عرض مشاركة واحدة
قديم 09-15-2018, 12:33 AM   #70
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



عدن أمام فرصة تاريخية أخيرة -لماذا انهار الحوثيون جنوباً وتماسكوا شمالاً؟ المملكة السعودية… محاولة الاقتراب من التضاريس الوعرة


الاثنين 16 نوفمبر 2015 03:12 مساءً
عدن ((عدن الغد)) خاص:



* احمد عبداللاه

ثلاث مراحل رئيسة مختلفة في حياة الجنوب، خسر في مرحلتين، بسبب قياداته السياسية المغلقة على جمودها الفكري، وهاهو يعد على أصابعه مسيرةً أخيرة تحدد مستقبله كشعب ووطن.

عشية الاستقلال تناحرت قوى جنوبية وانتصر فصيل منها ليتم إقصاء المنافسين، ومع ذلك كانت للجنوب خيارات شتى لولا أن "القادة الشباب" أسسوا دولة يمنية في بلادهم بنهج قومي، تدحرج نحو أقاصي اليسار بتطلعاته الإشتراكية، وكانت تلك موضة حمراء لدى دوائر الانتلجنسيا العربية آنذاك ، فتم خنق الدولة الوطنية بآفاقها الاقتصادية وهويتها الثقافية، وغارت الجذور في بيئة مادية وفكرية غريبة فكان النبت يباساً مسموما.



مرة ثانية كانت للجنوب خيارات متعددة بعد أن استفاق من صدمة كانون الثاني ٨٦، لكي يتجاوز فشل دولة "الحزب الطليعي"، وكان بإمكانه أن يضع فاصلاً عميقاً وناصعاً في صفحة مساره من خلال إجراءات استراتيجية تغير منهج وفلسفة وجوده الحضاري، كدولة ذات سيادة تتحكم بمواقع قارية وبحرية وجغرافيا حاملة في باطنها وعلى ظهرها كنوز مخبوءة ومنكشفة، وموارد تؤهلها بأن تصبح دولةً رائدة في الإقليم.



لكن مرض "التوحد" الإيديولوجي أفقد القيادة قدرة التخاطب مع الواقع حينها، وأُفرغ مخزون العقل من زاده الطبيعي السوي، فأدخلوا الجنوب في تجربة لم يعشها قبله شعب في التاريخ. كانت أمامهم إمكانات الانفتاح على دول الإقليم والسعي لإقامة روابط عضوية معها، وبناء علاقات شراكة متكافئة مع الجارة اليمنية، وتأهيل الاقتصاد الوطني بطريقة تدريجية وفتح الأبواب للاستثمارات المختلفة، ترافقه إصلاحات سياسية منفتحة تتجاوز منظومة الحزب الواحد، وكانت هناك رؤوس الأموال المتحفزة، وجيل من النخب الرائدة، ومجتمع يعشق النظام والقانون، وأمامهم مشروع التصالح الشامل مع الذات وإعادة لحمة الشعب، وكانت أمامهم مخارج واسعة وفسيحة للتحرك نحو مستقبل مختلف، فليس حقيقي أن النظام في الجنوب ضاقت به السُّبلُ وفرّ باتجاه الوحدة، بل هو الهلع والجُبن الذي أصاب القيادة السياسية وهي تحمل همَّ دولة حائرة مثخنة بالجراح، ولم تَر أمامها سوى منفذ "الشريجة" للعبور إلى المستقبل تحت إيقاع الشعائر المبشرة بفراديس "القضية الوطنية" و"العاصمة التاريخية" و"الزواج الكاثوليكي" وغيرها من الموجودات الخطابية المعنوية في العقول الجوفاء.. فكانت الواقعة والوقيعة.

أما ثالثاً، فلقد لاح النور الآن من صدوع واسعة في الجدار الخرساني، وبشّر بمرحلة، ربما أخيرة تحمله نحو الخلاص من كل الماضي، إن استطاع الجنوب إلى ذلك سبيلا.



لقد انتصر الجنوب في معارك ميدانية وأظهر العجائب، بمساندة دول التحالف، لكنه دخل بعدها مباشرة في فراغ وحٓيرة، مما ساهم في أن يستبد الخوف. المرحلة الحالية بحاجة إلى قليل من الكلام والشطط والفتوَّة، وكثير من العقل والفعل والنظافة والتواضع، ويجب تحقيق أمرين اثنين؛ توحيد المقاومة الجنوبية وتطوير قدراتها، والثاني هو قيام تحالف القوى السياسية على أن لا يستقوي بمهرجانيات تعيد للذاكرة "كل الشعب قومية" أو ب"خطابات الزعيم الأوحد" الذي يقود شعبه حسب المزاج وحالات الكيف السياسي، بل يجب أن يتشكل بصورة فورية في إطار جبهوي وطني يضم كل الأطياف، ويبدأ نشاطه بحوارات بناءة مع التيارات الجنوبية (الإسلامية والوطنية) التي تختلف مع مشروع استعادة الدولة، ولا يهم بالطبع أي مسمى لأن الأهم هو أن يقود بشكل واعٍ وواقعي إلى الخلاص، والجميع يفهمون ما يعني الواعي والواقعي.



حين يجتاز الجنوب هذين الأمرين يصبح على مشارف الحرية الكاملة، عداهما ستتبخر فرصة أخيرة ويُصدَّر الجنوب أشتاتا (إن هو نجا من الفوضى) كملحقات لصنعاء، مع امتيازات معنوية، ليعيش حالة ظمأ للحرية، لا يرتوي بعدها أبدا.

ط¹ط¯ظ† ط§ظ„ط؛ط¯ | ط¹ط¯ظ† ط£ظ…ط§ظ… ظپط±طµط© طھط§ط±ظٹط®ظٹط© ط£ط®ظٹط±ط© -ظ„ظ…ط§ط°ط§ ط§ظ†ظ‡ط§ط± ط§ظ„ط/////ظˆط«ظٹظˆظ† ط¬ظ†ظˆط¨ط§ظ‹ ظˆطھظ…ط§ط³ظƒظˆط§ ط´ظ…ط§ظ„ط§ظ‹طں ط§ظ„ظ…ظ…ظ„ظƒط© ط§ظ„ط³ط¹ظˆط¯ظٹط©â€¦ ظ…ط/////ط§ظˆظ„ط© ط§ظ„ط§ظ‚طھط±ط§ط¨ ظ…ظ† ط§ظ„طھط¶ط§ط±ظٹط³ ط§ظ„ظˆط¹ط±ط©
جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس