب ومن الغرب الى الشرق قبل ان تحدث التغيرات الدولية التي جاءت بعكس مصالح الحضارمة . فبدأت شبكة التجارة الحضرمية تتلقى ضربات تلو ضربات ، خاصة بعد ان اكتشف الاوربيون طريق الشرق عبر راس الرجاء الصالح .

كانت التجارة الحضرمية بين موانئ الشرق تعتمد على تنقل الحضارمة من خلال معرفتهم بالرياح الموسمية ، وبواسطة هذه الرياح تتحرك سفنهم الشراعية الصغيرة بسلام . ولكن حين بدأت المنافسة الاوربية في بداية القرن العاشر الهجري ظهرت السفن الاوربية الكبيرة والمزودة بالاسلحة العسكرية ، وبدأت تهاجم الموانئ الحضؤمية وتهاجم السفن الحضرمية في البحر. فأوقعت الخسائر الكبيرة بالتجارة الحضرمية وزادت من المخاطر على التجارة وربما نجح الحضارمة في صد البرتغاليين عن سواحلهم (( ميناء الشحر )) لكنهم عجزوا عن مجابهة اساطيل الاوربيون وسط البحار ...

وهكذا بالتدريج بعد ان ظهرت الاطماع الاستعمارية الاوربية فقد الحضارمة السيطرة التجارية على موانئ كانت مجالا واسعا لنشاطهم التجاري عبر تاريخ طويل وقديم .

زد على ذلك ان المصالح الاستعمارية نحجت في اختصار طرق التجارة من الشرق الى الغرب عبر شق قناة السويس التي تم افتتاحها عام 1869م وقامت البواخر الاوربية الكبيرة بنقل تجارة الشرق الى الغرب والعكس. وحرمت موانئ حضرموت وبقية المواني التي تقع على خط الملاحة القديم من الامتيازات التجارية التي كانت تجنيها وتكسبها .

وامام الغزو الاستعماري الاوربي وقف الحضارمة عاجزين وبدأت تجارتهم في التدهور ونفوذهم التجاري ينحسر بشدة ، فبدلا من يتولوا نقل البضائع اصبحت السفن الاوربية تتولى نقلهم الى موانئ الشرق البعيدة يبحثون عن لقمة العيش ويعملون في نشاطات تجارية داخلية محدودة.

من هذا يتضح لنا ان السبب الرئيسي للهجرة الحضرمية هو سبب اقتصادي ولا زال العامل الاقتصادي الى يومنا هذا هو الذي يجعل الحضرمي يترك بلاده وأهله واولاده بحثا عن فرص عمل وثروة وجاه عجز عن تحقيقه في بلاده حضرموت .


.