عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2013, 04:21 PM   #691
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وهذا الحضرمي ملكاً؛ وأولاده أمراء على العرب

26/08/2013 10:01:07

صالح بن عيسى سلمان *حسين


أن صفحة من تاريخ العرب قبل الإسلام ،تكشف عن ماضي يمكن للأجيال الحاضرة أن تفخر به ،وتكشف لنا معادن الرجال الذين أنجبتهم حضرموت ،ثم مكانة قبيلة كندة الحضرمية في تلك الأزمان الغابرة عند قبائل العرب ، وتبين لنا بعضاً من أمجاد تاريخ حضرموت ،فإن لهولاء الرجال مكانتهم وكتب التاريخ تتحدث عنهم ؛ وهم الذين خرجوا من " دمون" وتعرف اليوم – بـ القزة - قريبة من الهجرين ومناطق أخرى من ديارهم بحضرموت،وأقاموا مملكة عظيمة آثارها باقية إلى هذا اليوم منذ القرن الرابع الميلادي في شمال الجزيرة العربية بين إمارتي المناذرة والغساسنة قديماً ،و كانت تعرف بمملكة كندة لأن رؤساءها تلقبوا بالملوك .

ويعرف هذا المكان أيضا ًبأسم " غمر كندة" أو " غمرة ذي كندة" أو المشقر وهي أرض لبني جنادة بن معد في نجد وتقع على مسيرة يومين من مكة.

ويرى باحثون آخرون أن عاصمة الدولة كانت تعرف "الفاو" وتبعد حالياً 700كم جنوب غرب الرياض- المملكة العربية السعودية .

أما خبر هذا الزعيم أو الملك الذي هو ( الحارث بن عمر بن حجر بن آكل المرار الكندي )


فقد استدعته قبيلة "بكر بن وائل" ليكون ملكاً عليها؛ وقد جاء في الموسوعة العربية عن نسب قبيلة بكر بن وائل :

من أنها تنتمي إلى جِذم ربيعة بن نزار بن مَعَدّ بن عدنان، وهي من أعظم قبائل ربيعة وأكثرها عدداً وبطوناً.وكانت مواطن بكر في الجاهلية بلاد اليمامة وبلاد البحرين والعراق وبَوادي الجزيرة الشامية. وتعرف منطقتهم جغرافيا في التاريخ القديم (بديار بكر) وهي منطقة كبيرة واسعة حدَّها ما غرّب من دجلة إلى بلاد الجبل المطلّ على نَصيبين إلى دجلة وما حول هذه المواضع.

وفي( الأغاني ) لأبي فرج الأصفهاني قصة تتويج هذا الزعيم الكندي وتوزيع أولاده على عدد من قبائل العرب في شمال الجزيرة العربية حتى أطراف العراق كرؤساء عليهم ،و لندع الحديث عنها "لأبي الفرج الأصفهاني " في ماذكره في "الأغاني" من تاريخ وشعر وأدب يفوح ريحاً بتربة حضرموت ومجدها التليد ؛فنجده يتحدث أن "قباذ" والد كسرى انوشروان ملك فارس ،وقد استضعفته ربيعة فوثبت على المنذر بن ماء السماء وخلعته من الملك فهرب إلى أياد، ثم إن ربيعة ،فاستدعت الحارث بن عمرو بن حجر بن عمرو آكل المرار ،وأقامته ملكا على بكر بن وائل كلها ،وفي رواية أخرى لما حدث بعد أن أصبح الحارث بن عمرو الكندي ملكاً على الحيرة جنوب العراق ، عندما صار الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار ملكاً على الحيرة ، قالوا أيضا : ثم تفاسدت – أي أختلفت - القبائل من نزار فأتاه أشرافهم فقالوا : إنا في دينك ، [ قيل أنهم على النصرانية ] ونخاف أن نتفانى فيما يحدث بيننا ، فوجه معنا بنيك ينزلون فينا فيكفون بعضنا عن بعض ، ففرق ولده في قبائل العرب ، فملك ابنه حجراً على بني أسد وغطفان ، وملك ابنه شرحبيل على بكر بأسرها ، وبني حنظلة بن مالك ، والرباب ، وملك ابنه معد بن يكرب على بني تغلب ، والنمر بن قاسط ، وطوائف من دارم ، وملك ابنه عبد الله على عبد القيس ، وملك ابنه سلمه على قيس ، وهكذا أصبحت قبائل العرب تدين كلها لملك الحيرة الكندي الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار.

وعند أهل التاريخ والتراجم والسير للحارث بن عمرو بن حجر الكندي أخبار كثيرة رواها الطبري في تاريخه ،وأبن الأثير في الكامل ،واليعقوبي وأبن خلدون ، وكان أبوه عمرو بن حجر ملكا عظيما ولم يجد قباذ مناصا من الموافقة على ما رأته قبيلة بكر بن وائل من ربيعة في تتويجه ملكاً وبقية أبناءه كما مربنا على بقية العرب .

وكانوا يتعززون بنسبهم إلى كنده وأنهم من حضرموت والى "آكل المرار"،0

وكان لكندة أيضا ً من المجد والشرف الكبير في الجاهلية والإسلام ما سارت به الركبان 0

وقد أشار المؤرخ محمد سعيد باحنان في كتابه" جواهر تاريخ الاحقاف" إلى تفصيل ذلك المجد و الشرف الكبير وذكر طبقات ملوكهم ،وأما سبب تسمية (آكل المرار للملك حُجر )كما نقلناه من "الكامل في التاريخ "لإبن الأثير فهو حجر آكل المرار ابن عمرو بن معاوية بن الحارث الكندي

الحضرمي ،وقد دام ملكه لعشرين عاماً. وهذا الملك لايعني بمفهوم العصر الحديث؛وإنما كان ملك على الأحياء والعشائر القبلية المحلية ،وما هو إلاّ لقب للتفخيم والتكبير في الأعراف القبلية القديمة في ذلك الوقت .

وقد ذكر( أبن منظور في لسان العرب ) أن المرار شجر لايطاق لشدة مرارته ،وكان هذا لقباً يعرف به حجر بن عمرو بن معاوية الكندي الحضرمي، آكل المرار لأن امرأته هند بنت ظالم بن وهب بن الحارث بن معاوية الأكرمين لما أغار عليه ابن الهيولة السليحي فأخذها، فقال: كيف ترين الآن حجراً؟ فقالت: أراه والله خبيث الطلب، شديد الكلب، كأنه بعير أكل مراراً.

والمرار نبتٌ حارٌ يأكله البعير، فيتقلص منه مشفره.

وكان حجر أفوه خارج الأسنان فشبهته به، فسمي آكل المرار بذلك.

و روى أن الأشعث بن قيس الكندي عندما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومه راكباً مع كندة قال: يا رسول الله" نحن بنوا آكل المرار وأنت ابن آكل المرار"، قال، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب، وربيعة بن الحارث، وكانا تاجرين إذا شاعا في العرب وفي رواية البيهقي عنه: إذا سارا.وفيه فسئلا ممن أنتما ؟ قالا: نحن بنو آكل المرار يعني ينسبان إلى كندة ليعزا في تلك البلاد لان كندة كانوا ملوكا، فاعتقدت كندة أن قريشا منهم لقول عباس وربيعة نحن بنو آكل المرار. وذكر القصة أبن كثير في البداية والنهاية وغيره .

وأما يوم الكلاب الأولى:

أنه لما مات أبوهم" الحارث" تنازع شرحبيل وسلمه على ملكه وجمع كل واحد منهما جموعا للآخر فسار شرحبيل بمن معه من بني تميم حتى نزل بذي الكلاب وهو موضع بين الكوفة والبصرة وأقبل سلمه في تغلب والنمر وغيرهم ونزل تجاه معسكر أخيه .

وأقبل سلمة في تغلب والنمر وغيرهم ونزل تجاه معسكر أخيه ثم إن بعضا الزعماء لما رأوا تفاقم الخطب خشوا سوء العاقبة فسعوا للصلح والتوفيق بين الأخوين حقنا للدماء ودارت مفاوضات لم تكن ثمرتها غير الفشل وضياع المجهود سدى وحينئذ لم يكن مناص من خوض غمار المنايا فكان قتال شديد وتطاحن مريع ،أنهزم فيها قوم شرحبيل فولوا الأدبار منهزمين شر هزيمة،وفي وسط هذه الهزيمة كان منادي سلمة ينادي في الناس من يأت برأس شرحبيل فله مائة من الإبل فسمع النداء أبو حنش واسمه عاصم بن النعمان بفرسه صوب شرحبيل فوجد الناس يقاتلون حوله ويذودون عنه فأنتهز منه غرة أرداه عن فرسه قتيلا بطعنة رمح ثم نزل عن جواده واحتز رأسه وبعث به إلى سلمه مع ابن عم له يقال له أبوجا ،وأوصاه بقبض الجائزة فلما دخل أبوجا على سلمه والقي الرأس بين يديه غضب غضبا شديدا ففر ابوجا إلى أبي حنش خائفا يستحثه الهرب فهربا من مملكته إلى حيث لا سلطان له عليهما قانعين بالسلامة .

وكان شرحبيل قتيل يوم الكلاب أيضاً وهو أحد أبناء الحارث الذين اقتتلوا في هذه الواقعة ،ووقف منهم موقف المتحير ،المكلوم أخاً لهم كما جاء في الأغاني من شعراء العرب الذي حفظت له التراجم والتاريخ بعضاً من اشعاره ،حيث وقف بعيداً من الفتنة بين أخويه وحين قتل أخاه شرحبيل قتيل يوم الكلاب ، رثاه وهذا هو الملك والشاعر معدي كرب بن الحارث بن عمرو بن حجر الكندي من أبناء الملك الحارث

كان ملكا على قيس بجهة الموصل والجزيرة فكان محبوبا وديعا عاقلا يكره الحروب ويمقت الفتن ويميل إلى الإصلاح وحقن الدماء وقد نقل لنا " أبو الفرج الأصفهاني "في الأغاني من قصيدة له :

إنّ جَنْبِي عنْ الفراشِ لَنَابٍ ... كتجافي الأسرّ فوق الظراب

من حديث نمَىَ إليّ فَلاَ تَرْ ... قَأُعَيْني وَلاَ أُسِيغ شَرَابِي

مُرَّة كالزُّعاف أكْتُمُها النَّا ... سَ عَلَى حَرْمَلَة كالشِّهابِ

من شُرحَبْيل إذ تعاورُهُ اْلأرْ ... ماحُ في حَالِ صْبوَةٍ وشبَاب

يا ابن أُمِّي وَلوْ شَهدْتُك إِذ تَدْ ... عُو تِمَماً وأنت غَيْر مُجابِ

ثم طاعَنْتُ مِنْ وَرَائكَ حَتَّى ... أدْفعَ القَوْمَ أو تُبَزَّ ثيابي



ومن هذه الشجرة الملكية الشاعر الأمير، شاعر كندة والعرب جميعاً "امرؤ القيس الكندي "الملقب (ذي القروح )-

-
فهو كما جاء في ترجمته امرؤ ألقيس واسمه هو حندج بن حجر بن الحارث الكندي. من أشهر شعراء العرب، أبوه حجر بن الحارث ملك أسد وغطفان، وخاله المهلهل الشاعر المشهور.

نشأته وحياته في نجد حوالي سنه 500م ، ونشأ في أسرة ملك وسيادة وترف, فقد كان والده حجر ملكا على بني أسد وغطفان, ودام ملكه ما يقارب ستين عاما. كان اصغر إخوته وعاش في كنف والده الملك, كما يعيش عيشة أبناء الملوك في ذلك الزمان ، وتعلم الفروسية ووسائل النجدة والشجاعة, تمكن من قول الشعر وهو في عنفوان الشباب, وميعه الصبا, وأكثر من التغزل في فتيات بني أسد والتشبيب بهن, مما أدى إلى إغضاب والده الذي زجرة ، ولكنه لم يزدجر, وإنما واصل قول الشعر فيما يغضب والده الملك ، الأمر الذي أدى إلى طرده وخروجه من كنف والده ورعايته, فالتفت حوله زمرة من الصعاليك, والشذاذ, واللصوص, وكان يغير على إحياء العرب ، ويسطون على ممتلكاتهم ، ثم يتقاسمون الغنائم فيما بينهم ويشربون الخمر ويلعبون النرد وينشدون الشعر ويتغنون القيان.

فينما كان غارقا في اللذات كعادته يعاقر الخمر ويلعب النرد جاءه الخبر بمقتل والده على يد بعض رحال بني أسد ، فقال قولته المشهورة التي حفظها الزمان في ذاكرته وهي"ضيعني أبي صغيرا, وحملني دمه كبيرا,ولا صحو اليوم ولا سكر غدا ،اليوم خمر وغدا أمر، وانتهى به المطاف في القسطنطينية طالبا من القيصر جوستنياس المساعدة لأدراك هدفه ولكن جهوده لم تتكلل بالنجاح, فعاد من عاصمة الروم يائسا ,وعندما وصل مدينه أنقرة تفشى في جسده الجدري ,فسبب له القروح التي أودت بحياته, ولما بلغ خير وفاته أمر القيصر ملك القسطنطينية بنحت له تمثال وان ينصب على ضريحه.
وقد أشتهر من شعره الكثير وابلغها المعلقة التي حفظت له في الدواوين وخلدت فيها أسمه ورسمه .

.................................
ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ

نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ

عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ

وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي

بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ

بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا

عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ

بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا

قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ

ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا

بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً

كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح