[مسرور]

أخي أحمد سالمين

في 2 نوفمبر 1967 وعلى اثر اعلان وزير الخارجية البريطاني قرار الحكومة البريطانية بمنح الإستقلال للجنوب العربي انفجر القتال الأهلي في منطقة الشيخ عثمان والمنصورة والتواهي وأصدر الأمينان العامان لتنيظيمي الجبهة القومية وجبهة التحرير قحطان الشعبي وعبد القوي مكاوي نداء مشتركا من القاهرة التي كانا يتفاوضان فيها لوقف القتال لإنجاح مفاوضات الجبهتين للوصول إلى صيغة للوحدة الوطنية ، من المؤكد أن سالمين كقائد عسكري كانت له مشاركة أو موقف من القتال لا يقل عن مواقف العقلاء في الجبهة القومية التي كانت أكثر تنظيما من جبهة التحرير ( بإعتراف الموثقين ) واستطاعت وقف عناصرها من الإنزلاق إلى الحرب ....

لا يستبعد أن يكون الرئيس سالم ربيع علي قد سجل في مذكراته الشخصية الخاصة شيئا من خواطره وذكرياته عنها أو تطرق في أحاديثه الأسرية ( ولو بصورة عابرة كإسترجاع للماضي ) إليها ... إذا كان الجواب بالإيجاب !!!! هل ذكر شيئا عن التصفية التي لحقت بأسرة عبد القوي مكاوي التي يتهم المحسوبون على الجبهة القومية ومن بعدها الحزب الإشتراكي اليمني حزب رابطة أبناء الجنوب ( رابطة ابناء اليمن حاليا ) بتنفيذها ؟



التقارب مع السعودية ودول الخليج وإعادة صياغة المواقف تجاهها مثل جزء من الصراع الذي انفجر داخل التيار اليساري ، و لسنا مقتنعين ياسيدي الكريم بما سوّق من تبريرات ، فإنقلاب سالم ربيع علي على قحطان الشعبي جاء للتخلص من التيار اليميني الإنتهازي ، والإنقلاب ضد سالم ربيع علي جاء للتخلص من التيار اليساري الإنتهازي الطفولي ... ماذا تختزن الذاكرة في الوسط الأسري لسالمين عن مجمل الصراعات التي اطلعوا عليها بحكم قربهم من الرئيس ومعايشة همومه ... الا تعتقدون أن سالمين أخل فعلا بالنهج الثوري وأسقط شعار سالمين قود المسيرة ..... سالمين نحو الجزيرة بفرض التصالح مع القوى الرجعية في المنطقة والتقارب معها وعلى راسها السعودية وعمان ، وتحجيم الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي بشطب الخليج العربي من مسماها وقصره على عمان كرقعة جغرافية تسعى لتحريرها وإدخال عبارة حتى يتحرر الوطن ويتحد في أدبياتها كإحتياط لحدث مستقبلي يوحد عمان مع بقية مشيخات الخليج يفتح الباب لمد جسور العلاقات مع الدول الناشئة الغنية في الخليج العربي على أنقاض العلاقة مع ثوّار عمان وذلك ما حصل فعلا ... الخلاف مع سالمين لم يكن محكوما بتعارض المفاهيم حول شأن الوطن فحسب وشمل الموقف من المحيط الإقليمي ... فمحمد صالح مطيع وزير الخارجية الذي قام باول زيارة للسعودية توجت بالتقارب واعتراف السعودية بجنوب اليمن كان من المحسوبين على سالمين وجرت تصفيته في ظروف غامضة هو الآخر ... والدكم لم يكن ماويا فحسب بل مال ميلة واحدة بإتجاه المعسكر الراسمالي والرجعي وخطط لإقصاء الرفاق الآخرين والفكر الإشتراكي العلمي والتنكر للحليف الإستراتيجي الإتحاد السوفييتي .... أليس كذلك ؟


سلام .