عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2006, 03:50 AM   #4
الدكتور أحمد باذيب
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدكتور أحمد باذيب


الدولة :  المكلا حضرموت اليمن
هواياتي :  الكتابة
الدكتور أحمد باذيب is on a distinguished road
الدكتور أحمد باذيب غير متواجد حالياً
افتراضي المكلا.. سندريلا البحر والفرح

الهاشمية
تقع في قلب المدينة القديمة وهي ساحة تقليدية زينت بجابية ماء للسيل مزخرفة بنقشات البناء التقليدي، وطابع بيوت المكلا القديمة، ويطلق عليها بمدارة اليمن لما شهدته في سابق الأزمان من ألعاب شعبية لمدارة الشبواني الشهيرة التي دارت في حي الحارة والتي يتبارى فيها أشهر الشعراء والتي شهدت مساجلات عديدة بين الشعراء الأوائل كالشاعر سعيد فرج باحريز وسالم بانصير وبكير والحباني وبو سراجين وناجي بن علي الحاج وآخرون، وهي معلم جذب أنظار الزائرين للمدينة، وقد ورد في كتاب سيرجيت الباحث البريطاني الذي زار المكلا 1947م.
إن الهاشمية في المكلا أشبه بزخارفها ونقوشها بميدان بكيدلي في لندن من حيث التصميم والتماثل في الأدوار الاجتماعية التي تؤديهاهاتين الساحتين في ذلك الزمن ويقدر عمر هذه الساحة المعروفة بالهاشمية بالمكلا قرن ونيف من الزمان.
هدمت جابية الهاشمية عدة مرات الى أن استقرت أخيراً بمجسم يعبر عن جزء من تاريخ المدينة عبارة عن دلة للقهوة المعروف في بيوت أهل حضرموت وحواضرها، وقديماً كان موقع الهاشمية يجاور بيت السيد حسين بن حامد المحضار أول وزير للسلطنة ويشرف على هذه الساحة التي يحدد شعراءها شخوص السلطنة وحوادثها المختلفة.
يقول شاعر الحارة الشيخ سعيد باحزير وأحد حكماء عصره في مساجلات شعرية:
يغلب على الناموس يغلب الرواشين الطويلة
من هرج في الهاشمية بايقع نشمه وسكين
نا بغيت إلا صحابي في الخفيفة والثقيلة
والبقش لو فيها جماله جملت هال باشراحيل
كلما كسرت موفر بالقى موفر بديله
والحصى والطين معنا والبقش أكثر من الطين
هذا بعض من أشعار لذات الرواشين والحشمة والناموس في هاشمية المكلا.
مسجد عمر
من أكبر المساجد في مدينة المكلا أسسه السلطان عمر بن عوض القعيطي في العام 1341هجرية الموافق 1923ميلادية بمساحة فسيحة في قلب المدينة النابض بالحركة، وقد استخدم في بنائه المواد المحلية للبناء بطراز اسلامي فريد، وبصحن واسع يقسم المسجد بين المحراب والمنبر والصلاة والصحن المكشوف والمصالح المتعلقة بالمسجد من أماكن طهور وحمامات وغاطس لتنظيف الأرجل عند المداخل، وللمسجد بوابتين كبيرتين في الجهة الجنوبية تدخل أحدهما الى صحن المسجد الكبير والأخرى الى أماكن الطهارة والاستنجاء، وفي الجانب القبلي مدخل للمسجد والإمام ومن جهة الشمال مدخل من سوق النساء بصحن المسجد، ومدخلين خلفيين من جهة الشرق، وبنيت مساحة المسجد على أعمدة مزخرفة الى السقف العلوي وزين بالقباب في زواياه ومنارة كبيرة، وفي سطح المسجد بنيت المكتبة السلطانية للقراءة والمحاضرات والمذاكرة، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم كملحق للمسجد.
وفي الطابق السفلي بني مجموعة من المحلات التجارية في جهات الجنوب والشرق تستخدم كوقفية لمجابهة متطلبات وصيانة المسجد.
ويعد مسجد عمر المعلم الوحيد في بنائه وعمارته ومساحته الواسعة وبلاط صحنه المميز من بين المساجد المنتشرة في عرض وطول المدينة والتي تقام فيه المحاضرات الدينية والاحتفالات بالمولد النبوي والهجرة النبوية الشريفة، وجنائز عظماء المدينة.
ومن مساجد مدينة المكلا مسجد الروضة الذي تم بناؤه عام 1274هجرية الموافق 1815ميلادية، وجامع البلاد الذي تأسس في العام 164هجرية الموافق 781 ميلادية ثم أعيد بناؤه في العام 840 هجرية الموافق1436م ورمم في العام 1420هـ الموافق 1999م، وهي آخر توسعة وترميم شهدها مسجد جامع البلاد العريق، وهناك مساجد عديدة وهي عبارة عن مساجد صغيرة تم توسعة بعضها وترميمها وإعادة بناءها مع الاحتفاظ بطابعها المعماري وتقع في أحياء وأزقة المدينة القديمة وأحياءها الثلاثة حي البلاد حي الحارة حي برع السدة.
سوق النساء
من أشهر الأسواق باليمن ويتمتع السوق بجاذبية سياحية واقتصادية عن غيره من الأسواق، ويقع هذا السوق في وسط المدينة وقلبها النابض بالحركة وسط المباني العتيقة والحواري والأزقة التقليدية والمحلات الصغيرة في الزوايا لكل الأشياء ورواد هذا السوق هم من النساء، وقد خصصت لهن منذ زمن بعيد من إنشائها وشملت كل ما تحتاجه المرأة من مواد تجميل وروائح عطرية وطيب وبخور وأوعية وثياب داخلية وخارجية وكل ما تتمتع به المرأة من لبس وزينة حديثة وتقليدية أسوار ذهب وأقراط فضة واكسسوارات فرنسية، وآخر تقليعات الموضة الغربية وأطياب ودخون وحنة من نبات حضرموت ووديانها.
وسوق النساء خاص بالنساء وبها ما يرضي الرجال وما يجعل المرأة في حضرموت اجمل من زينة وملابس ولبان ذكر ولبان ميفعي وصومالي وتشكل السوق بحضورها معلماً سياحياً في قلب المدينة القديمة وجوار مسجد عمر الكبير ويشمل محلات عديدة ومتنوعة ويحظى بشهرة واسعة داخل حضرموت وخارجها ويأتي اليها الزائرون من كل بقاع الأرض، ولم يأت زائر الى حضرموت ذكرا كان أو أنثى إلا وكانت سوق النساء أولى المناطق التي يرغب في زيارتها، وأخذ شيئاً من مقتنياتها ومعروضاتها والنزهة بين حواري وأزقة السوق الذي قل ما يوجد له مثيل.
  رد مع اقتباس