عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-2014, 03:51 PM   #24
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


كي يتصالح ويلتقي قادة الجنوب !

الاثنين 01 سبتمبر 2014 11:50 صباحاً


د .محمد شمسان




تقول العرب : * " بينهم أو (بينهما) ما صنع الحدَّاد ! " ... ويقصدون مقدار الضغينة والكراهية والحقد والثأر واسرار اخرى لا نعرفها تمنع تصالح وإتفاق وإلتقاء الطرفين أو الأفرقاء المتخاصمين أو المتناقضين ـ وربما جاء المعنى من نفخ كير الحداد ليجعل جذوة ناره مشتعلة بشكل دائم والذي كلما خفتت حرارته هناك العامل (الشاقي ـ صبي الحداد) اللامتهاون والمُركِّز والمتلَذْذ بعملية تكرار نفخ الكير فلا يهدأ ولا يسكن فيح قيظها ابداً !

مادفعني لإختيار هذا الموضوع وسريعا على غير عادتي (في عدم كتابة مقالين خلال 2 ـ 3 أيام ) ان كثيرين من قرائي والمعلقين على مقالي السابق اصروا بشكل غريب ان التقاء الزعماء والقادة الجنوبيين من رابع المستحيلات " كالغول والعنقاء والخل الوفي " بل ان بعضهم سرد وقائع او اورد اسباب وحجج لتلك الاستحالة وبعضهم وصفني باني واهم او احلم .. الخ. قد يكونون على حق ب 90% حتى , او اكون على حق ب 80% , ولكن هذا اعتبره أمرا طبيعيا وصحيا فنستطيع انا ومخالفيِّ ان نتناقش في عدة مقالات أخرى , اما ما ادهشني حقا فهو : اين الابواق العالية التي صدعت رؤوسنا بأن التصالح والتسامح بين كل الاطراف الجنوبية بدون استثناء قد تم وسامحوا بعض ونسوا ما فات (واحنا اولاد النهار ده) .. الخ, فلم اقرا لهم تعليقا او مشاركة واحدة حول هذه النقطة في مقالي المذكور ليس ليؤيدوا مقترحي (الذي ماهو إلا مجرد مقترح) وليس جزْمَا لا يقبل الجدل كمثل ما افترضوه في ( ثبات وحتمية رأيهم لنظرية " نهائية التصالح والتسامح ") ولكن ليتذكروا معشار ما كانوا يكتبونه او يتحدثون او يخطبون به عن ان قضية قفل صراعات الماضي هي الحقيقة المادية التي لا تقبل جدلا الا من خائن للقضية الجنوبية ؟! اين ذهب هؤلاء الالاف بل مئات الالاف الذين جزموا من عهد قريب في كل ملتقياتهم ومسيراتهم ومليونياتهم بان التصالح و هو اقوى سلاح ضد اعداء حرية واستقلال الجنوب (اي حكام صنعاء جنوبيين وشماليين او حسب المصطلح الشائع الأخوين دحباش) اصبح امرا واقعا لن تستطيع اي قوة تغييره ؟ قد يسألني البعض : أين تعتقد انت انهم ذهبوا أو لماذا صمتوا ؟

بدلا عن الشرح والتطويل والاستقراءات العبيطة مني ومن سأستشيرهم , اذكر لكم هذه القصة الحقيقية الطريفة التي حدثت بين قبيلتين من ابناء العم الشماليين في محافظة صنعاء : فأحد رجال قبيلة (خ) قتل المعلم المصري الذي يُدرس طلاب القبيلة المجاورة (س) فما كان من أشاوس (س) إلا أن طالبوا (خ) بتسليم المعلم المصري الذي لديهم ليقتصوا منه ويقتلوه بدم معلمهم المغدور !!

ولهذا فأشاوس أولاد العم من الجنوبيين أصحاب نفس العقلية " الدحباشوية القبلية التقليدية " تركوا الموضوع الاساسي وهو حتمية الاسراع ببذل اقصى الجهود لجمع قادة الجنوب, وتحججوا بالصراعات الوشمية (التي لا تزول ـ * لخولة اطلال في برقة ثهمد * تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد ـ " إبن العشرين ") بينهم كسبب لإفشال لقائهم العتيد المنتظر , وبدلا عن ذلك ننصحهم بالبحث سريعا عن (الحداد) الذي كان السبب الرئيسي في إفساد العلاقة بين زعماء الجنوب ووتأجيج نار الحقد الذي بينهم خلال 48 سنة منذ الصراع الاهلي بين التحرير والقومية في عام 66 ـ 67م , والإمساك بذلك الحداد اللعين ثم قتله , وحينها فقط ستزول كل الخلافات والئأرات بين زعماء وقادة الجنوب الذين أفترضنا أنهم سيرفضون الإلتقاء في إجتماع مشترك لوضع اللبنة الاولى لإنقاذ الجنوب في ظل الوضع المائع حاليا في المنطقة !؟ ولكنه حقا ليس ما ئعاً بل انه في حالة إستاتيكية كتلك التي مثل الهدوء الذي يسبق العاصفة. (وللموضوع بقية)

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس