عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2011, 12:29 AM   #178
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


حضرموت العربية" جرّبناهم .. فهل نُجرِّب أنفسنا نعيد هويتنا الأصيلة

جرّبناهم .. فهل نُجرِّب أنفسنا

المكلا اليوم / كتب: منصور باوادي24/3/2011

في اعتقادي الشخصي أن الوحدة اليمنية ستبقى ذكرى تاريخية , وتجربة جريئة مرت علينا كيمنيين سواء في الشمال أو الجنوب حملت في طياتها آمالا وآلام على مدى أكثر من عشرين سنة , آمالا ظلت حبيسة الصدور لم يكتب لها ترجمة واقعية معاشة , اغتالها واقع مرير وممارسات مناطقية بحتة بكل ما تعنيه الكلمة من دلالات ومعاني, وبكل ما توحيه من اشمئزاز وتقزز , حولت هذا الحلم العربي والإسلامي الكبير إلى كابوس فظيع مقلق أول من عانى منه واشتكى هو هذا الجيل الذي يعتصم اليوم والذي يقال له جيل الوحدة .

وبما أن المؤشرات تؤكد وصول اليمن إلى سقوط آخر حبات عقد الوحدة وأنها ستلتحق بمثيلاتها من الوحدات العربية التي سبقتها والتي كتب لها الفشل فأصبحت تاريخ يتلى , آن الأوان لنفتح ملف تاريخ الوحدة اليمنية ليس لإعادة تصحيحه وتقويمه لأن وقته قد فات وهو مليء بالجراح التي لا دواء لها ولا شفاء, ولكن لأرشفته كتجربة سياسية وثقافية واقتصادية واجتماعية سابقة, ثم يتم تغليفه وتزينه بالأشرطة الذهبية ويضم إلى إخوانه ملفات الوحدات التي سادت يوما ما ثم بادت ليأخذ مكانه في رفوف " مقبرة الدول العربية" بالقاهرة.

لابد من طي هذه الصفحة وعدم فتحها إلا للعبرة والعضة وأن نبدأ في تبني خيارات أكثر واقعية تلبي طموحاتنا وآمالنا وتحقق لنا قدرا من الحياة الكريمة شأننا شأن كل أمم الأرض, ينبغي أن يكون صوتنا هذه المرة عاليا ومدويا تسمعه كل الأطراف ولابد أن تصغي له وتقف عنده , لسنا أولئك الذين لم يبلغوا الحلم بعد, ولسنا أولئك القُصَّر الذين هم بحاجة للوصاية, لقد جربنا من هم عن جنوبنا الغربي فما وجدنا إلا اشتراكية تقذف سُمًّا صِلٌّ, ولازالت النجمة الحمراء ترفرف مؤكدة أنها لم تنته ولن تنتهي, وطالما أنهم يرفضون حتى مجرد حذف لفظ الاشتراكية لمسمى حزبهم كيف تريدني أن أقتنع بتراجعهم عن قناعاتهم ومبادئهم الاشتراكية " والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين",

وجربنا كذلك من هم عن شمالنا الغربي فما وجدنا إلا مناطقية ضيقة وعنجهية بغيضة جعلوا الجنوب كله وليس حضرموت فقط غنيمة للشمال . آن الأوان أن نجرب ذاتنا وأن نخرج كوادرنا وطاقاتنا فلسنا أقل من دول لا توازي مساحتها مساحة مديرية المكلا , ولا تمتلك رصيدا من المقومات كما نمتلكها نحن , فلماذا يراد لنا أن نغض الطرف عن كل هذا ونتمسك بحبل قد أحلّه من عقده, ولماذا يصور البعض لنا أنه لا طاقة لنا ولا بديل إما صنعاء أو الاشتراكيون أو الموت, أقول لهذه الأصوات لم نأت ببدع من القول , ولم نرتكب خيانة تاريخية, ولا تحاسبوا البيت إن خرج عن طوع واليه, إذا كان واليه لا يقدر قيمة بيته ولم يحافظ عليه, ولا تحملونا أخطاء غيرنا إن كان على درجة من السفاهة لا يعرف قيمة المحافظة على المكاسب والمنجزات.

والتاريخ مليء بالأحداث والوقائع التي تؤكد لنا هذه الحقيقة فمنها على سبيل المثال حادثة سقوط غرناطة آخر بقايا الدولة الإسلامية عندما أضاعها الأمير أبو عبدالله محمد بن علي آخر ملوك الأندلس الملقب بـ" الخائن " ووقع على معاهدة تسليمها للقائد الصليبي فرديناند والأميرة إزابيلا , ورحل عنها مع عائلته وقف بسفح جبل الريحان وبكى على ضياع ملكه قالت له أمه عائشة الحرة: " ابكي كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال " فأصبح هذا البائس مثلا لكل مخبول ومعتوه لم يقدِّر قيمة النعمة التي حباه الله تتعالى إياها. صحيح أن الأمير أبا عبد الله الصغير أسقطه الصليبيون, وحكامنا اليوم تسقطهم شعوبهم ولكن الأسباب الجوهرية التي أدت إلى السقوط واحدة ومتشابهة ولم يختلف فيها إلا ظرفها وإطارها الزمني فقط .

لا تنعتونا بالانفصاليين – رجاءً – لأني عشت الانفصال طوال سنوات وأشهر وأيام وساعات ودقائق وثواني الوحدة , لم أعشه مع دعاة الحراك الجنوبي فبيني وبينهم نقاط ونقاط من الاختلاف, ولكني عشته مع من يدعي الوحدوية واليمن الواحد الموحد ولكنه يمارس معي سياسة الانفصال والإقصاء والإبعاد لا لشيء إلا لأني جنوبي هزمت في 94 . أولئك الذين يتبنون الوحدة قولا ولفظا وشعارا وتصريحا إعلاميا, ويتبنون الانفصال ممارسة وواقعا ومعايشة وتوظيفا ونفطا وعقارا وعسكرة وأمنا ...!!, هؤلاء هم من حملني على تبني هذا الموقف وربما كثير مثلي على نفس المنوال.

أليس من العدل – يا مَنْ تَعْذِلُني - أن يُحاسب أولئك المتترسون في صنعاء على ضياع الوحدة بدلا من أن تلمني على إقامة دولة في أرضي وأرض أجدادي.؟
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح