عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2012, 08:32 AM   #5
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

[الوقفة الثالثة
[إبداع الجغرافي الألماني فون فيسمان (Dr. von Wissman) وصديقه الهولندي دانيال فان در ميولين في وصف بروم والمكلا عند رؤيتهما للمكان عام 1931م
[SIZE="5"] كانت رحلتهما للوصول إلى مدينة المكلا قد توجهت من مدينة عدن على متن سفينة تعرف "أيامونت" كانت تسير بسرعة ستة أميال في الساعة. وقطعت المسافة إلى المكلا في أربعين ساعة ،والتي تبلغ 230 ميلا . وفي ظهيرة يوم حار من أيام شهر مايو خلال هذه الرحلة كانوا قد شاهدوا على الساحل "بئر علي" ميناء قنا التاريخي لمملكة حضرموت وبراكينها البنية - السوداء وأمامها كثبان الرمل الفراء - البيضاء كانت تومض في الشمس تحت السماء المبيضة - الزرقاء. ثم مدخل وادي حجر غرب مدينة المكلا , وهو الوادي الوحيد في المنطقة الذي تجري به المياه باستمرار طوال العام وعلى جوانبه أشجار النخيل 0
وهنا تطل عليهم بروم مقدمة المكلا وبابها الأول ويقول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ثم تظهر بروم بخليجها الذي يحمى من الرياح الموسمية الجنوبية الغربية. وتنحصر المدينة بين جبال لا تترك سوى مساحة صغيرة لبستان من النخيل ومزارع للذرة والذرة الشامية. ثم ظهر قصر أبيض ومسجد بمئذنة وبعض المنازل الحجرية وشاطئ وقوارب صيد, صورة جميلة مثيرة للدهشة في هذه البقعة من الصخور الجرداء والصحراء )وما إن أخذت بروم تتلاشى , حتى بدأ يتضح أمامهم شيء أبيض وخلفه حائط منحدر من الصخر. كان ذلك هو مبتغاهم وهدفهم مدينة المكلا الجميلة تفتح ذراعيها يقول:COLOR="seagreen"]( المكلا جمالها أخاذ وهي البوابة إلى حضرموت الغامضة التي ظلت موصدة أمام الأجانب لفترة طويلة. وتمتد المكلا مثل شريط أبيض على حافة المحيط الأزرق عند سفح جبل مائل شديد الانحدار بصخوره المحمر - البنية . وتصادم أمواج البحر المدينة باستمرار. وتبقى المنازل البيضاء ذات الطوابق المتعددة مستقيمة صامدة. السياج الذي يحيط بسطوح المنازل مشيد من أعمدة ناصعة البياض. والمآذن شكلها مخروط قوي وهو الشكل الذي يتميز به الأسلوب الحضرمي. يقوم قصر السلطان الجديد في أقصى اليسار, وخلفه القصر القديم. ويقف القصر الجديد على صخور سوداء بالقرب من البحر. ولون القصر ضارب إلى الصفرة, وأبوابه ونوافذه من الطوب الأحمر, وشرفاته فاتحة الأخضرار. إننا أمام لوحة تحيطها أشجار جوز الهند والنخيل والمانجو والباباي. وهي لوحة ذات جمال بهيج لا يترك مجالا لناقد. إن التلوين هو الذي صنع ذلك الجمال. وحتى غياب الفن المعماري من المنازل له جماله000
)
ثم ينتقل الرحالة الجغرافي وصديقه من وصف المظهر العام للمدينة وقصر السلطان القعيطي ذو الطابع الهندي إلى وصف الميناء الفرضة القديمة ويقول : (يقوم الميناء في إحدى جوانب هذا اللسان القصير من الأرض, حيث تمخر السفن الشراعية بجلالها نحو المرفأ. وتظل القوارب الصغيرة والسنابيك في غدو ورواح تنتقل المسافرين والبضائع إلى أعتاب السلالم العريضة التي تقود إلى مبنى الجمارك الشاسع. وترسو السفن على بعد مائة ياردة في البحر. وصلت لتوها سفينة هولندية ضخمة تحمل 150 حضرميا من جاوا. وفي عرض البحر قارب بخاري تملكه شركة منافسة وصل في نفس الوقت الذي ألقت فيه "أيامونت" مراسيها. فأصبح اليوم بالنسبة لمدير الميناء والطبيب يوما مزدحما), لأن القبطان الهولندي يريد أن يبحر قبل الغروب. واهتم الطبيب بأمرنا وأخذ منا الخطاب الذي حملناه من المقيم البريطاني في عدن, ليقدمه للوزير ومعه طلبنا بالسماح لنا بالنزول إلى البر. وبعد ساعات من الانتظار جاء الرد الإيجابي, وأصر الطبيب على مصاحبتنا بنفسه إلى مقر إقامتنا ليتأكد أنه يناسبنا.)
سنتركهما بصحبة مدير الميناء الهندي هو المستر جهان خان, الذي أدخل تحسينات على إدارة الجمارك. وتولى فيما بعد وظائف رفيعة في الدولة. فأصبح السكرتير المالي (أي وزير المالية), ثم وزيراً للسلطنة. أما الطبيب الهندي فقد ذكر المؤلف اسمه في نهاية الكتاب وهو علي عبدالله حكيم.
وإلى لقاء آخر مع وقفة أخرى تقبلوا خالص تحياتي

التعديل الأخير تم بواسطة أبو صلاح ; 02-06-2012 الساعة 04:24 PM
  رد مع اقتباس