عرض مشاركة واحدة
قديم 08-18-2009, 04:01 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


بدأ حياته صرافاً ورحل عملاقًًاً
الإثنين , 17 أغسطس 2009
خالد بن محفوظ .. عبقرية مصرفية عبرت القارات


دمون نت / متابعات :

ودّع الوسط الاقتصادي السعودي رجل الأعمال البارز خالد بن سالم محفوظ ، الذي وافته المنية أمس الأحد 16 أغسطس في مستشفى "بقشان" العام عن عمر يناهز الستين عامًا، إثر أزمة قلبية مفاجئة داهمته في قصره الكائن بحي الأندلس في جدة.

ويعتبر خالد بن محفوظ أحد أهم رموز الإقتصاد في المملكة العربية السعودية ممن كان لهم دور كبير في بناء القطاعات الاقتصادية في المملكة، وهو المالك السابق للبنك الأهلي التجاري، وعضو الجمعية العمومية لمؤسسة عسير للصحافة والنشر.

ويعد خالد بن محفوظ الذي بدء حياته صرافًا واحدًا من أشهر وأهم رجال المال والبنوك في السعوديــة، وحصل على المرتبة 24 في قائمة أغنى 50 شخصية عربية في العالم للعام الماضي بثروة قدرت بنحو 3.2 مليارات دولار.
ولد خالد عام 1949م، وهو الابن الثاني لسالم بن محفوظ تاجر العملات الذي أسس أكبر وأهم مصرف في المملكة العربية السعودية، وهو "البنك السعودي التجاري الوطني"، وكان خالد هو الوريث لثروة أبيه في البنك طوال 20 عامًا.

وفي عام 1997م باع 20.7% من حصته في البنك بقيمة 1.8 مليار دولار أمريكي لمستثمرين سعوديين، وبعدها قام ببيع 50% من حصة العائلة لصندوق الملكية العامة السعودي، ثم في عام 2002م باعت العائلة مجددًا ما تبقى من حصتها لنفس الصندوق، وتولى خالد بن محفوظ إدارة مجموعة استثمارية عالمية في جدة مع أبنائه، واحتفظ بحصص كبيرة في شركات تطوير عقاري وشركات أخرى داخل وخارج المملكة، بما فيها "كابيتال انفستمنت" القابضة في البحرين، كما تتضمن محفظته الاستثمارية حصصًا في شركة "الثريا للاتصالات" الإماراتية، وهو أيضًا مستثمر في الشركة الأمريكية الرائدة "وورلد سبيس" المدرجة في ناسداك.

الاقتصادي الموهوب

ورث خالد بن محفوظ براعة في إدارة الأعمال عن والده سالم بن محفوظ الذي عرف بحكمته في اتخاذ القرارات الاقتصادية، وقد دعم خالد تلك الموهبة بدراسة معمقة وتخصص أكسبه أصول الإدارة الحديثة للمشاريع، فاستقرت أعمال البنك ومركزه التجاري وامتدت نجاحاته لتشمل قطاعات أكبر، ونطاقات أكثر اتساعًا وتميزًا.

وهو بذلك يعتبر واحدًا من الاقتصاديين القلائل الذين جمعوا بين الموهبة الموروثة في التعامل مع الناس وكسب ثقتهم عن جدارة، وبين المعرفة التي أصقلت موهبته وجعلت منه تركيبة اقتصادية نادرة، تتبع أرقى مدارس الإدارة, وقد عكست النجاحات التي حققها خلال إدارته للبنك الأهلي التجاري سابقًا وعلى مدى 15 عامًا ما كان يتمتع به من فكر اقتصادي متميز يسعى إلى خدمة المجتمع والاقتصاد الوطني إلى جانب تحقيق العائد الربحي.

ومن أهم المشروعات الاستثمارية التي أقامها بن محفوظ "مركز المحمل التجاري" والذي يقع في قلب مدينة جدة، ويعد من معالمها الحضارية، ومستشفى السلامة سابقًا (مستشفى الملك فيصل التخصصي حاليًا)، ومستشفى "طيبة" بالمدينة المنورة، والمجمع الخيري بأبها، والذي تكلف أكثر من 200 مليون ريال، هذا إضافة إلى استثماراته الرائدة في القطاعين العقاري والصناعي.

وساهم الراحل لسنوات طويلة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية عبر البنك الأهلي التجاري، فقد كان وراء العديد من المشاريع التنموية في مختلف المجالات في مدينة جدة، وخارجها، كما لعب دورًا بارزًا في حل الكثير من المشكلات التي تعرض لها رجال الأعمال في المملكة، وأسهم في العديد من المشروعات الخيرية مثل بناء مركز "الكشف ومعالجة أورام السرطان" الذي تبرع له بأكثر من 23 مليون ريال، ودعم طلاب المنح في جدة خاصة في مجال البحث العلمي، وكذلك دعمه للأبحاث الاقتصادية والمؤسسات الصغيرة.

ضريبة النجاح

وقف خالد بن محفوظ بصلابة في وجه كل المحاولات التي سعت إلى تشويه سمعته من قبل بعض الكتاب ووسائل الإعلام في الغرب، خاصة تلك الاتهامات التي ربطته بتمويل الإرهاب، أو الإسهام في عمليات بنكية غير مشروعة، واختار الرجل أن تكون المواجهة بينه وبين خصومه في ساحة القضاء لتأكيد براءته، وكشف ادعاءات متهميه، وحصل على عدد من الأحكام المتتالية ضد خصومه مرة تلو أخرى، فقد حصل على حكم قضائي ضد الكاتب "مايكل غرين"، مؤلف كتاب "حصاد الدوامة"، وناشر الكتاب "دار بلوتو للنشر"، وحصل بعدها في ساحة القضاء البريطاني أيضًا على حكم آخر ضد كلٍّ من المؤلفة الأمريكية "ريتشل إهرنفيلد"، مؤلفة الكتاب الشهير "تمويل الشر"، والناشر "بونس بوكس إنك"، وقضى الحكم بدفع 10 آلاف جنيه إسترليني كتعويض عن الضرر، كما أمرتهما المحكمة بدفع تكاليف مؤقتة قدرها 30 ألف جنيه إسترليني، ومنعهما من تكرار مثل هذه المزاعم المسيئة للسمعة، ولم يكتف خالد بن محفوظ بالحكم الذي صدر له في لندن ضد الكاتبة الأمريكية، وإنما ذهب لملاحقاتها قضائيًّا في عقر دارها بالولايات المتحدة.


وفي يناير عام 2004م كسب بن محفوظ قضيته الشهيرة التي رفعها في المحاكم البريطانية ضد صحيفة "ميل أون صنداي" البريطانية ومسئول التحرير "بيتر رايت"، والصحافي "جيرمي بيتون"، والذين اتهمهم بالقذف والتشهير بحقه، وأعلنت المحكمة العليا في لندن عن التعويض المالي والاعتذار الكامل المقدمين من الصحيفة، إضافة إلى نشر اعتذار رسمي بها، وقد تبرع خالد بن محفـوظ بمبلغ التعويض إلى صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة "يونيسف".

وكانت هذه الصحيفة قد نشرت مقال في أكتوبر من عام 2002م بعنوان "مصرفي من تكساس تابع لابن لادن يطارد بوش" زعمت فيه وجود علاقة مصاهرة بين خالد بن محفوظ وأسامة بن لادن، وأن بن محفوظ شارك في تمويل أنشطة بن لادن الإرهابية، وقد قبلت الصحيفة بعد مقاضاتها الإقرار بأن جميع المعلومات التي وردت في المقال عارية تمامًا عن الصحة، وأن خالد بن محفوظ لم يكن صهرًا لأسامة بن لادن، وأنه لم يقم في أي وقت من الأوقات بتمويل أية أنشطة إرهابية. كما أقرت الصحيفة أن خالد بن محفوظ قد استقال من مهام منصبه في "البنك الأهلي التجاري" لأسباب صحية، وتقدم دفاع الصحيفة بخالص الاعتذار عن كافة الأضرار الأدبية والمعنوية التي لحقت بخالد بن محفوظ وعائلته من جراء هذه الادعاءات الكاذبة، كما أكد الدفاع أن كلاًّ من الصحيفة والصحفي صاحب المقال يتعهدان أمام هيئة المحكمة بعدم تكرار أو ترديد تلك الادعاءات.

وقدمت أيضًا مطبعة "جامعة كامبريدج" اعتذارًا شاملاً للشيخ خالد بن محفوظ كتسوية في قضية قذف وتشهير بعد نشرها كتاب بعنوان "الصدقات للجهاد" عام 2006م تضمن إساءات وادعاءات حول علاقة الرجل بتنظيم القاعدة وزعيمه، وقد أقرت المطبعة ببطلان هذه الادعاءات بعد مقاضاتها.

وقد عكست تلك القضايا ما كان يتحلى به الراحل من جرأة وشجاعة، واعتبرها الكاتب محمد صادق دياب في مقال له بجريدة الشرق الأوسط بتاريخ 23 فبراير 2009م موقفًا مشجعًا للكثيرين ممن أسيء إليهم من الأبرياء، على أن يقتدوا به، وقال في هذا الصدد: "طابور الأسماء في قوائم الاتهامات الغربية ربما تضم الكثيرين، لكنهم لا يمتلكون شجاعة ابن محفوظ، وجرأته، وثباته".

** إعداد :
وحدة الخدمات الصحفية - مركز البحوث والدراسات الإعلامية
[email protected]

نقلا عن شبكة الإعلام العربية " محيط "
  رد مع اقتباس