عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2011, 05:17 PM   #334
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

قول أبن تيمية رحمه الله ولاية أمور الناس من أعظم واجبات الدين
في السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية كلام نفيس وغالي يحتاجه العالم كله وخاصة المسلمين المخاطبون بقوله تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ " البقرة (104)
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله عند هذه الآية نهى الله تعالى المؤمنين أن يتشبهوا بالكافرين في مقالهم وفعالهم، وذلك أن اليهود كانوا يُعَانُون من الكلام ما فيه تورية لما يقصدونه من التنقيص -عليهم لعائن الله-فإذا أرادوا أن يقولوا: اسمع لنا يقولون: راعنا. يورون بالرعونة،000
ومن هذا المنطلق والوضوح كان شيخ الإسلام ابن تيمية واضحاً في تقعيد وتاسيس الاصول والقواعد في السياسة الشرعية التي عليها مدار حياة الأمة في الدنيا حتى يبعث الله الأرض ومن عليها فيحاسب الظالم بظلمه والمسيء بسيئته والمحسن بحسنته وإحسانه إن خيراً فخير وإن شراً بشرٍ،و كغيره من علماء المسلمين الربانيين الذين هم أعلام الأمة في زمانه وفي غيره من الأزمان عندما تحل بالمسلمين الفتن والرزايا والمحن يقفون ناصحين للأمة لا كمثل أهل الهوى والبدع مع المصالح الشخصية يتحركون ؟ قال رحمه الله

: ( يجبُ أن يُعرف أنَّ ولاية أمور الناس من أعظم واجبات الدين ، بل لا قيام للدين والدنيا إلا بها ، فإن بني آدم لا تتمُّ مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض ٍ ، ولا بدَّ لهم عند الاجتماع من رأس ٍ .
إلى أن قال : فإن الله تعالى أوجب الأمرَ بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ولا يتمُّ ذلك إلا بِقوةٍ وإمارةٍ ، وكذلك سائر ما أوجب اللهُ من الجهاد ، والعمل ، وإقامة الحجِّ ، والأعيادِ ، ونصر المظلوم ، وإقامةِ الحدودِ ، لا يتمُّ إلا بالقوةِ والإمارةِ.
ولهذا روي أن السُّلطان ظِلُ اللهِ في الأرضِ ، ويُقالُ : ستونَ سنة ً من إمام جائر ٍ أصلحُ من ليلة ٍ واحدةٍ بلا سُلطان ٍ .
والتجربة ُ تبينُ ذلك...
فالواجبُ اتخاذ الإمارةِ ديناً ، وقربة ً يُتقربُ بها إلى اللهِ ، فإن التقربَ إليه فيها بطاعتهِ ، وطاعةِ رسولهِ من أفضل القرباتِ .
وإنما يفسُدُ فيها حال أكثرِ الناس لابتغاءِ الرياسة والمال )

السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية ص217
قال الإمام القلعيُّ [ أبي عبد الله محمد بن علي القلعي الشافعي ـ رحمه الله ـ شيخ العلامة المحدث الفقيه الحضرمي التريمي احمد بن علي بامروان احد ابرز فقهاء وعلماء القرن السادس في حضرموت أنظر ترجمته في كتاب "الأخ اكرم مبارك عصبان " قال القلعي : ( نِظام أمر الدينِ والدنيا مقصودٌ ، ولا يحصلُ ذلك إلا بإمام موجودٍ . لو لم نقل بوجوب الإمامة لأدَّى ذلك إلى دوام الاختلاف والهرج إلى يوم القيامة . لو لم يكن للناس إمامٌ مطاعٌ لانثلمَ شرف الإسلام وضاع. لو لم يكن للأمة إمام قاهرٌ لتعطلتِ المحاريب والمنابرُ ، وانقطعتِ السبُلُ للوارد والصادر . ولو خلا عصرٌ من إمام لتعطلتْ فيه الأحكامُ وضاعت الأيتامُ ، ولم يُحجّّ البيتُ الحرام . لولا الأئمة ُ والقضاة ُ والسَّلاطين والوُلاة ُ لمَا نـُكِحتِ الأيامى ولا كُفِلتِ اليتامى. لولاالسلطان لكان النَّاس فوضى ، ولأكل بعضهم بعضا ) تهذيب الرياسة وترتيب السياسة ص94

التعديل الأخير تم بواسطة الحضرمي التريمي ; 02-09-2011 الساعة 05:21 PM
  رد مع اقتباس