[أبوعوض الشبامي]

.


الحديث عن ( باب الحافة ) متصل....!!

وفي الحويف ( الحافات ) قصصا كثيرة في تراثنا الحضرمي ، على الرغم من أن السلطان صالح بن غالب القعيطي قد صدر سنة 1945م اعلانا سلطانيا تحت رقم 35 نص فيه إلغاء جميع الحدود بين الحويف والسماح بحق المرور لكل أهل حافة في أي شارع كان ، إلا أن ذلك الإعلان ظل حبرا على ورق .

حيث غدت الحافة في الثقافة الشعبية الحضرمية هي الوطن بحدوده ومواطنيه ومصالحه التي يجب الدفاع عنها بواسطة ( فتوة ) الحارة شبانها وشيبها ، تمتدحه شعراءها ، وتفتخر به نساءها واطفالها ، و للحافة طبول أفراحها من ( هاجر ومراويس وطاسة ) وغيرها من لوازم الأفراح والاحتفالات ، ولها حليها ومواعينها الخاصة بعدة الطبخ والولائم .
ولكل حافة ( مقدم ) وربما قسم المقدم الحافة إلى أرباع وعين لكل ربع مقدم قيل له ( مقدم ربع ) ، ولمقدم الحافة اليد الطولى في الأمر والنهي وعلى سكان الحافة السمع والطاعة له ، ويتولى مهام الصلح بين سكان الحافة ، والاصلاح بين الزوجين ، والقيام بالأعمال الخيرة ، وهو بالطبع يعرف عن سكان الحافة الصغيرة قبل الكبيرة .

وربما دخلت حافة مع حافة أخرى ( معركة ) بسبب تجاوز عدة الشبواني حدود إحد الحويف ، والذاكرة الحضرمية لازالت تتذكر كثيرا من تلك الاشتباكات العنيفة التي كانت تدور بين بعض الحويف ، من أهمها العداء التقليدي بين حافتي ( عقل باغريب ) و ( عقل باعوين ) حيث جرت آخر الإشتباكات سنة 1961م وقد جاء في صحيفة الطليعة العدد رقم 105 تاريخ 29 يونيو 1961م في الصفحة الأولى خبر تلك الاشتباكات ، التي جرت أثناء زيارة السيد سالم بن عمر بالشحر ، ويعود السبب كما ذكرت الصحيفة الحضرمية ( الطليعة ) أن ( عدة الشبواني ) لحافة ( عقل باغريب ) مرت بالقرب من حدود حافة ( عقل باعوين ) ودارت بين سكان الحافتين الاشتباكات بالعصي ، واسفرت تلك الاشتباكات عن جرح 4 اشخاص ، وتدخلت الشرطة السلطانية وفرقت المشتبكين بالقوة ، وحظر إقامة المهرجانات الشعبية في الشحر .

وعلى إثر تلك الحادثة المؤسفة التي جرت وقائعها بين الحافتين ( عقل باغريب ، وعقل باعوين ) تقدم عدد من الأهالي بعريضة الى السلطان عوض بن صالح القعيطي يطالبون فيها التأكيد لإعلان الرسمي رقم 35 الصادر سنة 1945م والعمل بصرامة على تنفيذه وتطبيقه الى حيز الوجود .

.