عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2011, 11:12 PM   #22
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

. يعد تعليم أبناء أولاد البادية من أهم أولويات المستشار البريطاني انجرامس ، وكما جاء في المادة السابعة من قانون جيش البادية : أن الخدمات التي يقدمها جيش البادية لأفراده وللقبائل البدوية غير واجباته السياسية والعسكرية تهدف الى توفير مناخ السعادة المادية للبدو الذين يخدمهم الجيش ، و العمل على النهوض بمستواهم العلمي عن طريق فتح مدرسة لأطفال ابناء لبدو وقد كلف القانون قائد جيش البادية الحضرمية بتحمل مهام مسؤولية الاتصال الدائم بمساعد المستشار البريطاني و المقيم الثقافي في الأمور التي تختص بإجراء التجهيز والتفتيش لمدارس البادية .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
للمجاعة التي شهدتها حضرموت في اربعينيات القرن الماضي الأثر والعامل المساعد في جمع الأطفال الذين يتمتهم وشردتهم المجاعة خاصة أطفال البادية الحضرمية ، فقد لجأ بعض اطفال البدو إلى مدينة المكلا هروبا من ضنك العيش وقسوة الجوع. وكان انجرامس يرى أن مدارس المدينة لاتناسب أبناء البدو ، ولاتقدم لهم المأكل والملبس، لهذا سعى إنجرامس بالقيام بتأسيس مدرسة داخلية لهؤلاء الأطفال وألحقها إداريا بجيش البادية الحضرمي . وبدأت المدرسة بفصل واحد مكون من عشرين طالبا، وأمدته حكومة المكلا بمدرس. ويرى إنجرامس أن الحظ قد ساعده أن جاء هؤلاء الاطفال من ابناء البدو ا في الوقت المناسب، وأنه كانت هناك خطة لاستقطاب أولاد البادية لهذه المدرسة، ووضعت ميزانية لمدرسة مركزية في المكلا تستوعب مائة طالب، وسبع مدارس تقع على المخافر الحدودية لجيش البادية تستوعب كل منها أربعين طالباً، ولملاك تدريسي يقدر عدده بتسعة وثلاثين مدرساً. حدد إنجرامس الأهداف التي على اساسها تم إنشاء هذه المدارس : 1- أن تكون رافدا لجيش البادية يمده بالجنود المؤهلين. 2- إمداد الحكومة بالموظفين. 3- أن يكونوا رجال المستشارية في قبائلهم . وقد واجه إنجرامس في البدء صعوبات عدة من أهمها غياب المدرسين المؤهلين ، إلا أنه استطاع التغلب عليها. وذلك بالاستفادة من بعض شباب ابناء السادة الذين نالوا حظا من التعليم. ويصف لنا إنجراسز كيف سارت الأمور بعد ذلك فيقول: (( وقد تم الحصول عليهم من شباب السادة المتعلمين الذين يعيشون على التحويلات التي تصلهم من جنوب شرقي آسيا. ولم يكن من السهل كسبهم لأن العمل بالنسبة لهم من أي نوع هو دون منزلتهم الاجتماعية، ولكن وبسبب الحياة الصعبة جاءوا إلى المدرسة. وكان عليهم أن يسجلوا أنفسهم جنوداً. وقد أدوا مقررات التجنيد الكاملة باستثناء التدريب على السلاح وقد تضمن أداء أعمال شاقة مثل شق الطرقات، وقليلاً منهم اثبت عدم ملاءمته، ولقد خضعوا لمقررات المدرسين، ثم أرسلوا إلى عدن لأخذ دورات عن الصيدلة بحيث يتمكنوا من معالجة الجنود والبدو في المخافر الحدودية. وقد أصبح بعضهم مدرسين مثيرين للإعجاب. وفي فترة قصيرة أصبحت المدرسة تضم مائة طالباً، وقد كانوا سريعين في استيعاب الدروس والتمارين ويبدو أنهم أذكياء جداً. وأصبح مظهرهم جميلاً بلباسهم الرسمي المكون من القميص الأزرق الداكن وأحزمتهم الحمراء والكوفية البيضاء وعقالهم الأسود . وفي مايو عام 1944 اشتركت مدرسة أولاد البادية في الحفل السنوي لمدارس السلطنة وقدموا عرضاً عسكرياً وهم يحملون بنادق دمى، كما قدموا في المعرض شروحاً لدروس في القراءة والكتابة والحساب. وقدموا مسرحية تاريخية اشترك في تقديمها الأولاد والبنات، وكان هذا يحدث لأول مرة في تاريخ حضرموت.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
وكانت مدرسة بنات البادية قد افتتحت بعد بضعة أشهر من افتتاح مدرسة أولاد البادية، وقد ابتدأت بأربع وعشرين طالبة، وهي مدرسة داخلية مثلها مثل مدرسة الأولاد، وكان الهدف من هذه المدرسة هو الحصول على مدرسات دائمات )). استكملت مراحل فصول الدراسة الابتدائية وزادت نسبة القبول وازدحمت الفصول والمباني الداخلية بأبناء البدو الذين انطلقوا متعطشين لطلب العلم من مناهله ، تغريهم حب المعرفة والطموح في التسجيل كجنود وصف ضباط في الجيش البدوي .. وقد خدمت الظروف للدفع الأولى من هؤلاء الطلبة أن يحضون بنصيب الالتحاق بالجيش والتبوأ للوظائف الحكومية في المستشارية . وقد استفادت حكومة جمهورية الجنوب التي استلمت السلطة من بريطانيا على الحفاظ على تجربة مدارس ابناء البادية وأبقت على المدارس القديمة وتوسعت أن أنشأت مدارس لأبناء البادية على نحو يخدم إيديولوجية الحزب الحاكم ..!!
.
التوقيع :
  رد مع اقتباس