عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2012, 01:37 AM   #18
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الجمعة 10 أغسطس 2012 11:00 مساءً
الأصنج: الصراع الذي شهده الشمال والجنوب في فترة السبعينات لم يكن إلا من أجل السلطة.. والمشاكل ازدادت بعد اغتيال الحمدي بين الشطرين

عدن أون لاين/ خاص: أعده للنشر/أشرف خليفة:


كما عود "عدن أون لاين" قرائه الكرام بالإنفراد والتميز إرتأ لقرائه بأن يقوم بإعادة نشر حلقات برنامج خواطر وذكريات الذي عرض على قناة يمن شباب حينما أستضافت المناضل عبد الله الأصنج ليروي أحداث مرت بها اليمن شمالاً وجنوباً.


ونكون هنا قد أنتهينا من إعادة جميع الحلقات والتي تناولناها لثلاث مواد لما يحمل البرنامج من أهمية بالغة لأحداث قد تكون مغيبة أومزيفة لدى الكثير من الأجيال التي عاقبت الجيل الذي شهد وعايش تلك الأحداث.


حكم الحمدي واغتياله:

شرح كيف حكم ابراهيم الحمدي شمال اليمن وذكر بعض الاسباب التي أدت لأغتياله بقوله: عقب خروج الرئيس الإرياني من البلاد تكون مجلس القيادة برئاسة إبراهيم الحمدي ونائبه مجاهد أبو شوارب يرحمهم الله وبدأ صراع السلطة بين الضباط الذين ورثوها عن القاضي الإرياني وكالعادة أفتعلت أو دبرت أو خطط لزيارة يقوم بها نائب رئيس مجلس القيادة مجاهد أبو شوارب إلى الصين لكسب دعم عسكري وأسلحة من الصين وما إن غادر مجاهد أبو شوارب بمعية وفد عسكري إلى الصين حتى أعلن إقالته من مجلس القيادة وتسلم الأخ إبراهيم الحمدي رحمهم الله كل صلاحيات كانت منوطة بالمرحوم مجاهد أبو شوارب هذه ذكريات ليس الغرض من سردها الإثارة أو نبش قضايا عفا عنها الزمن

ولكن توضيحاً لحقائق لابد لأحد أن يتناولها حتى تنير الطريق لأجيال جاءت من بعدنا ولا يلتبس عليهم الأمر وتفسر لهم الأمور على غير حقائقها كنت صديقا وحليفا للرئيس الحمدي وما زلت أكن له كل إحترام وأشير إلى خطواته الإصلاحية والتصحيحية التي أكمل البعض منها وكنت واثق بأن يأمل في أن يحقق المزيد لمصلحة المواطنين وكان دائما يتحفظ على أي مواجهات مسلحة أو سياسية تفضي إلى إقلاق العلاقات بين عدن وصنعاء كان وفيا لإلتزاماته ومخلصا لمسؤلياته ذلك كان الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي وجاء بعده رئيسين وهما الأول أحمد حسين الغشمي والثاني علي عبد الله صالح وقبل أن انتقل من فترة ولاية الاخ إبراهيم الحمدي أود أن أشير بأن أنشئ في بداية ولايته بالرغم من قصر أمدها لجنة العليا للتصحيح وتصدر أعمالها عدد كبير من المسؤولين منهم صادق أبو راس ومحمد عبد الملك المتوكل وأحمد دهمش وعدد كبير من رجالات اليمن ولكن قصر مدة ولاية ابراهيم الحمدي لم تمكنه من تحقيق الكثير مماكان يغمره لبناء اليمن الجديد

وكان من أنشط المحيطين به في تلك الفترة محمد عبد الملك المتوكل وأحمد دهمش وعبد الله حمود حمران وكما ذكرت صادق أمين ابو راس وكما كان من القريبين منه وزير المالية أحمد عبده سعيد وكان دائما يشيد بكفاءة محمد الجنيد كوزير للخزانه وعبد العزيز عبد الغني كمدير للبنك المركزي قبل أن يتولى رئاسة الحكومة وكان مقتل الحمدي قد ألحق كثير من القلق في نفوس المثقفين اليمنيين وتركت وفاته فراغاً كبيراً في التعامل مع عملية بناء اليمن الجديد

وكان ابراهيم الحمدي حريص على أن يتطور المجتمع في اليمن وان لا يلغي دور القبائل ولكنه كان حريص على يضع حداً لنفوذ القبائل في تشكيل حكومات وإلغاء حكومات كان يقف ضد التدخل المباشر للقبائل في شأن الحكم كان يمنحهم المزانيات ولكن في نفس الوقت كان يحجب عليهم حق تعيين الوزراء واختيار رؤوساء الحكومات وكان هذا سبب من أسباب تأليب العامل القبلي ضد الفقيه ابن الحاكم ابراهيم الحمدي شعروا أنهم جاءوا بحركة 13 يونيو وأنهم الان يفقدوا السيطرة على من تولى بعد القاضي عبد الرحمن الإرياني ولم يعد لهم دور في تكييف العلاقات الداخلية والخارجية واعتقد أن هذا السبب وأسباب اخرى كانت تبرر التخلص من ابراهيم الحمدي وجاء اغتيال الحمدي وانا كنت في إحدى مستشفيات الولايات المتحدة لأنني كنت مريضاً في تلك الفترة ونقل لي خبر مقتله كل من السفيرين يحيى المتوكل ومحمد عبد العزيز سلام.


المشاكل التي تلت اغتيال الحمدي:

وعن ما وقع من أحداث بعد اغتيال الحمدي قال: وبعدها تتالت المشاكل التي اودت بحياة من خلف الرئيس الحمدي وهو الرئيس أحمد الغشمي وكنت مع القاضي وزير العدل قد تولينا مهمة التحقيق في الإنفجار التي شهدته القيادة العامة للقوات المسلحة في صنعاء وادوت بحياة أحمد الغشمي وكان هناك عدد من المواطنين اليمنيين الشماليين من محافظة تعز اللذين أجبروا على النزوح مع عبد الله عبد العالم قائد الصاعقة الذي نزح بعد مقتل الحمدي إلى تعز وبعد تعز انتقل إلى عدن تلك الفترة ايضا عصيبة واقلقت كل الخيرين في اليمن

وجاء من يبلغ بعد ذلك أن الرئيس سالم ربيع علي قد دبر أمرا للإنتقام والقصاص من قتلة الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي في هذه الاثناء زار اليمن أحد كبار ملاك بنوك الولايات الامريكية من أسرة روك فلر واولمه الرئيس الغشمي في قريته في ظلاع وكان حاضرين وتقرر بعد تناول الغداء والقات أن أشار الرئيس الغشمي بأن رسولا خاصا موفدا من عدن سيصل ومعه عدد من المحتجزين الشماليين من أبناء تعز ويسلم في الوقت ذاته رسالة من الرئيس سالم ربيع علي للرئيس الغشمي كلف الغشمي في ذلك الوقت كل من علي حسن الشاطر ومحمد خميس بأن يستقبل الاول المبعوث الذي يحمل الرسالة من عدن ويتسلم الاخر المحتجزين السابقين لدى سلطات عدن من ابناء تعز وألح الغشمي على علي الشاطر بان يعود له بالمبعوث الخاص إليه في القيادة العامة له صباح اليوم الثاني وذهب محمد خميس وعلي الشاطر كل لأداء مهمته .


الإنفجار الذي أودى بحياة الغشمي:

وتحدث عن مقتل الغشمي قائلاً: وكان الغشمي على غير عادته قد وصل في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثاني للقيادة العامة للقوات المسلحة ليستقبل مبعوث سالم ربيع علي وحسب ما تاقلته مصادر كثيرة سواء كانت جنوبية أو شمالية أمنية وعادية فأن المبعوث الحقيقي الأصلي قد استبدل بمطار عدن بمبعوث اخر يحمل شنطة مليئة بالمتفجرات أسم ذلك المبعوث كما يعرف الجميع خاصة إخواننا الموجودين في الضالع تفاريش وتفاريش تسمية باللغة الروسية تعني ان صاحب التسمية ليس إنساناً سوياً وأنه يبتهج لو قيل له انت مبعوث الرئيس أنت مبعوث القائد العام ولم يكن يعلم انه يحمل شنطة متفجرات

وحال وصوله إلى مطار صنعاء نقله علي حسن الشاطر فورا خارج اطار الاجراءات العادية للواصلين وذهب به إلى القيادة العامة ليسلم الرسالة هناك من يقول ان الرسالة عبارة عن صفقة تغطي نفقات حركة انقلابية يقوم بها سالم ربيع علي ضد المجموعة الشمالية في الحزب الإشتراكي اليمني هذا ما كان يتردد ولا علم لي ببواطن الامور وكنت رئيسا للجنة تحقيق تشمل وزير العدل في تلك الفترة وحالما دخل الشاطر بالمبعوث الذي جاء من عدن قال له الغشمي انصرف واترك المبعوث عندي في مكتبي ودقائق وحصل ذوي الإنفجار الكبير المهيل في مكتب القائد العام احمد الغشمي والذي كان يحمل في نفس الوقت صفة رئيس مجلس القيادة بعد وفاة ابراهيم الحمدي وبعثر جسد المبعوث الجنوبي تفاريش والتحق بعض من لحمه في سقف المكتب

وحين ابلغت اتصلت وانا كنت في وزارة الخارجية بالأخ محمد سالم باسندوة وكان وزير التنمية وقلت له ان انفجاراً حصل في القيادة وأن الرئيس الغشمي نقل على وجه السرعة للمستشفى العسكري في صنعاء دعنا نذهب معا وذهبنا وصادف ان خرج الشيخ محمد حسين الغشمي وهو الشقيق الاكبر للرئيس أحمد الغشمي وهو مغمى عليه في السيارة ثم لحق به قائد الشرطة العسكرية محسن فلاح الذي ترجل من سيارته وقال لنا لم يعد امل في شفاء الرئيس الغشمي لأن إصابته بليغة وهكذا توفي الغشمي بطرد متفجرات كان مصدره بمبعوث من عدن وقضي بجابنه على المبعوث تفاريش وطمست معالم القضية بين اشاعات تقول ان المصدر الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي وبين قول أخر بان المبعوث الاصلي لم يكن تفاريش وأن المبعوث الأصلي قد أختطف من مطار عدن قبل صعوده الطائرة وكانت الترتيات جاهزة لإستبداله بتفاريش وهذا الكلام خلق جو من العداء والتربص للثأر من الجنوبيين وصعد من حدة المواجهات التي كانت تأخذ شكل تصعيد وتهدئة.


الأحداث التي أعقبت مقتل الغشمي:

وذكر الاحداث التي أعقبت مقتل الغشمي حيث قال: وفي هذه الحادثة صعدت المشاكل بين الجنوب والشمال بشكل كبير و استجابة لما نتج من انطباع سيء ضد تصرفات زعم بأنها جنوبية استنفرت كثير من الأجهزة الشمالية واصبح المسرح معد لمواجهات انتقامية وتصدير متاعب من الشمال ضد الجنوب ومتابعة أحداث المناطق الوسطى التي كان يديرها قوى مرتبطة بالحزب الحاكم في الجنوب لإثارة المتاعب للمناطق الوسطى في الشمال

وهكذا عادت الامور من رتابة وهدوء إلى تصعيد وتحديات هذا كان شأن العلاقات وما تخللها من أحداث لم يكن الجنوب هادئاً في علاقاته مع الشمال ولم يكن مطمئناً إلى أن ارتباطات الشمال القبلية وتداخلاتها مع جهات خارجية تكفي لإقناع أبناء الجنوب بانه في مأمن من ما يخطط ضده شمالا فالقبائل الشمالية كانت تدفع إلى مواجهات مستمرة مع الجنوب والقوى الوطنية الشمالية التي يديرها الحزب الحاكم في الجنوب كانت تتلقى الدعم العسكري والمالي من الحزب الحاكم في الجنوب ضد النظام القائم في الشمال واستمرت الدائرة مفرغة واستمرت تتحكم والنفوذ الخارجي كان يتحكم في مواقف القيادتين الشمالية والجنوبية ضد بعضهم البعض

أعتقد أن هذه القضية الصراع بين الشمال والجنوب كانت قضية الصراع من اجل السلطة والسيطرة إما على المقاومين في الجنوب من أبناء الشمال او على اطراف شمالية ذات طابع قبلي تهيمن على الجنوب لان الجنوب يؤثر في اب وتعز وفي الحديدة لاسباب مذهبية ويزاحم وينافس أقيال الشمال من القبائل الكبيرة في منافع مادية يجنوها من خلال الهيمنة على المناطق الوسطى تعز واب والغربية الحديدة تلك كانت أسس المشاكل التي شهدتها اليمن شمالا وجنوبا خلال أعوام طويلة بعد خروج الإستعمار من الجنوب وبعد زوال الحكم الإمامي من الشمال واعتقد أن هذه الرواسب ما زالت عالقة في الذهن حيث كانت حرب 94 حصاد هذه المراحل السابقة كلها ودفع الناس الأبرياء أرواحاً وأموالاً وفرص تنمية في اليمنيين.


واختتم حديثة بإبراز الدور النضالي الذي قام به تجار ورجال الأعمال في كلا شطري اليمن حيث انهم دعموا ومولوا الحركات النضالية التي كانت تناضل ضد الإستعمار البريطاني في الجنوب وتلك التي تناضل من أجل التخلص من الحكم الإمامي في الشمال.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس