عرض مشاركة واحدة
قديم 06-25-2012, 02:08 AM   #505
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


العصبة الحضرمية من الأندلس إلى حضرموت.. تاريخ يتجدد لشعب وأمة

6/24/2012 د. عبدالله سعيد باحاج

بعد أن استقر المقام للمجاهدين الحضارمة في ديار الأندلس منذ القرن الثامن الميلادي عمل هؤلاء المجاهدون الحضارمة مع غيرهم من مجاهدي الإسلام على ترسيخ دعائم السلام والاستقرار والأمان في تلك الربوع، والمعروف إنّ الحضارمة المجاهدين قد قَدِموا إلى بلاد الأندلس كغيرهم من المجاهدين العرب والمسلمين من مناطق شتى لنصرة دين الحق،

وكانت الانطلاقة الأولى لمجاهدي حضرموت من موانئ حضرموت ذاتها في كل من الشحر وشرمه وقصيعر وحيريز وغيرها, وكذلك عبر صحراء ثمود والعبر ووصولاً إلى الحجاز وبلاد الشام ومصر ووادي النيل ثم برقه وشمال إفريقيا والتي منها انطلقت جيوش الإسلام لفتح بلاد الأندلس، وكان الحضارمة في مقدمة صفوف هذه الجيوش الإسلامية، وصدق الله وعده ونصر جنده وحقق للإسلام والمسلمين نصراً غالياً وعزيزاً وكريماً في فتح بلاد الأندلس.

وكان للحضارمة المجاهدين وذرياتهم مقام كريم وعظيم في تلك البلاد البعيدة عن وطنهم حضرموت، وكان الشوق والحنين إلى الوطن دافعاً لهم بإقامة ما يشبه الجمعيات أو المنتديات في زمننا الحالي ليجتمعوا ويتناولوا شيئا من قضاياهم وهمومهم في تلك الديار البعيدة عن الوطن، وكذلك فعل بعض العرب من الحجازيين واليمنيين وغيرهم, فظهرت العصبة الحضرمية في ديار الأندلس وبهذا المسمى نفسه, كما ظهرت العصبة اليمانية والعصبة الحجازية وغيرها.

وعندما أفِلَ نجم العرب في بلاد الأندلس واُجبروا على الخروج منها في 1492م بعد سقوط غرناطة في أيدي الفرنجة بزعامة فريدينان وايزبيلا فهاجر الحضارمة كغيرهم من العرب والمسلمين إلى شمال أفريقيا, واستقر المقام ببعض رجال حضرموت المغادرين للأندلس في الأراضي التونسية، ومن صلب حضارمة تونس هؤلاء ظهر المؤرخ وعالم الاجتماع عبدالرحمن ابن خلدون الذي اثبتَ وبخط يده نسبه الحضرمي.

واليوم وبعد مرور حوالي ألف عام من ظهور عصبة الحضارمة في الأندلس فإننا نعلن من جديد عن قيام عصبة الحضارمة في حضرموت, وذلك استلهاماً من تاريخ امتنا الحضرمية المجيدة وبلا عباءة جنوبية أو يمنية يتلفح بها ونستتر وراءها, بل حضرمية عربية إسلامية إنسانية, وكما كان أجدادنا في الأندلس أعلنوها صراحة عصبة حضرمية خالصة لخير الحضارمة ولخير من حولهم من الأقربين أو الأبعدين من شعوب الأرض كآفة.

ونصيحة نسوقها لحضارمة الحراك الجنوبي وإلى حضارمة التغيير اليمني.. ويلٌ لأمة لا تقرأ تاريخها, ويكفينا ما أضعنا من نصف قرن من الزمن جرى علينا ما جرى من طمسٍ وتشويهٍ في تاريخينا وهويتنا المثبتة في أصول الكتب, وأهم من كل ذلك المثبتة في وجدان وفؤاد وذاكرة كل حضرمي شريف على وجه الأرض.

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح