عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2010, 09:21 PM   #1
الجاحظ
حال جديد

افتراضي ما حكم من لم يقبل حكم الله ورسوله ؟



جاء في تاريخ حضرموت لإبن حميد الكندي الجزء 2 صفحة 375-376 في أحداث السنة 1296 هجرية : ( وفيها الشهر المذكور كان وصول السيد العلامة فضل بن علوي بن سهل هو ومن معه من أولاده وحاشيته إلى بندر المكلا , بعد نفوذه من بندر ظفار وكان من خبره أنه مستقر بظفار , وقد دنت له القبائل هناك قراي وكثيري وغيرهم , وقد تساقطوا الدماء الواقعة بينهم قديما , وألزم عليهم أن من مقامنا هذا : النفس بالنفس , ومرجع جميع أموركم إلى حكم الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , ومرجع ذلك كلّه إلى أمر السيد فضل المذكور وأنّه والي على البلاد والعباد , إلى غاية قُتِلَ قتيل من آل كثير تحت محلّه هناك من محلات آل كثير , ولم يُعرف قاتله فأتت قبيلة القتيل إلى حضرة السيد فضل وقالوا له : إن قاتله من آل فلان ناس معروفون هناك , فقال لهم : عيّنوا القاتل لأجل يقتل قصاصا , فقالوا : نعرف إلاّ قبيلته لاغير , فقال لهم : هذا ما حكم الله به وقد إنتفى ذلك الديدن بين الكل , فحيئذ ظهر من قبيلة ذلك القتيل الخلاف والنكث , وحطّوا على بيت السيد فضل وأثاروا عليه الحرب والرمي بضرب البندق , وحصروه هو ومن معه في مكانه نحو من ثلاثة أشهر , لحتى خرج من بندر ظفار المذكورة مقهورا لعدم حصول من يساعده ووقع نفوذه من المكلا حالا إلى نحو اليمن ثم إلى بندر جدّة ) أهـ .


الإستنتاج : نلاحظ أن تلك القبائل إتفقوا على إسقاط الدماء القديمة بينهم ودنت له القبائل هناك , فألزم عليهم السيد فضل أن يكون الحكم بينهم حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم , وأرجعوا تنفيذ حكم الله ورسوله بإختيارهم إلى السيد فضل , وإشترط عليهم أن من هذا المقام يكون النفس بالنفس , فوافقوا على ذلك , حتى قتل قتيل من آل كثير ولم يعرف قاتله , فجاءوا إلى السيد فضل قائلين بأن القاتل من القبيلة الفلانية , فقال لهم : عيّنوا شخص القاتل حتى يقتل قصاصا , فقالوا للسيد : لا نعرف إلا قبيلته لاغير , قال لهم : هذا ما حكم الله به وهذا الديدن قد إنتفى بعد إتفاقكم على أن الحكم يكون حكم الله ورسوله , عندئذ ظهر الخلاف والنكث من تلك القبيلة رفضا لحكم الله ورسوله , وجرى ماجرى على السيد فضل من الأذية كونه يريد أن يطفئ الفتن وحقن الدماء وهكذا يكون جزاء المصلحين من الخارجين عن حكم الله تبارك وتعالى وحكم رسوله , وهذا نموذج واحد وما أكثر تلك نماذج التي تثبت رفض بعض القبائل لحكم الله ورسوله والنكث بالعهود بعد توكيدها ولاحول ولا قوة إلاّ بالله .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


.
  رد مع اقتباس