ابن اللسك
الرجل لم يحدد الجهة التي اسري به اليها وكل ما قلته مجرد الزام بما لايلزم .. كم أنك قد حصرت الإسراء للمدعو مولى الدويلة بأمرين وهما : تناسخ أم وحدة وجود .. فعلى أي دليل حصرت فعل الرجل بين التناسخ أو وحدة الوجود .. وهل يجوز أن يكون هناك محمل للقول غير ماذكرته أنت أم أن قول مولى الدويلة يمكن تفسيره وحمله على محمل غير التناسخ ووحدة الوجود ؟؟ .. ومن هنا نريد أن نفتح معك حوار حول ما حصرته فنقول لك : هل لك أن تعرّف التناسخ ووحدة الوجود تعريفا علميا يقوم على إسناد ودليل لا تعريفا من عندك .. هذا أولا ..
أولا إبن الجوزي يزعم بأن أحمد بن حنبل يتكلم وهو في قبره ويتحدث مع زائره .. فلماذا ينكر السلفية على المتصوفة عندما يزعمون بأن أقطابهم يتحدثون في قبورهم ؟؟ ثم أن أحمد بن حنبل ليس بحاجة أن يسرى به إلى ربه كما يزعم بعض الصوفية .. فإبن الجوزي ينقل الينا بأن الله تبارك وتعالى هو الذي يزور أحمد بن حنبل إلى قبره كل عام ولا حاجة لأحمد بن حنبل أن يزور ربه أو يسري به الى السماء .. فهل بعد هذه الأقوال القبيحة من قبح ؟؟ فماذا أبقيتم من شطحات وقباحات أيها الحنابلة الغلاة لغلاة الصوفية ؟؟
ثانيا : ماذكرته عن نقلنا عن سخافات وبعض الأقوال الكفرية التي حشيت بها كتب الحنابلة .. فقد نقلناها عن رجل موضع توثيق عندكم وهو إبن الجوزي صاحب مناقب أحمد .. وبحكم إطلاعنا على بعض اقوال الشطح الصوفية إلا أننا لم نقرأ أقوال أكثر قبحا وشناعة مما نسب _ صدقا أو كذبا _ لأحمد بن حنبل .. فإذا كنّا قد قرأنا بأن أحد غلاة الصوفية يقول بأن دابته تعرف طرق السماء أكثر مما تعرفه من طرقات الأرض .. فقد قرأنا مما نسب لأحمد بن حنبل بأن الله تبارك وتعالى يزور أحمد بن حنبل في قبره .. فأحمد ليس محتاجا لدابة حتى تنقله للسماء فالله تبارك وتعالى يأتي إلى قبر أحمد ويزور أحمد في قبره ..
إبن الجوزي يزعم بأن منكر ونكير يسألان أحمد بن حنبل في قبره ويغضبانه في قبره .. والمعلوم بأن منكر ونكير انما هما ملائكة يفعلون مايؤمرون .. وان فعلهم هذا بأمر الله تبارك وتعالى .. فهل أحمد بن حنبل يغضبه أمر الله ؟؟ .. فمن خلال هذه الرواية يظهر لنا بأن أحمد بن حنبل يغضب من الملكين وينهرهما ويوبخهما عندما ينفذان أمر الله تبارك وتعالى فقال لهما : أما تستحيان مني .. فلم يسع منكر ونكير إلا أن يقدما الإعتذار لأحمد بن حنبل .. ويقولا له أنهما يسألانه إمتثالا لأمر الله .. فهل لايعلم أحمد بن حنبل بأنهما إمتثلا لأمر الله ؟؟ وإن كان يعلم ذلك فلماذا ينهرهما ؟؟ هل بعد هذه السخافات والقباحات من قباحات ؟؟
وإذا كنا قد قرأنا بأن أحدهم نقل عن مولى الدويلة بأنه اسري به كما نقلت أنت .. فمابالك بأحمد بن حنبل ويحيى بن معين عندما يصعدون للسماء كل ليلة جمعة لأن الله تبارك وتعالى يبسط لهم الموائد ويعزم ملائكة السماء لحضور هذه المأدبة على شرف أحمد بن حنبل ويحيى بن معين .. فهذه الأقوال المنسوبة لأحمد بن حنبل أقبح واشنع من أقوال غلاة الصوفية ..
اما قولك عن أن التصوّف هو مجرّد مرض سرطاني ينخر في جسد الأمة فأقول لك : هذا ليس قولك بل هو قول قرأته وأصبحت تردده ببغائية .. فالصوفية كغيرهم من الطوائف الاسلامية فقد دخل فيهم من هو ليس منهم اصلا .. وقد زعم بعض الزنادقة بأنهم متصوفة .. تماما كما دخل المشبهة والمجسمة في أهل السنة والسنة وأهلها منهم براء .. فقد قرأنا بأن هناك من يعتقد بأن ربه شاب أمرد .. وأن ربه يلبس جبة من صوف ونعلين من ذهب .. وزعم بعضهم بأن الله استلقى على ظهره بعد أن فرغ من صنع السموات والارض .. وقرأنا بأنه يقول بأن لله تبارك وتعالى لهوات ويدين وساقين ورجلين .. ومع الأسف فإن كل هؤلاء الذين يقولون ذلك .. هم عندنا من أهل السنة والسنة بريئة منهم ..
سلام