عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2015, 02:14 PM   #86
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


السبت 15 أغسطس 2015 12:50 صباحاً

عصر الفتوحات الشمالية للجنوب انتهى


د. مروان هائل عبدالمولى
صفحة الكاتب
الوحدة والفيد وجهان لعملة واحدة
الرجولة والأخلاق صفات غائبة عن مليشيات الحوثي وعفاش
مؤتمر الرياض ..ولاءات جديدة أم طابور خامس ؟
كيف تصبح حوثي عفاشي في خمسة أيام
الدبلوماسية الجنوبية القادمة و الجيوسياسية الساحلية
----------------------------------------------------

غالبية شيوخ وإفراد قبائل الشمال ممن ضاقت بهم جبال و كهوف مران وسنحان وصعده وعمران و ممن يتخذون من أقبية الظلام والكهوف منطلقاً لزرع الرعب والقتل أينما حلوا , يحملون حقداً كبيراً لا حدود له وتجاوز منطق الإنسان تجاه الجنوب و شعبه , فحلم تلك القبائل هو تحويل الجنوب إلى ولاية تابعة للإمبراطورية القبلية الشمالية و هو ما لا يقبله الجنوبيين ويرفضونه بشده , لأن هذه القبائل المطرودة من كل الخرائط الجغرافية ومن كل عقد التاريخ الإنساني ويغيب عنها مفهوم الوطنية مشكلتها إنها تحب العزلة وتعيش على العنف والصراعات والفيد و لا تستطيع أن تستوعب إلا شكلا واحدا ونوعا واحدا من الأعضاء في تكوينها وهذا المستوى الهابط من الفهم الاجتماعي يجعلها غير قادرة على الاندماج في المجتمع أو التخلص من ردود الأفعال الحاقدة تجاه أي تطور إنساني ومدني مرتبط بالجنوب وسكانه المعروفين بعلمهم وفنونهم وتحضرهم ورقيهم الإنساني , الذين ظلوا على مدى التاريخ يرفضون همجية وبربرية تلك القبائل , التي تدق أجراس الحروب فقط ضدهم وتقوم بإرسال أبنائها المشبعين بكل الحقد والكراهية إلى مدنهم تحت مسميات دينية باطله ليقتلوا دون رحمه أبنائهم الصغار والكبار ويدمروا البنى التحتية وينهبوا كل ما تطاله أيديهم , حتى البلاط الأرضي للفنادق والبيوت في عدن.



القبائل في الشمال , هي قبائل فيديه وقد تفوقت على الدولة والوطن لاحتلالها الجزء الأكبر من الولاء والانتماء والهوية والاقتصاد والسياسة , والنظام السياسي هناك قبل الوحدة فشل فشلا ذريعا في إذكاء وإنعاش روح الوطنية والانتماء للوطن وسط أبناء القبائل أو تغيير العقليات القبلية المريضة والبالية , التي البعض منها وصل إلى رأس السلطة والوزارات و ساهم مساهمة كبيرة في الدعم القبلي وربطه بالمصالح المادية والمعنوية الأمر الذي ساعد في تقويتها وعرض عضلاتها , كما أن القبيلي هناك سوى كان متعلم أو جاهل انتمائه أولا وأخيرا للقبيلة فهو لا يعرف معنى الوطن ولا المواطنة و دائم الحركة وراء الفيد من القبلية و الشيخ , الذي يغزو القبائل والمناطق والمدن الأخرى ويأخذ أهلها عبيدًا، بعد أن يقتل القادرين على القتال منهم ويستولى على الأرض والثروات ، ثم يتحرك إلى مناطق جديدة اخرى ليغير عليها، لأنه لا يعرف معنى الارتباط بالأرض وأعمارها، والعالم بالنسبة لعقله الصغير قابل للغزو بالجهاد عند القدرة والتمكين، ولأنه الغريب الجاهل غير المواطن أكثر ما يشغل باله هو الفيد وإلغاء المواطنة بشكل تام وخاصة عن المواطنين الأصلاء الممتدين بأصولهم التاريخية في عمق البلاد والتاريخ , الذين إذا لم يخضعوا لقبيلته وقراراتها فأنهم يصبحون مكروهين ومنبوذين ومنفيين وخارج الامتيازات وهو ما يعني الاستبداد المطلق القبلي في منظور علم الاجتماع السياسي , وهو ما حصل مع أبناء الجنوب وبالذات منذ حرب 1994 بداية الفتوحات الإسلامية الشمالية للجنوب بقيادة المخلوع صالح , الذي تحالف مع الشيخ الديني الزنداني و تحت مسمى الجهاد وكذبة تحرير الجنوب من الملحدين الشيوعيين تم إصدار فتوى دينيه ظالمه من قبل المدعو الديلمي , التي أجاز فيها كل المحرمات لأبناء القبائل القادمة من الشمال من قتل للجنوبيين والاستيلاء على أرضهم وطردهم من وظائفهم ومساكنهم .



الفتوحات الإسلامية الشمالية للجنوب عادت من جديد في ٢٠١٥ وبقيادة المخلوع صالح أيضا , ولكن مع الحوثي , شيخ قبلي وديني جديد سمى نفسه قائد المسيرة القرآنية جاهل فاشي من خارج التاريخ والعلم وجد ضالته للوصول للسلطة مع رئيس سابق مخلوع لدولة بائسة ويائسة وفاشلة بكل المقاييس وأتباعهم من نفس ألعجينه ومن نفس مناطق التخلف والبربرية , التي جاء منها تتار فتوحات صيف 1994 , ممن يحملون كل أشكال الحقد للجنوب وأهله , وهؤلاء الفاتحين الجدد جاءوا إلى هذه الحرب تحت شعار ديني جديد كاذب كالعادة , ألا وهو نصرة الإسلام في الجنوب وتحريره من التكفيريين و الدواعش , وقد أدت فتوحات ٢٠١٥ الإجرامية القذرة لهؤلاء التتار الجدد في الجنوب إلى مقتل ٣٠٠ طفل و١٥٦ امرأة و ١٥٠٠ من الشباب و جرح ١٠٠٠٠ غالبيتهم من المدنيين العزل , كذلك توفى العشرات من كبار السن في منازلهم , بسبب نقص الأدوية والغذاء والماء , كما قصفت و دمرت فتوحات تلك الجحافل الحاقدة البنى التحتية والمعالم التاريخية و محطات توليد الكهرباء ومضخات المياه ومصافي البترول وزرعت الآلاف من الألغام في الشوارع وإمام منازل المواطنين وفي مطار عدن الدولي والميناء والمتنزهات والشواطئ والجبال والوديان والصحاري وحتى تحت جثث القتلى, وهذه الزيادة الرهيبة في معدل الإجرام والإبادة لهذه المليشيات الحاقدة لم يأتي من فراغ , بل بسبب الهزائم المتلاحقة التي تلقتها في مدن الجنوب على أيدي أبطال المقاومة الجنوبية , الذين كسروا شوكة هذه القبائل الدموية وعرفوها مكانتها وحجمها الصغير , واليوم لا نسمع ولا نشاهد في الأخبار غير الخيار الاستراتيجي لهذه العصابات , واتضح أن خيارهم هذا معناه الفرار الجماعي والاستسلام الجماعي وهو خيار وحيد و إجباري أو مواجهة الموت , كما أن أفضل الدروس القوية , الذي تعلمته هذه القبائل الإجرامية على أيدي أبطال المقاومة الجنوبية , هو أن الجنوبيين يملكون إرادة قوية ويستطيعون الدفاع عن أرضهم وأنهم لن يقبلوا بعد اليوم أن تدنس هذه القبائل البربرية مره أخرى أرضهم لأن قواعد الحرب والسلم تغيرت و الخيار الاستراتيجي الحقيقي والأوحد الباقي ألان هو بيد الجنوبيين , إما الخروج أو البقاء تحت مظلة الوحدة مع أخ لا شغل له سوى كيفية القضاء على الهوية الجنوبية وتحويل الجنوب وشعبه إلى إرث للفاتح القبلي ونسله .



اقرأ المزيد من عدن الغد
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس