[الحضرمي التريمي]

أما هذه الملل الكفرية التي ذكرتها لك في شأن تفرقها وأختلافاتها فيما بينها ففي هذا الأمر يفوق ماهو عند المسلمين ياعزيزي وأدلته مذكورة في كتاب الله في آيات كثيرة وثبت عنه صلى الله عليه و سلم أن أخبر ذلك 0
فعند النصارى إختلافات كثيرة في الأناجيل وفي المسيح عليه السلام وكذلك اليهود وأختلافهم مع رسلهم و قصصهم قصها القرآن في سور متعدده من كتاب الله تعالى منها :
قال تعالى{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ } (7) وقال تعالى (8) : { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } (9) وقال سبحانه : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ } (6)
إلى غير ذلك من المواضع 0
كذلك المجوس عبدة النار لا يخفى عليك شأنه وفرقها الكثيرة في الهند والصين وغيرها من البدان والحاصل يا عزيزي هذا الأمر ليس مقصوراً كما تظن بالمسلمين وحدهم وهذه سنة الله في خلقه ليبين الخبيث من الطيب 0
والصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق والموحد من المشرك والمتبع من المبتدع ولله حكمة في ذلك لانعلمها نحن 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في إقتضاء الصراط المستقيم :قال سبحانه : { وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ } (1) وهم : اليهود والنصارى ، الذين افترقوا على أكثر من سبعين فرقة ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن متابعتهم ،في نفس التفرق والاختلاف ، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد أخبر ، أن أمته : ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة 0
افترقت اليهود على إحدى أواثنتين وسبعين فرقة وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة . ]
[ افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعين في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وإحدى وسبعين في النار والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وثنتين وسبعين في النار قيل يا رسول الله من هم قال : هم الجماعة ] . ( صحيح )