عرض مشاركة واحدة
قديم 07-16-2003, 08:06 PM   #1
22muhanna
حال جديد

افتراضي الجرو/ ينهش التراث ويعقره

تأليف الكتب لا يقتصر على المفكرين والأدباء وحدهم , بل أن أصحاب التجارب الناجحه يحولون الكتابة إلى منهج مثير وممتع ولكن !!
ما دعاني لكاتبة هذه السطور حين وقع بين يدي كتاباً بعنوان(حضرموت الإنسان و الكلمة) لمؤلفه سالم علي الجرو وقد جاء غلافه بلوحة فنيه بديعة تحكي عما بداخله. ومن خلال تصفحه وقفت عند الصفحة التاسعة والعشرين فقد أعطى المؤلف تعريفا للمناسبات التي تقال فيها القصائد وهنا انقلها لكم بالحرف الواحد
1- الزامل .. الزف بالطبل وبدون ولكل وزن وبحر تسير المجموعة تردد بيت احد الشعراء الذين يتقدمون الصفوف . وكلما أراد الشاعر القول تقدم فيقف الجميع بعد ( الهوكه ) علامة الوقوف والفصل بين قولين وهي كلمات يقولها الجميع بصوت عال ..
(غلابة كم من قبلي كسرنا نابه وإلا كهم وإلا كهم ) اعتقد إنها وإلا طهم وإلا طهم .. انتهى
وهنا وقع المؤلف في خطاء لأنه لم يعرف الهوكه وهي التنصوره (اي صيحة النصر ) وسوف تتبادر إلى ذهن كل قاري علامات استفهام كثيرة فقد جاء في الرجز الشعري كلمات لاوجود لها في أي لغة من لغات العالم ولم تكن من اللغة السقطرية او المهرية المتداولة في حضرموت , كما إنها لم تكن من أسماء الشياطين . ومن خلالها نقول للجرو أحذر من الاقتراب من الأعماق فما تقوله هو موروث شعبي وجد ليبقى وهو بحد ذاته منهلاً لنا وتبقى حضرموت ومناهلها بحراً طامي لايمخره أو يغوص في أعماقه إلا من له القدرة والمهارة على ذلك وهو غني بكنوزه الثمينة من عادات وتقاليد و أعراف و هلم جرا .
فقد لهث الجرو بحثا عن الكنز ولكنه غرق في أول المشوار لأنه لم يكلف نفسه عناء البحث وتمحيص الحقائق في صحتها لا تشويهها وهنا فأنني أستطيع القول بأن المورث الشعبي ليس طلاسم بل واقع معاش سطر بلغة أهله .
وهذا الرجز الشعري يتردد في حضرموت في مناسبات عديدة كالزواجات ورحلات القنص والأعياد .... الخ.
ولتصحيح الخطاء الذي وقع فيه المؤلف فإن هذا الزامل يدل على القوة والنصر وهو في حقيقته ومعناه الأصح أن كل قبيلة تنادي بكنايتها مثلاً يقولون : مرّه الغلابة كم من قبيلي كسرنا به ( أي هزمناه ) وإلا بحق وإلا بحق وهي الختام (أي كلام رصين ).
وهنا وقع المؤلف في خطاء بأن أن أورد كلمات غريبة على العربية والتراث ومن خلال هذه المشاركة فإنني بحاجة إلى التدخل من قبل المختصين والباحثين في التراث لمعرفة حقيقة هذا الرجز الشعري الذي أوجده الوجدان الجمعي بمعناه الحقيقي .

آخر الكلام
لكل جواد كبوه

الصحفي صالح بن مهنا
]
  رد مع اقتباس