عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2010, 04:21 PM   #126
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


التأثر والتأثير في محاضرة الشبيلي !

المكلا اليوم / كتب: عبدالله باجبير2010/11/14

استمتعت واستفدت كثيرا من محاضرة الصديق الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلد الحرمين الشريفين، وبرحلته التي أخذني إليها من خلال كتابه “ثلاثة أيام في بلاد الأحقاف”. وأعادني إلى تاريخ قديم لم أشهده، فأنا أعرف أن أجدادي هاجروا من حضرموت قبل أكثر من 200 عام.. حيث استوطنوا “جدة” وحيث أصبحت سعوديا قلبا وقالبا، وإن كانت لي جذور حضرمية.


يتحدث الدكتور الشبيلي من خلال رحلته فيكتب: لـ “حضرموت” الواقعة في جنوب الجزيرة العربية، موقع خاص في نفوس أهل الجزيرة كافة. ونفوس السعوديين بخاصة، فقد كان الحضارم أول من فتح السعوديون أعينهم على وجودهم بينهم، وشهد “الحجاز” بشكل خاص هجرات حضرمية على مر العصور، وكان من أقدم ما عرف في عصر النبوة، واستمرت عبر التاريخ تحدوها الرغبة في طلب العلم بجوار الحرمين الشريفين، أو البحث في سبل الرزق، وقد شهد منتصف القرن الماضي هجرات أوسع لكثير من الأسر الحضرمية المعروفة التي أسست بيوتات تجارية شهيرة في مكة المكرمة وجدة، من أمثال أسرة بن محفوظ في مجال الصرافة وبقشان في مجال التجارة والتوكيلات، وبن لادن في مجال المقاولات والتعهدات وغيرها الكثير.


ويقول الدكتور الشبيلي في محاضرته مدللا على مدى التأثير المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين إن من الطبيعي وقد انتشرت الهجرات الحضرمية إلى مكة المكرمة وما حولها أن تصطبغ الحياة الاجتماعية ببعض مظاهر التراث الحضرمي الاجتماعي والمادي والفولكلوري، ومن هنا يستطيع المراقب أن يلحظ التشابه في الأسواق والبيوت والعمران والملابس والفنون وبعض أنماط العادات والتقاليد الاجتماعية في جدة والمكلا.


ويضيف: “والكلام نفسه يقال عن الأدب والتعليم في الحجاز اللذين ظهر فيهما أعلام، من أمثال حسين باسلامة وعبد الله بالخير وصلاح البكري ومحمد سعيد العامودي ومحمد سعيد باغفار وعلي حسن فدعق ومحسن باروم وعبد الله حسن الجفري وأحمد عمر بافقيه والدكتور محمد علي البار والدكتور محمد علي الحبشي ومحمد سعيد باعيس والدكتورة خيرية السقاف والدكتور محمد أبو بكر حميد ومحمد أبو بكر باذيب والدكتور أبوبكر باقادر وحسين بافقيه وعبد الله محمد باشراحيل وعبد الله باجبير”. مع أن أسر الكثيرين منهم اندمجت منذ قرون في المجتمع الحجازي. ومع أن معظمهم أتى إلى الحجاز وهو صغير أو ولد فيه، فإن ثقافة هؤلاء تعد في الحقيقة حجازية أو مختلطة أكثر من كونها حضرمية صرفة.


ويطرح الإعلامي والباحث السعودي الدكتور عبد الرحمن الشبيلي سؤالا عن مدى التأثر الذي يحدثه أو يتلقاه أحد الإقليمين من الآخر.. ويجيب عن تساؤله: “أيظن أن إقليم الحجاز هو الأقوى المفترض روحيا واقتصاديا نجد أن كثيرا من الموروثات المستقاة من الثقافة الحضرمية في أنماط الفنون والملابس والمأكولات ونحوها قد تغلغلت في البيئة الحياتية الحجازية، خاصة في جدة الثغر البحري والتجاري لمكة المكرمة، وما كان ليتم لولا كثافة الهجرة الحضرمية من ناحية، وكذا الارتياح النفسي المتبادل بين الشعبين الملتحمين في أصولهما وأنسابهما. من ناحية أخرى، للحق فإن محاضرة الصديق الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عن التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين ورحلته ثلاثة أيام في بلاد الأحقاف ـ حضر موت ـ والتي جاء ذكرها في القرآن الكريم في سورة “الأحقاف”: “واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف”.


والرحلة تمثلان إضافة حقيقية لتاريخ وجغرافية هذه المنطقة، وتفتحان الباب لأبحاث أخرى، بعد أن فتح الدكتور الشبيلي الطريق وأضاءه أيضا.
* نقلا عن صحيفة الاقتصادية الإلكترونية
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح