عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-2009, 12:20 AM   #9
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


في محاضرة عن الأديب باكثير في ثانوية المكلا النموذجية
الفردي: على الشباب أن يستلهموا من حياة وتجارب المبدعين ويتشربون من معاني سيرة الأعلام والعمالقة


2009/12/27 المكلا اليوم/ وليد التميمي

أكد الكاتب والإعلامي صالح حسين الفردي، على أهمية أن يستلهم جيل الشباب من حياة وتجارب المبدعين، وأن يتشربوا من معاني سيرة الأعلام الدينية والعلمية والاجتماعية والرياضية في موروثنا الحضاري العريق. وقال أ. الفردي، مدير دائرة الأعلام والنشر التربوي، في محاضرته التي ألقاها على طلاب ثانوية المكلا النموذجية للبنين، بمناسبة احتفائية جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا بمئوية الأديب علي احمد باكثير، أننا اليوم في أمس الحاجة لتتبع بصمات العباقرة الذين استطاعوا أن يؤسسوا بنيان مجتمع عظيم فاعل في محيطة ومؤثر في منظومة الحياة برمتها.



وأضاف في محاضرته التي كان عنوانها، سيرة الأديب باكثير، معانٍ ودلالاتٌ، وحضرها الأخ منير باتيس مدير الثانوية وأساتذتها، أن المتمعن في محطات حياة باكثير الذي ولد في منطقة سوربايا باندونيسيا من أبوين حضرميين، هجرا حضرموت بسبب ضيق سبل العيش، يرى أن بداية نموه في المنفى الاختياري شابها الاضطراب، مما حذا بوالده بعد أن استشعر نبوغه المبكر عندما بلغ سن التاسعة، أن يصطحبه عائداً إلى حضرموت، لأنه أدرك أن البيئة في اندونيسيا غير مهيأة لصقل هذه العبقرية وإرساء قاعدة انطلاقتها، فأراد أن يغرس شتلات موهبته في الجذور أي موطن أبائه وأجداده - سيئون- ليرتمي في أحضانها وهو في سن العاشرة، لتتشكل بعدها أولى بذور ذاته وتبزر ملامح شخصيته، حيث التحق بالمعلامة، وأتقن اللغة العربية وأمسك بتلابيب لغة الضاد، وحفظ القران، وتفجر إبداعه في أكثر من مجال وعندما بلغ العشرين ربيعاً بدأت ميوله للشعر جلية، حيث كانت الظروف مواتية لبزوغ نجمه كأديب كبير يشار له بالبنان.

وبعد صدمة فقدان زوجته وهي في غضارة الشباب ونظارة الصبا، فكر باكثير - كسائر الحضارم- في الهجرة إما إلى شرق أفريقيا أو شرق آسيا ، لكنه لجأ إلى عدن ووجد أنها لا تتسع لمساحات ذاته، ثم سافر إلى السعودية حيث جسد التجربة التي عاشها في سيئون بكتابته لأول مسرحياته الشعرية ( همام في بلاد الاحقاف) وكان عمره آنذاك 23 سنة.

وأكد الفردي أن مصر كانت المحطة الأساسية للأديب على باكثير بكل ما تحمله من تاريخ عميق في الحضارة الفرعونية والفينيقية والعربية الإسلامية، حيث برهن على جزالة شخصيته ونبوغ عبقريته وأثبت أن لا فرق بين العلم والأدب إلا في التوجه.

وفي 1934م دخل باكثير في تحدي مع أستاذه الجامعي الانكليزي لإقناعه بحيوية اللغة العربية وقدرتها على مجاراة لغة العلم والأدب الأنجليزي، فنجح في إثبات حجته بعد أن طوعها لترجمة رواية شكسبير (روميو وجوليت)، مما جعله يكتشف طرائق جديدة تسمى الشعر المرسل الذي كان مرحلة مهمة في الشعر العربي وصولاً إلى الشعر الحر.

وشدد الفردي على أن باكثير كان يحمل مشروعاً ثقافياً وأدبياً ومعرفياً اصطدم بمشاريع أخرى، ولكنه رغم ذلك ظل يشكل حضوراً ويمثل ظاهرة إنسانية كان لها شرف الريادة في مجالات الشعر والمسرح ومازال أرشيفه بعد مرور أربعين عاما على رحيله خصباً لتنقيب كل باحث أو عالم أصيل.

ووجه الفردي كلامه لطلاب الثانوية مؤكدا ً أنهم بمثابة مشاريع لا تختلف كثيرا ً عن باكثير، وأنه لا بد أن يكون منهم باكثير في العلم وباكثير في الهندسة والتقنية وباكثير في الأدب، شرط تنمية الموهبة و الثقة العالية بالنفس والتحلي بروح الإصرار والعزيمة.




اجمالي التعليقات 1

--------------------------------------------------------------------------------
طالب نموذجي (المكلا) 27-12-2009 نشكر الأستاذ صالح الفردي على محاضرته التي ألقاها صباح يوم السبت بثانويتنا النموذجية وكانت محاضرة مفيدة وقيمة استطاع أن يربط حياة الأديب الحضرمي الكبير علي أحمد باكثير بواقع الثانوية وتحديات الطلاب في مواجهة المستقبل فله ولأستاذنا منير باتيس كل الشكر والتقدير...
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح