[مسرور]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأميـــ الدلّوعة ـــــرة [ مشاهدة المشاركة ]

في اللغة العربية المتخصصون يضيفون بعض الكلمات المتداولة بين الناس يجيزون الى المعاجم وسؤالى هو هل نستطيع ان نضيف امثال جديده ؟ شكرا لك .

الأميرة الدلوعة

بداية دعيني أقتطف لك شيئا مما جاء في كتاب إعادة قراءة التاريخ للدكتور قاسم عبده قاسم الذي صدر مؤخرا ضمن إصدارات مجلة العربي :

يتضمن الموروث الشعبي مختلف أنماط الإبداع التلقائي للشعوب والجماعات سواء كانت بدائية أو متحضّرة وبعبارة أخرى فإنه يشتمل على كل ما تم إنجازه عن طريق استخدام الأصوات والكلمات في أشكال نثرية أو في أشكال غنائية شعرية وسواء كانت غناء أو حكاية وسردا بما تتضمنه من الإعتقادات الشعبية أو العادات والتقاليد أو الخرافات والحكايات التي تبرر سلوكا إجتماعيا أو نظاما أخلاقيا أو ممارسة إجتماعية أو نظاما أخلاقيا أو أغاني أو أناشيد ، ومن خلال هذا كله يحمل الموروث الشعبي رؤية الشعوب لأصولها ولأحداث تاريخها وأبطال هذا التاريخ كما يحمل تفسيرا طبيعيا للظواهر الطبيعية في البيئة التي كانت مسرحا للنشاط الحضاري عبر التاريخ ويتضمن علاقة كل شعب بغيره من الشعوب ورؤية هذا الشعب للكون وللأشياء والعلاقات داخل هذا الكون .


بعد هذا التعريف وعطفا على سؤآلك الهام للغاية :

نعم نستطيع إضافة أمثال وقصص خرافية إلا أنها هادفة في مضامينها ورقصات تطويرية أخرى جديدة إلى موروثنا الشعبي ، وستدخل الأمثال والقصص إلى التداول الفعلي وستكون مضربا للأمثال أما الرقصات فتطويرها لا يعني شيئا وسيبقى الناس متشبثون بما توارثوه من أسلافهم كتقليد يشبه تقليد أداء الصلاة التي لم يرد تفصيلا بالكيفية التي تمارس بها واكتسبها الخلف من السلف تقليدا وتوارثا ....


مما يروى من الخرافات المستحدثة التي دخلت الموروث الشعبي اليمني أن رجل الأعمال اليمني الشهير هايل سعيد أنعم ( يرحمه الله ) الذي بدأ حياته كعامل بسيط في ميناء عدن وأسس امبراطورية مالية ضخمة أوصى بأن تبرز يده خارج كفنه ويدفن على تلك الصورة في إيحاء منه لمن سيشهدون دفنه ومن سيتداولون حكايته من أبناء الأجيال اللاحقة أنه دخل الدنيا معدما وخرج منها معدما ولم يدفن معه شيئا مما اكتسبه من حطامها ... الرواية تخدم أهداف وغايات عدة رغم أنها غير صحيحة وتتخالف مع مادرج عليه المسلمون في طريقة دفن موتاهم والهدف منها العبرة فقط وأن الإنسان مهما أكتنز من الأموال فسيخرج من الدنيا صفر اليدين ولن يواجه شيئا في آخرته سوى أعماله التي قدمها في حياته إن خيرا أو شرا ، وتعتبر وصية هايل سعيد أنعم إضافة إلى ما تزخر به كتب التراث من قصص مشابهة ولم يرد بها جديد خلاف أنها تحمل في طياتها تجديدا لحقائق ثابتة غير منكورة .... من جانب آخر فالفرص مهيأة أمام الشعراء ورجال الفصاحة والبيان والتجارب الحياتية لإضافة أمثال جديدة إلى موروثنا الشعبي تكون نتاجا للتجربة وليست خبط عشواء ، فقولهم ( مثلا ) فلان مثل ولد باشنفر مثل مستحدث ودخل إلى حيز الإستخدام الفعلي في المقارنة والتشبيه قبل عدة عقود على اثر بروز نجم باشننفر في مجال التجارة والثراء الفاحش ومن يتصنع الثراء أو يحاكي الأثرياء يوصف بأنه مثل أبن باشنفر أو مقلدا له ، وكان الشاعر حسين أبوبكر المحضار ( يرحمه الله ) ممن أدخلوا أمثالا جديدة إلى موروثنا الشعبي وصهرت ضمن موروثنا الثقافي ومن تلك الأمثال قوله : ياليافعي غشوك بالزعتر في دلالة على أن النقاء والصفاء كميزة تسقط إذا خالطها ما يؤثر ويطغى عليها ويكسبها صفة أوصفات بديلة مغايرة لحقيقة الشيء ومعدنه ... يضاف إلى ذلك قوله في المقارنة والتشبيه والتمايز : النقش في الساج يصلح والحجر ما يصلح النقش في عود العشر وكثير من الأمثلة التي وردت في قصائدة بتلقائية تامة وستدرج ضمن الأمثال المستحدثة في موروثنا الشعبي في أي توثيق لاحق ومجدد للموروث الشعبي أتت كنتاج للتجربة والممارسة الفعلية ولم تأت عبثا ..... والإستحداث ليس قصرا على المحضار وسبقه شعراء آخرون لا مجال للإستشهاد بإضافتهم إلى الموروث الشعبي .


سأكتفي بما أوردت راجيا أن أكون قد أجبت على سؤآلك والمجال مفتوح لبقية الرفاق للإدلاء بدلائهم في هذا الموضوع التراثي .

وسير وتخبّــــــــــــــــر



ابوبكر سالم - سير و تخبر




سلام .