[حد من الوادي]

المكلا اليوم - الصفحة الرئيسية

حلف قبائل حضرموت وضرورة المطالب السياسية

3/7/2014 انور سلطان

لم يرفع حلف قبائل حضرموت عند نشأته اي مطالب سياسية، وكذلك اثر الاحداث التي جاءت بعد استشهاد المقدم سعد بن حبريش ومرافقيه، تم الابتعاد تماما عن المطالب السياسية وخصوصا مطالب تقرير المصير، لان رفع اي مطلب من هذا النوع سوف يفرق الصف، ورغم هذا اصطاد الكثير في المياه العكرة لافشال الهبة وافشال الحلف. لكن هناك حقوق سياسية لا يمكن الاختلاف عليها بين ابناء حضرموت، اكانوا وحدويين او فدراليين او استقلاليين، هذه الحقوق تتمثل في المطالبة باعطاء حضرموت كامل حقوقها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية لتكون الوحدة وحدة حقيقية وليس وحدة مفروضة من قوى الفيد والنهب القابعة في صنعاء وبشروطها الخاصة، فاذا لم تكن هناك وحدة ناجحة، واصبحت كارثة على حضرموت والجنوب بعامة، فلا اقل من تحسين الوضع.

تقع الان مهمة على حلف قبائل حضرموت لخلق اصطفاف ليس لحضرموت فقط بل لاقليم حضرموت. والتعاون مع بقية الجنوب، لان هناك مسائل مشتركة لا يجب اغفالها، لان هذا سيصب في مصلحة سلطات صنعاء. فيجب التعامل مع قضية الوحدة الفاشلة، على اساس طرفين جنوب وشمال (وهذا ينعكس في شرط المناصفة في البرلمان والجيش بين الشمال والجنوب)، ثم التعاطي مع الحقوق الخاصة لاقليم حضرموت.

يجب الا تكون الوحدة بعد اليوم بشروط صنعاء. ان قوى النهب والفيد في صنعاء سوف تشكل لجنة لاعداد الدستور لليمن الاتحادية. وتختلف صلاحيات الاقاليم او الولايات او المقاطعات (لا يهم الاسم) من دولة اخرى، حسب ظروف كل دولة وتاريخها. وسوف يتم التلاعب في الدستور كثيرا بحيث يتم تفريغ الفدرالية من مضمونها. وحتى يتم التعاطي مع الامر الواقع والتاثير فيه وعدم تمريره بعجره وبجره، وعدم ترك قوى الفيد والنهب التي فرضت وحدة قسرية تفعل ما تشاء، يجب التمسك بالحقوق السياسية كاملة غير منقوصة، كشرط ومقدمة لانجاح اي وحدة ان كانت صنعاء تريد وحدة حقيقية.

يكون عدد ممثلي الجنوب (الذين يشكلون النصف) في الجيش والبرلمان على اساس العدد السكاني. لان الجنوب يشكل وحدة سياسية رغم التقسيم المفروض، وايضا وحدة مصير امام الاحتلال، ووحدة مصحلة. وهذا غير موجود بين الجنوب والشمال، فالوحدة ليست اساسا في صالح الجنوب، ولكن تعاطيا مع الامر الواقع، وتخفيف آثار عدم التكافؤ وتناقض المصالح لا بد من شروط تضمن الحد الادنى من الندية، وتضمن عدم العدوان والانقلاب مرة اخرى، وعلى راسها المناصفة في الجيش والبرلمان والا ذهب الجنوب ادراج الرياح. ولا يكفي الفيتو في البرلمان، لانه حق سلبي لا ايجابي، ولا يؤسس لمشاركة حقيقية في السلطة. فان قالوا ان في المناصفة اجحاف بهم فان فرض الوحدة اكبر اجحاف، ولو تنازلوا حتى عن البرلمان كله فلن تكون في صالح الجنوب اما ان يتنازلوا ويرضوا والا كفى الله المؤمنين الاكراه على الوحدة والكل يذهب لحال سبيله.