الموضوع: أتركيني
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-12-2012, 11:34 PM   #16
محمد سعيد بن مخاشن
نائب مشرف عام قسم الأدب والفن

افتراضي

كلنا يعرف القصيدة العمودية أو الكلاسيكية أو التقليدية القائمة على وحدة القافية والوزن والبناء المتكون من صدر وعجز. أما قصيدة الشعر الحر أو قصيدة النثر أو قصيدة التفعيلة فيجهلها الكثيرون ويعتقد البعض منهم أن كونها قصيدة (( حرّة )) فهذا يعني التحرر من قيود الوزن والقافية؛ وبطبيعة الحال لا يمكن التحرر من قيود حسن السّبك وإختيار وإنتقاء الألفاظ والمعنى.

لكن حتى الوزن والقافية في القصيدة الحرة لا يمكن التخلي عنهما وإن كانـت القافية ( بمعناها الضيّق في القصيدة العمودية ) تحل محلّها قافية من نوع آخر ألا وهو الجَرْس أو النّغم الموسيقي للقصيدة ككل. لن أتوسّع الآن أكثر من هذا ولكن خذوا مثالا واحدا للشاعر إسماعيل خليل الحسن:

************************************************** ***************




لست الذي يعاتب الصّلصالْ


إذ يفضح الأسرارْ

لكنّني أحـارْ



لسرّهـا المدفون: كيف لا يصدّع التمثالْ


و كيف للأمصـــارْ


أن تستعــذب الأغلالْ



و كيف للمدمن في ناصية المقهى



أن يصبح الثرثارْ

في الجمــالْ


في الخيــالْ


في النّـُضــارْ



في النـُّثـــارْ


لاحظ الكلمات التي لوّنت بلون واحد. هل تستطيع أن تستكنه طريقة تكرارها؟ وماذا لو زادها الشاعر أو أنقص منها؟ أظن أن قصيدة التفعيلة قد تكون أصعب من القصيدة العمودية فليحذر الجميع.
  رد مع اقتباس