عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2012, 02:06 AM   #550
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


باحمدان.. منا آل لندن

8/7/2012 المكلا اليوم | الرياض / كتب: سالم عمر مسهور


مقدمة:
ما نبوءة باكثير ؟

مع آذان المغرب في هذا الشهر الفضيل، تراءت النجوم الحضرمية الواحدة بعد الأخرى، تلك هي النبوءة التي جاءت بأول الفرسان فينا ابن خلدون عندما هاجر من الشحر إلى تونس فبدأت فصول حكاية شعب لا يعرف مواقع غير مواقع النجوم، فالحمد لله على ما أعطى وأفاض.

باحمدان ما باحمدان

هذه ليست الأولى من المرات التي يحفزني فيها حضرمي لأمارس الغلو والتطرف في حضرميتي، فلقد سبق ولد باحمدان بنت باشطح ناهد، وعبدالله بن محفوظ وعبدالله بقشان وغيرهم كثير من المحفزين لأمثالي ليزدادوا تطرفاً وغلواً وانحيازاً لتفاصيل وطني حتى وأن تلمسته في بعد الغيوم، حتى وأن رأيته هناك بعيداً في لندن أو كوالالمبور، هذه ليست قضيتي بل أنها بداية الاشتعال قراءة وغلواً في هذه الهوية التي ما تأتي إلا بخير.

نحن هنا أمام أنموذج يروق لأمثالي أن يكتبوا فيه، أنموذج كآخرين نعم عزيزي القارىء كما تتصورهم باعشن وباناجه وبن لادن تماماً كما هي النمطية في الريادة الحضرمية، وما باحمدان إلا من أولئك النفر الذين يحملون نبوءة النبوغ، وما أكثر ما يطوف بي هذا الوادي الحضرمي على أنه وادي عبقر يجود بالعباقرة، يجود بالشجعان، يجود بالفقهاء، ويجود بالحياة يرسلها عبر علامات تضيء أينما حلت وحطت، وذاك منهم باحمدان سالم الذي بدأ في اربعينيات القرن العشرين المنصرم تجارته في مكة المكرمة ببقالة صغيرة، ولأنه حضرمي فلقد أخذ البقالة الصغيرة إلى الرياض ومنها صنع تجارته، لا تسألوا كيف نجح ولماذا ؟ فهذه فطرة في الجينات الوراثية الحضرمية وحدها، سلوا أن شئتم علماء الجينات أما عن النباهة الحضرمية فلا تسل.

الشيخ عبدالله باحمدان هو علامة من علامات الاقتصاد السعودي، وهو علامة من علاماتنا الفارقة في المهجر السعودي، فالرجل الذي ترأسمجلس إدارة البنك الأهلي التجاري وشغل العديد من المناصب في مسيرته العملية في هذا الصرح الاقتصادي الدولي وضع لنا معشر الحضارمة بصمة ما تخلف أحد من رجالاتنا في وضعها متى ما وجدوا من مساحة العمل والإبداع فلن تجد جواباً غير حالة التألق والنبوغ، ما أعرفه عن الرجل في فترة عمله في البنك الأهلي أنه من قاد المصارف السعودية للدفع بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة عبر التمويل والقروض، وكانت حالة من حالات ثرية في العطاء الاقتصادي للدولة السعودية، فهذا هو باحمدان في الجيل الأول والثاني، ولننظر إلى الجيل الثالث.

باحمدان في لندن

كمال عبدالله باحمدان على ذات النبوءة، فارس يمتطي صهوة خيل أصيل، يقفز الحاجز بعد الآخر، لا خطأ في القفز، بعد أن ينهي في المضمار جولته، ليس العرب من يصفقون أنهم الأمريكان والهولنديين ومن بعد الانجليز والصينيين، لا حقيقة كخيال، واقع الجيل الحضرمي الثالث بين هذا وذاك بين وجد الفرصة ليتألق وبين من يصارع ما بعد الفرصة ليحضر بحضرميته، بيننا في هذا الجيل الحضرمي الثالث النبوءة وحدها وتبقى الأرزاق عند الله تعالى.

الجيل الحضرمي الثالث الذي أخرج قبل أعوام خمس عبدالله بن مرعي بن محفوظ هو ذاته الجيل الذي يحتوي كمال باحمدان، الامتياز هنا كما هو عند شركات النفط تبدأ في التنقيب بين الصحاري والجبال وفي المحيطات إلا في التنقيب عن الحضرمي فقط عطه قلماً وخذ نابغة، وعطه خيلاً وخذ فارساً، مهما بحثت مجادلاً لن أجد في الحضرمي غير ما يحقق النبوءة، هل هي كرامة فينا قد تكون فلنا معشر الحضرميين دعوة من النبي صلى الله عليه وسلم يوم أصعد وائل بن حجر درجتين ودعا له ولقومه أي نحن بالخير والبركة.

أن تتألق فهذا لأن في البلاد السعودية رجال يعرفون قيمة الإنسان، أن يتصل بك خادم الحرمين الشريفين قبل كل الناس مهنأً ومباركاً فهذا هو الوطن الذي يصنع الرجال، هنا على الهضبة النجدية دولة اختصرت المسافات لتضع نفسها أولاً مع من يحترمون أوطانهم، الفارق بين عبدالعزيز وأولاده وبين الآخرين أن عبدالعزيز جعل من تراب نجد كحل عينيه ومن بلاد الحجاز تاجاً لرأسه، بناء الأوطان يأتي أولاً بحب التراب الذي يمشي عليه الإنسان، هنا أفلح عبدالعزيز ورجاله وأخفق من جاءوا لبلادنا في عتمة الليل يريدون الظلم والبطش، فارق بين النجم وغيره من على الأرض.

باحمدان حفيد ابن خلدون

مهاتير محمد صانع المجد الماليزي، العطاس وزير خارجية اندونيسيا الأول، عبدالله بالخير أول وزير إعلام سعودي، عمر السقاف وزير الدولة للشئون للشئون الخارجية في السعودية، بن محفوظ وبن لادن وبقشان وفاروق بن زيمه مؤسس الصحافة الرياضية في البلاد السعودية، هذه من المآثر الحضرمية في جزيرة العرب، امتيازنا في النبوءة، في العبقرية، في الأرجل السمراء التي عبرت من وادي حضرموت لتلاقي أمجادها حيث كتب الله لها أن تكون نابغة نبوغ في زمن أفول الوطن.
كم سعدنا معشر العرب بميدليات الاولمبياد المصرية والتونسية والقطرية طرنا فرحاً بميدالية الفروسية التي علقها باحمدان على رقبته مزهواً مفتخراً مع اعتلاء راية التوحيد في سماء لندن، نعم سعدنا أن يكون هذا الحضرمي هناك يرسمنا نجوماً حتى وأن كنا من وراء الشاشات نصفق له، سعدنا يجب لأننا نمتن لهذا الفارس وهو يعبر الحواجز في مضمار العالم الأولمبي يضعنا حيث يجب أن نكون، جيل بعد آخر نكون كما نحن ما خاب الظن فينا وفي النبوءة الأولى.

يقول علي أحمد باكثير:
ولو ثقفت يوماً حضرمياً ××× لجائك آية في النابغينا


هذه هي النبوءة الحضرمية، يعرفنا العرب من مسقط إلى طنجة، يعرفنا الشرق يوم قدناه إلى الإسلام أولاً ثم إلى الاستقلال تالياً، تعرفنا أفريقيا من تنزانيا إلى كينيا وحتى الصومال، وتعرفنا أرض الكنانة فمازالت وكالة بازرعة هناك علامتنا الباقية فيها، وحتى ليليان باعبود عضوة البرلمان الفرنسي السابقة تأكل الباخمري على مقعد الجنرال ديغول، هذه نبوءة الحضرمي في بني جلدته ما خابت وما طفأت نجومنا حيثما كنا ترى من الأفعال لا الأقوال بارك الله في فينا حيثما كنا.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح