عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2005, 03:11 PM   #5
عبدالله الجعيدي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية عبدالله الجعيدي


الدولة :  النعيــــــــــــر
هواياتي :  الماء والخضرة
عبدالله الجعيدي is on a distinguished road
عبدالله الجعيدي غير متواجد حالياً
افتراضي من واقع تجربة مع المرض

من واقع تجربة مع المرض

كنت عايش في هدؤ وسكينة واطمئنان إلا انه و منذ ما يقارب من 14 عاما انقلبت حياتي راسا على عقب بسبب معاناة مع المرض كبيرة وكبيرة جدا فاقت حدود تحملي وطاقاتي . خسرت بسببها الكثير والكثير من المال قد يقيم مستوصف بكامل تجهيزاته بل وخسرت بسببها ما هو أهم من المال وهو حب وخسارة اوناس لا أتمنى أن اخسرهم يوما من الأيام بسبب ظروف قاهرة كان للمرض بل للأمراض دورا كبيرا فيها . اوناس لو طلبوا مني حياتي لفديتهم بها فكانت خسارتهم بالنسبة لي اكبر بكثير من معاناتي مع ما قدره الله لي من أمراض حلت باثنان من اقرب الناس إلى قلبي وهما والدي رحمة الله عليه وابنتي عافاها وشفاها الله تعالى . فلو اكتب هنا ما ارغب في كتابته لما استطعت تسطيره في أيام بل في أسابيع فقصة معاناة عمرها 14 عاما لن يسعفني الوقت في كتابتها بأيام . وهي باختصار أن لدي طفلة منذ ولادتها وهي تتردد على المستشفيات العديدة في كل من مدينة الرياض وجدة وصنعاء والمكلا وسيئون والقطن وحريضه وتحملت من العمليات والأشعة والتحاليل والأدوية ما يفوق الوصف والحسبان ترقدت في العديد من المستشفيات ولمرات عديدة لا نكاد عدد أيامها ان تحصي وفي نهاية المطاف أصيبت بفشل كلوي وهي الآن تخضع لعملية تنقية الدم أي الغسيل في مستشفى الشميسي بواقع مرتين او ثلاث مرات أسبوعيا بسعر 465 أربعمائة وخمسة وستون ريال سعودي للمرة الواحدة هذا خلاف مأتم صرفه من مبالغ طائلة في علاجها السابق على مدار 14 عاما .وفي .غمرة هذه المعاناة أصيب والدي رحمة الله عليه بعدة أمراض منها هذا المرض أي الفشل الكلوي وتم إدخاله في العديد من المستشفيات في كل من سيئون وصنعاء والقاهرة والرياض والمكلا واذكر في أحد الأيام بأنه كان يرقد على السرير الأبيض في أحد المستشفيات وابنتي ترقد في آخر ايضا بمدينة الرياض . وكنت اقتسم وقت الزيارتين بين الاثنان لكون كل منهم يحتاج إلى وجودي إلى جانبه . وكان وقتها سعر الغسلة الواحدة 1150 ريال . بعد ذلك غادر الي الوطن برغبته و إرادته وإلحاح منه ورافه بي فأخبرته بان مرضه يستدعي رعاية من نوع خاص وغسيل باستمرار إلا انه لم يكترث بالنصيحة وغادر إلى ارض الوطن و حيناها اشتد عليه المرض وسافر لغرض العلاج إلى صنعاء إلا أن أمر الله لم يمهله إلى الوصول إلى المستشفى وتوفي قبل هبوط الطائرة التي أقلته بدقائق معدودة .
هذه هي مقدمة بسيطة جدا لا تكاد تشكل 1 % 1000 من معاناة شخصي واحد فقط من ابنا حضرموت فكم من الناس مر بأكبر من هذه التجربة واقل . ألف . ألفان . ثلاثة آلاف .لا أحد يعلم عن الأرقام شيئا . كم صرفت من الأموال لا أحد يعلم كم عدد ابنا الحضارم الذين سافروا إلى الكثير من دول العالم للعلاج كم وكم وكم !! فلو كان هناك مستشفى أو مجمع متكامل في حضرموت هل سنتكبد معاناة التردد على المستشفيات خارج الوطن هل ستهدر ملايين الدولارات هل سنعاني من مشاق السفر وهموم الاغتراب هل سنلجأ إلى أن نستلف من فلان وعلان مبالغ طائلة قد يصعب تصديقها وتسديدها .
أخواني كم من الناس توفاه الله قبل أن يصل إلى وجهته لغرض العلاج . كم من الناس توفاه الله بسبب مرض قد يكون بسيط علاجه لعدم وجود مستشفى . كم من الناس توفاه الله دون أن تعرف علته انهم والله كثر لايكاد عددهم أن يحصى ومن ابنا حضرموت الحبيبة الطاهرة . كم من الناس في حضرموت لا يملك قوت يومه فما بالكم بعلاجه أو أحد أفراد أسرته فلو حلت باحد منهم كارثة كتلك التي حلت بي وبالكثير كيف سيدبر نفسه .اعرف أخواني شخص في الثلاثين من عمرة توفي قبل 4 شهور من الآن بسبب مرض في القلب وهو لا يمتلك 5000 ريال يمني علما بأنه يرغب في العلاج إلا انه لا يملك ما سيبلغه الي صنعاء فما بالكم بالعلاج والإقامة . هذا غير مصاريف عائلته التي تتكون من 5 أفراد . قصة تدمي القلوب والله العظيم فكم مثله من ابنا حضرموت . وكم أيضا من ابنا حضرموت لديهم أمراض لا يعرفوا عن تشخيصها شيئا لعدم وجود المشافي المتخصصة أو التشخيص الخاطي .
أخواني الأعزاء ما تسعى أليه الأخت الدكتورة الفاضلة فائزة النهدي مشروع جبار وعظيم جدا بل حلم نتمنى تحقيقه. وتحقيقه ليس صعبا على الإطلاق إذا تظافرت جهود الجميع صغير وكبير ذكر وانثى غني وفقير . تاجر وموظف
أخواني على كل منا أن يساهم في هذا المشروع الهام بماله ولسانه بقليلة أو كثيره . فمن ساهم بقليل اليوم قد يوفر غدا كثير أن حلت به نكبة كالتي حلت بنا لاسمح الله ولا اعتراض على قضا الله وقدره . فحضرموت فيها من الخيرين الكثير والكثير وعلى رأسهم شخصا ليس تاجر على الإطلاق ولكن له أيادي بيضاء ومساعي حميدة تصب في مصلحة حضرموت ويمتلك قلبا يتسع لكل ابنا حضرموت احتفظ باسمه و أتمنى له التوفيق وعسا أن يكون ما يقدمه في ميزان حسناته . وهنا أقول أن كل ابنا حضرموت أبنائه وقلبه الكبير سيتسع لهم جميعا حتى وان خذلوه فمثله يفتدى بالروح .كذلك الأخت فائزة النهدي هذه المرأة التي تعادل الآلاف من الرجال . والتي بعملها الجليل وتواضعها الجم رفعت رؤوس كل ابنا حضرموت رحم الله عملاق أنجبها . فكونوا جميعا معها ليتبلور مشروعها ويصبح حقيقة ماثله للعيان . وعلى الجميع أن لا يخذلوها في هذا العمل وعلى روؤسهم تجارنا ورجال أعمالنا في الداخل والخارج وكلي ثقة بأنهم سيحولون حلمها وحلم كل ابنا حضرموت إلى حقيقة ملموسة فبتضافرنا جميعا لن نهزم ومهما كان الحلم كبير سيتحقق أن شا الله فكونوا جميعا عونا لها ولمن يقف إلى جانبها. فلن يندم أحدا على الإطلاق ساهم في دعم هذا المشروع العظيم . اخواني لقد ابتعدت قليلا عن الانترنت إلا أن خبر هذا المشروع أعادني مؤقتا لادلو بدلوي واطلب من الجميع ان يدعموه وذلك من واقع تجربة مريرة ومريرة جدا مع الأمراض لا أتمنى أن يمر بها مسلم فما بالكم أن كان حضرميا . و للجميع شكري وتقديري .
  رد مع اقتباس