عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2012, 02:41 AM   #501
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

[COLOR="Blue"]

قال حضرموت مستقلة تماماً عن اليمن بشطريه قبل عام 1967م
حفيد آخر سلاطين الدولة الكثيرية: حضرموت اليوم كما هي بالأمس هوية وأمة ودولة تم اختطافها منذ 46 عاماً


6/20/2012 المكلا اليوم / لقاء: محمد سعيد باحاج *


وصلتني مذكرة العصبة الحضرمية ووجدتها مشروعاً ناجحاً
السلطنة الكثيرية لن تعود إلاَّ بتنفس الطريق التي قامت به وهو الآن ليس بأبجديات آل كثير ولا الحضارم عموماً
من يتشدق بأن الشعب الحضرمي قد اختار أن يحصل على استقلاله بدولة مستقلة فهذه وصاية مرفوضة ومن يمارسها لا يمتلك القاعدة الشعبية
إذا رغب اتحاد الجنوب العربي سابقاً أن يكونوا جزءً من حضرموت العظمى قدراً ومقدراً فمرحباً بهم



الشيخ عبدالله بن محسن بن حسين بن عمر بن بن جعفر آل عبدالله الكثيري غني عن التعريف .. فهو حفيد آخر سلاطين الدولة الكثيرية السلطان الراحل حسين بن علي الكثيري وهو رجل أعمال وبصمته معروفه في علاقته مع مختلف طوائف المجتمع الحضرمي وهو شيخ قبيلة آل كثير التي نشأت في حضرموت.


ولقد حكمت الأسرة السلطانية الكثيرية حضرموت قرابة ستمائة عام، ويتصل نسبه بالسلطان بدر أبو طويرق طارد الغزاة البرتغاليين وموحد حضرموت من ظفار لباب المندب ، وجده السلطان عمر بن جعفر الكثيري والذي قال مرتجزا عند دخوله الشحر :


قال الكثيري بن عمر بن جعفر لا ناد راسي يا الشومخ نودي
الشحر خذناها ولربك قدر عل المكلا بتحن الرعودي

وقبل أن نغور في أعماق هذا الرجل نقول أن يوم 11 من يونيو 2012م لاشك في أنه منعطف تاريخي حضرمي مميز سيسجله التاريخ في الصفحات الخاصة بالتاريخ الحضرمي العظيم، حيث أن هذا اليوم يعيد الأمل للأمة الحضرمية التي اختطفت أرضها و تاريخها وهويتها وحضارتها في 9 من يناير لعام 1968م، وكلما تذكرت الأجيال هذا اليوم لابد وأن ستتذكر رجل نحن اليوم في ضيافته لتضيفه إلى قائمة العظماء الحضارمة الذين تكتظ بهم الصفحات الحضرمية المشرقة.

تناقلت وسائل الإعلام أخباراً متضاربة عن لقاء القاهرة منها من وصفته بالمؤتمر ومنها من وصفته بالاجتماع ومنهم من قلل من أمره وأهميته ومنهم من قال إنه خاص بالسلاطين والأمراء السابقين ومنهم من قال خاص بالقيادات "الجنوبية"، فما هي الحقيقة في ذلك ؟

لا شك أنك تدرك أكثر مني أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تضخيم الأمور أو تهميشها، وأنا حقيقة لم أطلع على ما كتب أو نشر أو بث حول ذلك، ولكن توصيفي أن هناك لقاءات منفردة عقدتها المجموعة الدولية برئاسة بريطانيا مع مجموعات متعددة من المتوقع أن يكون لهم دور وأثر أو يتعاونوا في بلورة أفكار ورؤى لحل الأزمة التي يعاني منها شعب المحميات الشرقية والغربية والذين وقعوا بعد ذلك تحت حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ثم حكم الجمهورية اليمنية، وبالنسبة للسلاطين والأمراء والوجهاء والمشايخ كانوا هم إحدى المجموعات المتواجدة والمدعوة، وكانت هناك مجموعات أخرى للقيادات الجنوبية وأخرى للناشطين والثوريين والإعلاميين ولكن لا تحضرني تصنيفات تلك المجموعات، المهم أن هناك لقاءات أجرتها المجموعة الدولية مع غيرنا، هذا توصيفي وتقديري لما حدث.

هل صحيح أن الاجتماع كان بتنظيم ورعاية من حكومة جلالة ملكة المملكة المتحدة البريطانية، وهل أضاف دخول البريطانيين في القضية شيء جديداً حيث أنهم كانوا بعيدين عن القضية منذ بدايتها ؟

حسب الدعوة التي وجهت إلي وحسب ما شاهدت من ترأس السفير البريطاني لجلسات المناقشات وإدارة الجلسات وما تبع ذلك من لقاءات أستطيع أن أجزم بأن بريطانيا هي الراعية والمنظمة للاجتماع، وأما هل سيضيف دخولهم شيء لحل القضية فآمل أن يكون كذلك إذا صدقت نواياهم لأن تجاربنا مع البريطانيين السابقة فاشلة، وما من شك أن البريطانيين هم من يدرك كامل التعقيدات في القضية وتفريعاتها وتراكماتها، ويدركون كذلك أن ما يجري ويحدث هو بسبب استعمارهم لتلك المنطقة ونقضهم لوعودهم وعهودهم معنا ومع إخواننا أبناء المحميات الغربية "إتحاد الجنوب العربي"، وبنظري هي الفرصة السانحة لهم لحل أخطائهم.

إذن أنت تلقيت دعوة، فلماذا وجهت لك الدعوة شخصياً ؟

نعم وجهت لي دعوة، أما لماذا وجهت لي فممكن تسأل من وجه الدعوة لماذا وجهت الدعوة لعبد الله بن محسن الكثيري، ويشرفني أن أمثل سلاطين آل كثير وأن أحمل هموم وآمال الشعب الحضرمي في كل مكان وزمان ولمن كان.

مقصودي من السؤال أبو بندر أن هناك بعض من كتب في المنتديات وأشار إلى عدم تنسيق بينكم أو بمعنى أخر وآمل أن يتسع صدرك لها، أن هناك عدم رضى بذهابكم ؟

أنت قلت هناك بعض من كتب، ولم تُعرِّف من هو الكاتب ! ولذا يكفيك عدم مصداقية مثل هذه المعلومات كون كاتبها يتستر باسم مستعار، وللعلم فالموقف الذي وقفته هو امتداد لمواقف كثيرية سجلها أجدادنا وآبائنا، ولا يمكن لأحد من آل كثير فضلاً عن هامات وقامات بحجم العائلة السلطانية أن تعترض عليه بل هي مباركة ومؤيدة، وقد وصلتني مباركات كثيرة سواء للمشاركة أو للموقف الحضرمي الذي اتخذته، من العديد من الشخصيات في الداخل والخارج ومن عامة الشعب الحضرمي، أما بخصوص التشاور والتنسيق والترتيب قبل وبعد وأثناء الاجتماع حاصل وموجود ليس مع آل كثير فحسب بل مع مكونات وشخصيات من حضرموت على اختلاف التنوع والتشكل الموجود في حضرموت، نعم كان هناك تعدد في وجهات النظر من قبل البعض في جدوى الذهاب من عدمه ولكن استقر الرأي على الذهاب والحمد الله لست نادماً على الذهاب، لأنني وقفت موقفاً لم أخذل فيه أهلي في حضرموت.

يُلقي البعض عليك ممن حضر الاجتماع باللائمة لأن ما طرحته في الاجتماع لم يكن من ضمن أجندة الاجتماع، فلماذا طرحت رأيك وضربت بأجندة الاجتماع عرض الحائط ؟

تبسم الشيخ عبدالله وقال من يسمع سؤالك سيظن أن هناك أجندة معتمدة ومتفقة عليها كما يحدث في المؤتمرات والحوارات الوطنية وجلسات النقاش، وهذا ليس بصحيح، الموضوع أن المجتمع الدولي يريد أن يسمع معنا رؤى وأفكار تصب في مصلحة حل القضية، والبعض يريد أن يملي علينا املاءات ونقول له آمين، وبالتالي فلن نكون صادقين مع المجتمع الدولي الذي يتلمس الحلول الناجحة وسنكون كذلك خائنين لأهلنا في الوطن الحضرمي والذين يأملون منا نقل الصورة كما هي للمجتمع الدولي.

ما هي الصورة التي نقلتها للمجتمع الدولي ؟

لا أستطيع أن أقول أني نقلت الصورة للمجتمع الدولي كما هي حاصلة في الوطن بحذافيرها لأنه من الصعوبة بمكان أن يقوم شخصي الضعيف بذلك، كل ما حاولت إيصاله للمجتمع الدولي أن الصورة والمشهد الذي تسمعونه من زملائي ليس كل الحقيقة ولا نصفها، بل ربما يكون جزء منها والجزء الآخر لا يمت للحقيقة وللواقع في الوطن بأدنى صلة، صرحت ولكوني أنتمي إلى حضرموت أن الحاضرين وأنا منهم لا يمثلون حضرموت وأن على المجتمع الدولي إشراك القوى الحضرمية من تكتلات وشخصيات في أي حوارات أو نقاشات، وإذا كان المجتمع الدولي يريد حل عادلاً وناجحاً ومنصفاً وله رغبة جازمة في أن يسدل الستار على خمسين عاما من الصراعات والاحتراب في تلك البقعة من الوطن العربي فعليه أن يعالج القضية من جذورها من خلال تسوية شاملة لتراكمات الماضي منذ عام 1967م، وبدون ذلك فلن يتحقق الاستقرار، إن حصل شيء من الاستقرار فسيكون محدود ولمدة سنوات ثم ما أن يلبث إلا وتطفوا بوادر الصراعات مرة أخرى، والتاريخ شاهد على ذلك والشعب الحضرمي اليوم غير الشعب الحضرمي في الستينيات.

قمت في الاجتماع بتقديم مذكرة من عصبة القوى الحضرمية، فهل أنتم ممن ينتسب لهذه العصبة ؟

أولاً لي الشرف أن أنتمي لأي مكون وطني يطالب بتحقيق العدالة ورفع المظالم واستعادة الحقوق وعدم إقصاء وتهميش الآخرين، وهذا ما وجدته في مذكرة العصبة وهي خطوط عريضة ومبادئ عامة لا أتوقع أن حضرمياً يختلف على ما جاء فيها أي كانت أيدلوجياته أو انتماءه، ولكن القضية ليست هكذا، منذ وصولي للقاهرة واتصالات الهاتف ورسائل الجوال لم تتوقف من الوطن والمهاجر كل يطالبني بان أوصل صوت حضرموت بدون تبعية ولا وصاية فطلبت من كل المتصلين خصوصاً التنظيمات الحضرمية بإرسال مذكراتهم ومشاريعهم ولهم مني أن أسلمها للسفراء الأجانب، وللأسف لم تصلني إلا مذكرة عصبة القوى الحضرمية فحينما قرأتها ووجدتها مشروعاً ناجحاً لن يجتمع الحضارم إلا على مثله إن أرادوا وطنا وحرية وكرامة، فقدمته للسفراء وذلك بعد إنهاء مداخلتي ولم اكتفي بذلك بل طلبت من مقرر الجلسة أن يضيف بعض التنظيمات الحضرمية التي حضرتني أسمائها تلك اللحظة وتم تدوينها.

أفهم من جوابك أن الأمر كان فيه من السلاسة لا كما تناقلته وسائل الإعلام من وجود معارضة وتشنج ومقاطعة وغير ذلك من قبل الحاضرين الجنوبيين، فما هي الحقيقة ؟

وجود المعارضة والتشنج والمقاطعة ومحاولات الإقصاء حقيقة ولكن لا أدري هل الإعلام بالغ أو نقلها كما كانت، لكن لا أريد أن اصنع من نفسي بطلاً وعموماً ما سمعته من بعض الحاضرين وما لمسته من مواقف آخرين زادتني إصراراً وتمسكاً بمواقفي.

كأنك تشير على أن هناك انتقاص لمقامكم أو مقام الأسرة السلطانية أو تهجم على شخصكم الكريم ؟

لم يكن الأمر كذلك، بل أعظم من ذلك، يا أخي أنت حضرمي كيف سيكون موقفك حينما تسمع لشخص يقول "متى طلع لكم صوت يا الحضارم" وآخر يخطاب البريطانيين ويقول: "نعتذر لكم عن ما حصل لكم منا أيام استعماركم" وآخر يقول "جئنا لنعلن التسامح والتصالح فيما بيننا" وكأننا مظالم شعبنا ردت، وآخر يقول "إيش آخرتها مع الحضارم" وكلام آخر ليس المقام مقام ذكره، ولكن للأمانة هناك شخصيات أجلها واحترمها كان لها مواقف جيدة وخطأت كل من تهجم على حضرموت بأدب حضرمي، واعتبرت أن هذا حق مكفول لنا أن نعلن عن مطالبنا ولو اختلفنا معهم.


ما مدى صحة ما يثار أن العائلة السلطانية وجدت ضالتها بوجود البريطانيين في القضية لتفتح صفحات الماضي تمهيداً لاستعادة السلطنة ؟

أبناء حضرموت قاطبة يعلمون أن هذا الطريق ليس هو طريق استعادة السلطنة ولو وقفت بريطانيا والمجتمع الدولي كله وأعطونا قرارا باستعادة السلطنة فلن يتحقق شيء من ذلك، السلطنة لن تعود إلا بنفس الطريق التي قامت به وهو الآن ليس بأبجديات آل كثير ولا الحضارم عموماً لأن لكل زمان ومرحلة أبجدياتها، كل من يثير تلك الهرقطات إنما هم الذين يسعون لتفريق وتمزيق وتشتيت وحدة الصف الحضرمي وهذا دليل واضح أن أبناء حضرموت يسيرون في الطريق الصحيح لاستعادة حقوقهم ونيل مطالبهم وتحقيق سيادتهم واستقلال هويتهم،

وعلى أولئك المغرضون أن يدركوا أن العائلة الكثيرية لم تنفك يوم ما عن حضرموت وأهلها وهم جزء منها لم ينفصلوا عنهم نالهم ما نال أبناء حضرموت وأصابهم ما أصابهم من خير وشر كانوا معا في السراء والضراء ومن حقهم أن يشاركوا في صناعة مستقبل حضرموت كأي مواطن أخر من هذه الأمة الحضرمية العظيمة ولله الحمد، وأن تلك الترهات لن تصرف أبناء حضرموت عن نيل مطالبهم ولن تحقق لهم الغاية في النيل من إخلاص وولاء آل كثير لحضرموت، ولسنا في موضع اتهام حتى نبرأ أنفسنا، ونحن حينما نقول ذلك لقناعتنا وإيماننا بذلك ليس لأنه في تاريخ أبائنا وأجدادنا الذين حكموا حضرموت مئات السنين ما يحرجنا أو يسيء لنا،

بل بالعكس فتاريخ السلطنة الكبير والعظيم رغم ما فيه من أخطاء وسلبيات لهو مفخرة لكل شعب حضرموت إذا ما قارنته بالأنظمة التي تعاقبت على الحكم بعد ذلك من الشموليين الاشتراكيين الشيوعين الذين يجب عليهم أن يخجلوا ويستحوا ويعترفوا بجرائمهم التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم، وعليهم أن يعتذروا للشعب الحضرمي وشعب الجنوب أيضاً على ما فعلوه قبل أن يأتي يوم يتناسى الشعب الحضرمي وشعب الجنوب مسا محته لهم ويدرجهم في قوائمه السوداء ويقدمهم للمحاكمة العادلة النزيهة، لذا عليهم استغلال الفرصة المواتية.

إذا ما هو تفسيرك للحفاوة التي قابلك بها الأجانب والدبلوماسيون وخصوصاً البريطانيون، فقد سمعنا أنهم عقدوا معك جلسات خاصة في القاهرة وأخرى في بريطانيا آلا يعتبر أن هناك معالم جديدة ؟

هذا ليس بصحيح، ما أعرفه أن ممثلو المجموعة الدولية جلسوا مع الكل في جلسات خاصة بعد نهاية الاجتماع، وأنا من ضمنهم، وأما مباحثات لندن فما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي غير دقيق فأنا لم أغادر لبريطانيا لاستكمال المباحثات.

هل أنتم مستعدون للتعاون مع أي شخصيات أو مكونات في حضرموت ؟

بلا شك وأنا تشرفت بنقل هموم وأمال ومطالب شعب حضرموت ولي الشرف التام في التعاون مع الشرفاء الوطنيين المخلصين لحضرموت ومن كان يظن أنه بإمكانه أن يشكل أو يبني مستقبل حضرموت بمفرده فهو إما مخطئ أو مغرور أو مخادع.

أبو بندر، ما رأيك في حضرموت الغد "دولة مستقلة أو جزء من اليمن الموحد أو شطراً من دولة جنوبية" ؟

كل من يحترم نفسه يجب عليه أن يحترم إرادة وخيار شعبه، ولذلك ينبغي على جميع القيادات والنخب والمؤسسات الحزبية والثورية أن تكف عن ممارسة أي وصاية على الشعب، وأن تقف إجلالاً لهذا الشعب وتطالب بتحقيق إرادته وكفى، أما ما هي إرادته فهو استفتاءه على تقرير مصيره، وأما من يتشدق ويتنطع بأن الشعب قد اختار البقاء في اليمن الموحد أو أن يكون ضمن دولة جنوبية أو يحصل على استقلاله بدولة مستقلة فهذه وصاية مرفوضة وغير مقبولة ومن يمارسها يعلم بأنه لا يمتلك القواعد الشعبية التي تمثل خياره أو بالأحرى مصلحته الخاصة، وإلا رضي بتحقيق إرادة الشعب، لأننا لا نستطيع أن نكون أوصياء على شعب قد اختلفت آرائهم وغُيبت أصواتهم وهُمشت مطالبهم ولا تنسى أن 46 عاماً من الوصاية للأسف كرست بعض الثقافات الشاذة في مجتمعا الحضرمي.

لماذا هذا التركيز على تحقيق الإرادة وتقرير المصير والاستفتاء ؟ هل هي تمهيد لإقامة مشاريع أخرى لديكم ؟

إذا كنت تقصد بالمشاريع الاستقلال فهذا حق مكفول للشعوب بموجب المواثيق الدولية، ولكن لا أتوقع أن شعباً سيسعى للاستقلال بدون وجود المبررات والدوافع خصوصاً مثل الشعب الحضرمي الذي هو متعايش بطبعه مع الآخرين في ثقافاتهم وعاداتهم مع اختلاف أجناسهم ولغاتهم وعرقياتهم، والذي يعي تماماً أثر الاتحاد والتكتل مع الآخرين وما يشكله من عمق استراتيجي على الأمد القريب والبعيد، ولكن قناعتي الخاصة أن مطلب حضرموت على تحقيق الإرادة وتقرير المصير ليس مقصوداً لذاته وإنما هي الضمانة الوحيدة لعدم تكرار أزمات الماضي واستنساخها وهو الحل الوحيد لتصحيح المسار وإحقاق الحق وإبطال الباطل،

وقد ضربت مثالاً لبعض الأجانب في بعض مباحثاتنا بالمفهوم المادي البسيط، وقلت لهم إذا وجدت شركة متعثرة وفاشلة وخاسرة وحاول الشركاء فيها إصلاحها فاختلفوا في طرق إصلاحها وتقويمها وتبين للشركاء أن السبب في خسارتها وتعثرها عائد لنفس الشركاء كل يمارس دوره على أنه المالك الوحيد وأن نصيبه في الشركة هو الأكثر والآخر يمارس من الصلاحيات ما ليس له ويبرر بوجود حصة له في الشراكة ونحو ذلك وعند البحث والتفتيش وجدنا أن السبب في ذلك أن الشراكة قامت على باطل فهناك عقود لم يوقعها معظم الشركاء وعقود وقعها من هو فاقد الأهلية أو عديمها وهناك قرارات خرجت بدون موافقة أغلبية الشركاء وفساد إداري لا يمكن إصلاحه البتة ونحو ذلك فما الحل إذا،

الحل في مثل هذا في العرف المادي البحت هي تصفية الشركة تماماً لأنها لم تنعقد على أساس صحيح ولابد من إعادة أصول الشركة لأصحابها ومن ثم تأسيس شراكة جديدة صحيحة مكتملة الأركان على أن يُراعى فيها وضع اللوائح والمواد التي تمنع تكرار التعثر والفشل والخسارة، وهذا ما نطالب به حل الشراكة الحالية المبنية على الضم القسري في جمهورية اليمن الديمقراطية لأنها مبنية في الأساس على باطل ثم إعادة الحقوق لأصحابها تماماً ثم وضع الضمانات والاحتياطات لعدم تكرار الأزمات إذا رغبت الشعوب في تأسيس اتحاد جديد، وأعتقد ومن خلال ما لمسته من هذه الجلسات أضاف لدي ثقة كبيرة وتأكيد على ما قاله كثير من العرب سواء سياسيين او مفكرين أن في هذه المنطقة ثلاث ثقافات مختلفة.

أفهم من إجاباتك أنك ترى أن حضرموت منفصلة تماماً عن الجنوب ؟

حضرموت لا أقول منفصلة بل مستقلة تماماً عن اليمن بشطريه شماله وجنوبه وأنت تعلم أن عام 1967م هو الشاهد على ذلك وسيبقى ذاكرة محفورة في أذهان الحضارم، وأما بالنسبة لإخواننا في المحميات الغربية "اتحاد الجنوب العربي سابقاً" فالامتداد الطبيعي لهم تاريخياً وجغرافيا وسياسياً أن يكونوا جزءاً من حضرموت،لا أن تكون حضرموت جزء منهم، ولكننا لا نستطيع أن نصادر عنهم ما نطلبه لأنفسنا من تحقيق الإرادة فإذا كانوا قد اختارا لأنفسهم هوية وحضارة وتاريخاً ليس لها إلا بضعة سنين وأسموها الجنوب العربي، فإننا متمسكون بهوية وحضارة وتاريخ ودولة وأرض وثروة ومساحة لها آلاف السنين ولن نتازل عنها مهما كانت الظروف أو المبررات أو المغريات، وإذا رغبوا أن يكونوا جزء من حضرموت العظمى قدراً ومقداراً فمرحبا بهم وسنكون لهم عوناً بل منقذاً بإذن الله لحياة أفضل.

ما هي الخطوة الثانية للشيخ عبدالله بن محسن ؟

عبدالله بن محسن الكثيري لم يصنع شيئاً ما قمت به ممكن أن يقوم به وأكثر كل غيور على وطنه وأهله الخطوة الأولى والثانية على أهلنا وأبنائنا في حضرموت ثقوا بأن لكم قضية عادلة مستقلة، المجتمع الدولي فهمها وتفهمها ولم يبق عليكم سوى ثقتكم بانتصارها وإيمانكم بعدالتها وتفانيكم من أجل تحقيقها، سيروا على بركة الله ولا تلتفتوا لكل ناعق أو هارف بما لا يعرف.

رسائل لمن توجهها ؟

لإخوتنا قيادات وسياسي اليمن بشطريه قد مضى زمن التمويه والتعتيم على المجتمع الدولي أن حضرموت محافظة كبقية المحافظات وقعت ضحية فساد الأجنحة السياسية المتصارعة والمتعاقبة على الحكم، حضرموت اليوم كما هي بالأمس هوية وأمة وأرض وحضارة ودولة تم اختطافها منذ 46 عاماً فأدخلت قسراً في 1967م في اليمن الجنوبي ثم ضمت لليمن الموحد في عام 1990م عنوة، فيا سياسي اليمن وقياديها شمالاً وجنوباً إن كنتم صادقون على إقامة العدل وتحقيق الحرية ومحاربة الفساد وإقامة دولة الإنصاف، فلتتعاملوا مع حضرموت كشعب وهوية وصاحب سيادة كاملة على أرضه له من الشخصية والندية المطلقة والمستقلة عن اليمن بشطريه.

لأهلنا في داخل حضرموت: حان الوقت لاصطفاف حول مشروع وطني حضرمي موحد فقد أصبح من الواضح لديكم فشل جميع مشاريع التبعية والهيمنة والوصاية والتي أصبحت تتساقط كما تتساقط أوراق شجرة التوت، والمسؤولية قد تعظم على إخواننا في عصبة القوى الحضرمية كونها تعددية جامعة لعدد من المكونات والشخصيات الحضرمية وحاملة للملف السياسي للمشروع الحضرمي الواضح، أن تبادر وتسارع في استكمال تكويناتها وبلورت مشروع متكامل بمشاركة جميع أبناء حضرموت الأوفياء لوطنهم المخلصين لقضيتهم.

لأهلنا في المهاجر: حان الوقت لتعيدوا روابط التواصل والاتصال بوطنكم فإن أهلكم في الداخل معولين عليكم كثيراً، عليكم أن تستعيدوا دور المهجر الحضرمي قبل أكثر من مائة عام، إن أعظم ما يمكن تقديمه لأهلكم في الداخل عقد مؤتمر يجمع حضارم الداخل والمهجر والشتات تحت مظلة واحدة حضرموت أولاً ثم أولاً ثم أولاً.

الشيخ عبدالله بن محسن الكثيري أبو بندر شكراً على إتاحة هذه الفرصة ونسأل الله أن يحقق لشعبنا الحضرمي ولكل شعوب المنطقة كل الخير والفلاح وأن يمن على الجميع بنعمة الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.

شكراً أستاذ محمد على تحملك هذا العناء متمنيا لك التوفيق.

* كاتب وصحفي في صحيفة الطليعة والرأي العام الحضرمية في الستينات

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح