عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2011, 08:35 PM   #9
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي



لازال ( باب الحافة ) مفتوحا ، ولازلنا في ( حافة العبيد ) مع حكاية العبيد ( الحضارمة ) وقصة رفضهم لتحريرهم ...!!

بدأ إنجرامز في عام 1937م خطوات عملية في اصدار تشريع يحرم تجارة الرقيق في حضرموت ، ويسعى الى تحرير العبيد ، ذلك بعد أن بحث مع السلطان علي بن منصور الكثيري والأمير علي بن صلاح القعيطي وأسياد العبيد عدة مقترحات. وناقش هذه المقترحات مع السلطانين القعيطي والكثيري وأقروا اتخاذ الخطوات الآتية :

1- حظر بيع وشراء العبيد، وأن أي بيع أو شراء للعبيد بعد الآن يعد غير شرعي
2- يجب على جميع مالكي العبيد أن يسجلوا عبيدهم عند أقرب من يمثل حكومتي القعيطي والكثيري، وسوف لن يعترف بملكية أي عبد لا يتم تسجيله.
3- يجب على العبد الذي يرغب في نيل حريته أن يقدم طلبا إلى اقرب من يمثل حكومتي السلطانين القعيطي والكثيري.
4- يجب عدم إعادة العبد الذي يفر من سيده، والأرقاء الذين يرغبون في نيل حريتهم يمنحون وثيقة تثبت ذلك ويجب عدم إجبارهم للعودة إلى أسيادهم.
5- الأسياد الذين يمنحون عبيدهم حريتهم، ويرغب هؤلاء العبيد العمل عند أسيادهم يمنحون وثائق مصدق عليها ومسجلة عند أقرب من يمثل السلطانين القعيطي والكثيري.

وقد تمت أكبر عملية تحرير للعبيد عام 1940م عندما أعلن السلطان صالح بن غالب القعيطي عتق جميع عبيد الحكومة القعيطية. وقد أراد إنجرامز بهذا الإعلان أن يحقق أهداف عدة منها: تحرير العبيد، وتنظيم الجيش، وخفض النفقات.

ولك ايها القارئ أن تتصور أن عبدا يرفض الحرية ، ويرفض التحرير .... ذلك ما كان في حضرموت فقد رفض العبيد قرار التحرير. وأعلنوا التمرد والعصيان، على قرار تحريرهم وعتقهم ، إلا أن السلطان أمربقمع هذا التمرد، وتم تحرير العبيد بالقوة.

ولعل الأسباب التي دفعت العبيد لرفض الحرية والثورة ضد قرار العتق هو:
فقدانهم للنفوذ والامتيازات التي كانوا يتمتعون بها.إذ كانوا مدللين وهم لا يتقنون شيئا غير الجندية، لهذا كان يطلق عليهم لقب ( عيال المقام ). إذ أن كل عبد من عبيد السركال ( أي الحكومة ) صبيا كان أو رجلا. ذكرا كان أو أنثى. يعطى له كيلا مقدرا من الذرة، يكفيه مدة الشهر كله ( تسمى كيلة السركال ) . بل كان هذا المقدار الذي يعطى له يزيد على كفايته، فيبيع الزائد، ويشتري له ما يريد من السمك واللحم والرز والسمن والخضرة وكل مايشتهيه. فإذا ولد له مولود، أسرع أبوه إلى كراني السركال ( أي الكاتب ) وسجل اسمه، وأجرى لزوجته مصاريف خاصة مدة النفاس. مصاريف كاملة بدون بخس، ويعطى للمولود كيلة شهريا، وكذلك مصاريف الختان. وكان من عادة السلطان الانعام عليهم والقيام بجميع نفقاتهم من دون تقتير، ولم يكلفهم بأعمال شاقة. بل أن أكثرهم كانوا فارغين من أي عمل.

فبعد تحريرهم ساءت أوضاعهم فامتهنوا مهنا لم يألفوها، عمال بناء، وسقاية الماء وغيرها، والبعض قبل بالوضع الجديد، فأعيد تجنيده في الجيش والشرطة.
وهذه الخطوة أدت إلى تحرير مجموعة كبيرة من العبيد، وتلتها خطوات لتحرير عبيد الخدمة المنزلية. فقد حرر بعض الأسياد عبيدهم باختيارهم، والبعض الآخر حرروا عبيدهم بعد أن فرض عليهم إنجرامز ذلك. فقد كان يرسل إليهم بواسطة السلطان رسائل يخبرهم فيها أن عبيدهم أصبحوا معتوقين بموجب إعلان تحرير العبيد، والعبيد مخيرون، أما أن يبقوا مع أسيادهم أو يسافروا، وبهذه الطريقة تم تحرير مجموعة من العبيد في سيؤن وتريم وغيرها من مناطق الدولة الكثيرية. وفي دوعن كذلك تمت مثل هذه العملية، فتحررت مجموعة كبيرة من العبيد، هاجر معظمهم إلى الحبشة وكينيا وبعضهم إلى السودان والسعودية، وبقي البعض الآخر عند أسيادهم.




.
التوقيع :
  رد مع اقتباس