[حد من الوادي]

القشة التي قصمت ظهر البعير

4/20/2013 سالم احمد باحكيم


اطلعت على مقالة الكاتب رياض الاحمدي في موقع عدن اون لاين تحت مسمى (القشة التي تكاد تقصم ظهر الحوار) و سجلت رايي حول الموضوع في موقعي بالفيس بك. و لتعميم الفائدة انشره مع بعض التنقيح في موقع "المكلا اليوم" ليطلع عليه ابناء حضرموت. لان في اعتقادي و قناعتي الشخصية بانه لن تقوم لحضرموت قائمة الا بتكاتف الملايين من ابنائها في الداخل و الخارج للحفاظ على هويتها و لن يدوم حسن الجوار لها مع جيرانها الا من خلال آليه سياسية تحقق التكامل فيما بينها و بين جيرانها مع احتفاظها بهويتها التي لم تتلاش على مدى القرون و لكنها للاسف انتكست بفعل بعض السفهاء من ابنائها في الستين السنة الماضية فكانت بين ايديهم كجوهرة بيد فحام.

وكعادتي اقراء الموضوع بتجرد قبل النظر لاسم كاتبه فان وجدته حقا اشدت بكاتبه و ان وجدته غير ذلك انكرت على كاتبه و ادرجته في قائمة المرجفين ..و عند انتهائي من قراءة المقال تطلعت الى اسم الكاتب فوجدته رياض الاحمدي و وجدت اسمه في راس قائمتي للمرجفين المجحفين في ارائهم.-

القشة الحقيقية التي تقصم ظهور اليمنيين يا استاذ رياض الاحمدي هي حضرموت لانها مطمعهم منذ قرون و لكنها عصية على الابتلاع منذ خلق الله ادم على الارض ..... و في التاريخ الوسيط لم تسلم حضرموت من الغزو من قبل الحكومات القائمة في اليمن من الائمة الايوبيين و الرسوليين و الطاهريين و الصليحيين و الزيديين طمعا في الفيد و فرض الجزية استنادا الى مبررات مذهبية. وفي التاريخ الحديث عندما استولى الحزب الاشتراكي على الحكم و تسللت مجموعة فتاح و حزب حوشي المنتمين الى اليمن الاسفل لتسيطر على التوجهات السياسية في الحزب مستغله عواطف الجنوبيين نحو شعارات الوحدة فدفعوا بهم ليحاربوا اليمن الاعلى بالوكالة عنهم و اصروا على طمس هوية حضرموت و ادعوا انها يمنية طمعا فيها و ظهرت حينها النكته القائلة ( ان من معجزات الحزب الاشتراكي انه دفع الناس للخروج يطالبون بتخفيض دخلهم و انه جعل الحضارم يدعون انهم يمنيين) و كلا المعجزتين شاذتين عن المنطق و الشاذ لا حكم له. و لتفتيت اللحمة الحضرمية انتدب عبدالله الاشطل و هو من اليمن الاسفل ليريق الدماء الزكية الحضرمية تحت ما سمي بانتفاضة الفلاحين و للاسف فقد نفذ خططه الجهنمية بواسطة عناصر حضرمية كالسيلي و بن دغر و اخرين.

و عندما اندفع البيض في غيه و اعلن الوحدة الاندماجية مع اليمن بالرغم من نصيحة الاغلبية له بالتروى و تثبيت حقوق شعبه و توضيحهم له بان من يريد ان يندمج معهم لهم اطماع شخصية اكثر من انها محبه في الوحدة كما وصف ذلك المرحوم الشاعر المحضار بقوله

يا ساري الليل لماذا سريت هل لهذا الامر داعي
ان كنت بالحب اليماني ابتليت و اصبحت له عبد مطاعي
اصحى رعاك الله ها قد اتيت فالعشق في صنعاء اصطناعي
اني لصادق بكل ما بديت و ما خفيته في ضلاعي
سمعت عن صنعاء و لما رأيت رأيت أكثر من سماعي
الفن له فيها عماره و بيت و الحب خصبت له المراعي

و يحذره ان التغني بالحب (الوحدة) لدى اهل صنعاء (الشمال) اصطناعي و ان فن المكر و الخديعه له فيها عمارة وبيت ....!! و لكنه مضى في غيه معتقدا انه سيعيد الصراع التاريخي بين اليمنيين الاعلى و الاسفل و ينسلخ منهما لاحقا و لكنه وقع بين فكي كماشه على عبدالله صالح و جار الله عمر. و لم تمض فترة وجيزة الا و شيخ مشايخ اليمن (الشيخ عبدالله الاحمر رحمه الله) الذي ابدى اعتراضه الشديد على قيام الوحدة خوفا على مصالحه و غير موقفه بعد ان اطمان الى المؤامرة التي يحيكها المخلوع يطلق قولته المشهور عن (عودة الفرع الى الاصل) و ظهرت النكتة السياسية لتحدد ما معنى ان تكون حضرموت يمنية و بالتحديد ماهي الاشياء التي يجب ان تكون يمنية : (العسل و الليمون حضرمي اما البترول فهو يمني) و انفتحت شهية الفيد و كان نتيجتها ان استولى المتنفذون من اليمن الاعلى على حقول النفط و مناجم الذهب في حضرموت و استولت الكوادر المنتمية لليمن الاسفل على وظائف شركات النفط و حرم ابناء حضرموت منها. و ضرب ابناء حضرموت اخماس باسداس نتيجة تشتتهم تحت يافطات سياسية مختلفة و الضراب يجني اتاواته دون رادع يردعه.

و كما استطاع المخلوع تحقيق انتصاره العسكري في 94م على الجنوب باستغلال قيادات من ابين مستغلا خلافات 86م و فشل في تقسيم حضرموت فكذلك فعل خلفاؤه و استدرجوا عبدربه منصور ليكون وسيلتهم لتقسيم حضرموت لتحقيق ما فشل فيه المخلوع بل وفشل فيه المندوب السامي البريطاني في الستينات عندما اصرت حضرموت ممثلة انذك بالسلطنتين القعيطية و الكثيرية على وحدة حضرموت و عدم الانضمام الى اتحاد الجنوب العربي ... يا عيباه و هداك الله الى الحق يا بن هادي فقد استغلوك و استخدموك قرنا للنطح في كلا الحالتين..

يا استاذ رياض الاحمدي ان حضرموت عصية على الابتلاع او التفتيت و هي موجودة من قبل الاف السنين و قبل ان يتمثل شخصكم بعد كنطفة في اصلاب اجدادك الاقدمين و لم تكن في يوم من الايام حضرموت يمنية الا تحت الاغتصاب او الاحتلال و مع ذلك فهي وفية لحقوق الجار و كما دخلت في وحدة ندية مع جيرانها قبل الاف السنين (سباء و ذي ريدان و يمنات) محتفظة بهويتها ففرضت اسمها كهوية مستقلة في تلك الدولة (دولة سباء و ذي ريدان و يمنات و حضرموت و طودها و تهائمها ) فكانت الوحدة بين ثلاثة مكونات سياسية شمالية مقابل مكون سياسي واحد جنوبي ممثل بحضرموت و ما عدى ذلك فهي جبال (طود) و سهول (تهائم). و هي اليوم اي حضرموت تمد يدها ايضا الى جيرانها الممثلة بالكيانات السياسية الحالية شرقا (عمان و امارات الخليج) و غربا (اليمن) و شمالا (السعودية) و لكنها تلقى ما لقيت ام عامر من اقرب الناس اليها و الذين يدعون بان اواصر النسب و الجوار تجمعهم و تربطهم جميعا في وحدة سياسية و لكنها للاسف صارت وحدة فيد و نهب و طمس هوية...



و للاسف فان تمسسككم بالوحدة المجحفه بمختلف شرائح المجتمع في اليمن كتمسك اعمى ذمار بامرأة و حمار رجل تفضل عليه بحمله على حماره فترجم ذلك بقولته المشهورة (ان سبرت مره و حمار و ان ما سبرت وصلنا ذمار)...!!!

كنت اناقش احد الاصدقاء الحميمين و هو من بني بهلول سنحان و التي جمعتني به صداقة تجاوزت الخمسين سنه اثناء الدراسة الجامعية و الزمالة في العمل بعد الوحدة حول الصراع الدائر في الجنوب الذي بزغت و اشرقت اشعته في 97م من الشرق بحضرموت، و لتجذر الصداقة الحميمة فيما بيننا صارحنى قائلا يا سالم .... يشلو الضالع و لحج و ابين للجن ما بلا نشتي عدن و حضرموت) و جاءات الهيكلة المزيفة التي كانت يجب ان تتم لتعيد بناء جيش وطني بعد ان تمزق تحت انتماءات فئوية مناطقية و لكنها بدلا عن ذلك اتت لتحقق اهداف الفيد و النهب و هي تفتيت حضرموت و استثناء عدن من التقسيم الاقليمي للسيطرة عليهما ...!!! و كانهم يترجمون حديث صديقي الحميم "ما بلا نشتي عدن و حضرموت" ارئيت يا احمدي ماهي القشة الحقيقية....!!!

انتهوا يا اخي عن غيكم و عودا الى الحق و سموا الاشياء بمسمياتها فلن تدوم اي علاقة تحت مسمى وحدة (بمختلف اشكالها: اندماجية،فدرالية،كنفدرالية) او حتى حسن الجوار الا بندية الحوار و رضى المشاركين فيها. و اعلم علم اليقين و لا تتجاهل حقيقة ازلية و سنه الاهية قالها تعالى في محكم كتابه (( و ان كثيرا من الخلطائي ليبغي بعضهم على بعض الا الذين امنوا و عملوا الصالحات و قليل ماهم)) فاذا اصبحنا من القلة المستثناة ربما نجحنا في حوارنا و اما اذا اصررنا على ظلم انفسنا فستلحقنا اللعنة التي لحقت بالسابقين في هذه الارض من جنوب الجزيرة العربية ((و جعلناهم احاديث و مزقناهم شر ممزق))
و الله الموفق